للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغة الضاد صامدة مهما بلغ الخلط اللغوي الناتج عن العولمة ذروته

أجمع عدد من الروائيين والأساتذة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أن هذه اللغة تبقى من مقومات المجتمع الجزائري الثابتة، إلى جانب الأمازيغية، فهي تعبر عن هوية هذا الوطن المفدى الذي تركه المستعمر يتخبط في مصير مجهول ويبحث عن هوية ضائعة ولو كانت هذه الهوية جلية، واضحة المعالم.

وقد أكد هؤلاء في تصريح لهم لــ’’الأحداث’’، أن ظاهرة الخلط اللغوي فرضتها العولمة وهي موجودة في كل دول العالم، وعلى لغة الضاد أن تستفيد من هذه اللغات، ولا تفتح لها المجال للقضاء عليها.
كما شدّدوا في ذات السياق على دور الأسرة والمدرسة والإعلام في تلقينها للأجيال المتعاقبة، كما طالبوا كل الأساتذة والباحثين والمهتمين بالشأن اللغوي على ضرورة تكثيف جهودهم للحفاظ عليها من الزوال والاضمحلال... ونحن نحتفي بلغة أهل الجنة ونغوص فيها أكثر يظهر تباينا كبيرا حولها، فأحيانا تبدو أنها في أحسن أحوالها وأحيانا أخرى تبدو أنها تعاني ووجب التدخل السريع لإنقاذها من سفهاء، لا يفقهون فيها شيئا ويقومون بتشويهها .

الروائي أمين الزاوي:
 ‘’لا تنتظروا تطوير اللغة العربية من المشارقة’’
أوضح الروائي أمين الزاوي أن اللغة العربية لها حضورها على الساحة الدولية والإعلامية، مهما عرفت بعض النكسات ومهما كانت الأعطاب التي تتخلها، فمن دون شك -يقول الزاوي - أنها تحتاج للتثقيف بالترجمة واحتكاكها باللغات الأخرى، كما أنها لن تتطور إلا إذا دخلنا العمل بها على مستوى البحوث العلمية وأن نخرج من إيديولوجية اللغة إلى عملية البحث الأدبي والإنساني .
وقد أبرز صاحب نزهة الخاطر أيضا بخصوص رأيه حول استمرار مقولة ‘’الجزائريون لا هم معربون ولا مفرنسون’’، أن ظاهرة الخلط اللغوي في الجزائر، موجودة في كل بلدان ولغات العالم، خاصة منها البلدان التي تعرضت للاستعمار الذي حاول طمس شخصيتها وهويتها المتمثلة في الدين واللغة وهذا أمر شائع، لكن إذا ما أراد الفرد منا تجنب هذا الأمر عليه تعويد نفسه الحديث بالعربية ومع مرور الوقت يجد نفسه في تحسن ملحوظ لأنها وسيلة تواصل مكتسبة. وقد نوّه الزاوي إلى أمر اعتبره في غاية الأهمية ألا وهو موضوع الدبلجة ففي وقت سابق كانت المسلسلات الأجنبية تدبلج إلى اللغة العربية، لكن اليوم نجد في الأمة العربية الواحدة موجة دبلجة واسعة النطاق شملت الدبلجة باللهجة الخليجة والسورية والمصرية وحتى المغربية ... الخ وهو ما يؤثر سلبا على طلاقة اللسان العربي، إذا ما أسهب المتفرجون على هذه الأعمال وتناسووا أن هناك لغة أم تجمعهم وتوحدهم. لكن في نفس الوقت لا يعني الاستهانة بهذه اللهجات مطلقا بل بالعكس، العربية حتى تكون لغة ذكية يجب ان تستفيد من اللهجات فالجاحظ وما أدراك ما الجاحظ  في ‘’البخلاء’’ و’’الحيوان’’ ...  كان  يستعمل اللهجات القادمة من المناطق المجاورة، وعليه اعتبر أن اللهجة خزان دعم اللغة العربية المعاصرة الجديدة والحداثية وفقهاء اللغة عليهم أن ينتبهوا أن الدفاع عنها لا يكون إلا بعصرنتها قبل أن تموت أو تتحول إلى لغة كهانوتية أو لاهوتية.
ويضيف المتحدث في ذات السياق: لغة الضاد في الجزائر تتطور بشكل قوي عن طريق الرواية وحتى لا ندخل في تشعبات من شأنها أن تزيد القضية غموضا، أقول ان الرواية الجزائرية استطاعت أن تطورها وتنمقها إلى حد كبير، حتى أنها شاعت داخل القارئ العام، والجزائر حالة استثنائية منفتحة على كل اللغات واللهجات صحيح توجد بها اللغة الفرنسية بحكم الحقبة الاستعمارية، إلى جانب الأمازيغية التي هي أخت العربية كما يقول الليسانيون والعربية طبعا ونحن في تجربتنا بالمغرب الكبير نجد أن هناك حركية ومجهودات تبذل لترقيتها أكثر فأكثر، لهذا أوجه خطابي للجزائريين الغيورين عليها  لا تنتظروا تطوير اللغة العربية من المشارقة، فاللغة الجديدة يقوم بها المغاربيون في كتاباتهم وبحوثهم وشعرهم  وترجمتهم  وتجربتهم الإبداعية واحتكاكهم مع اللغات الاخرى بالإضافة إلى انفتاحهم على العالم  .

القاص مصطفى فاسي:
 ‘’اللغة العربية أكبر من أن يكون لها يوم يحتفى بها’’
من جهته، أكد القاص مصطفى فاسي أن اللغة العربية أكبر من أن يكون لها يوم يحتفى بها، فبغض النظر عن هذا اليوم العالمي أعتقد أنها بخير في كل الوطن العربي بما في ذلك الجزائر، فهي تمثل ملايين العرب واستطاعت أن تدخل إلى المنتديات الكبيرة، كما لها تراث كبير منذ القدم وهي تملك كل مقومات التطور لأنها موجودة على نطاق واسع، ويكفيها فخرا أنها لغة القرآن الكريم الذي نزل على الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين.
وكلامي هذا لا يعني أن نبقى مكتوفي الأيدي ونتركها تتلاشى وتضمحل، وإنما تتطلب مجهودات مضاعفة للرقي بها، فأي لغة كانت تتطور بمطالعة أمهات الكتب حتى يكسب الفرد منا رصيدا لغويا زاخرا يستعمله في حياته ... صحيح لا أحد ينكر أن هناك من لا يجيدها ويتقنها ويعطيها قيمتها الكلامية الحقيقية في الجزائر، ولكن يبقون قلة قليلة وهم لا يمثلون سوى أنفسهم.
أما بخصوص المقولة الضاربة أننا شعب لا يتقن العربية ولا حتى الفرنسية هي مقولة تحاول استفزاز الجزائري لا غير، فنحن ومنذ الاستقلال قطعنا أشواطا لابأس بها في التعريب من أجل إزاحة اللسان الفرنسي، وهذا لن ينكره جاحد، وما بقي على الألسن من كلمات فرنسية صيغت بالدارجة الجزائرية، هي بفعل التداول ولا يمكننا الحديث عنها، لأن هذه الظاهرة موجودة في مختلف الدول خاصة تلك التي تعرضت للغزو.
من جهة أخرى لابد أن أشير إلى دور الإعلام في تطوير هذه اللغة وإعطاء صورة مشرفة للجزائر، فالإعلام اليوم هو القوة الضاربة والمشارقة والنظرة الدونية التي ترسخت في ذهنهم ترجع إلى جهلهم تاريخ ومقومات وهوية وحتى تكوين الشعب الجزائري والدولة الجزائرية، وفيما يخص دور الأدباء والقواص والمبدعين يقول هم يعملون عملهم وإصداراتهم منتشرة على نطاق واسع سواء على الساحة العربية أو حتى الدولية من كتابات عربية في الرواية والقصة و... غيرها، وهو ما يدل على وجود حركية ولعل ما يثبت كلامي الترجمة التي يقوم بها الأجانب لروايات جزائرية كان لها صداها الكبير، ويختم فاسي كلامه بالقول: ‘’اللغة العربية كلما قدمنا لها أكثر كلما تطوّرت أكثر’’ .

الروائي والناقد محمد ساري:
 ‘’لايوجد بلد في العالم يستعمل لغة واحدة’’
ولم يختلف الروائي الناقد والمترجم محمد ساري كثيرا عما ذهب إليه كل من الزاوي وفاسي، حيث اعتبر أن مقولة “الجزائريون لا هم معربون ولا هم مفرنسون” نابعة من مركب نقص لاغير، فنحن في زمن العولمة ولايوجد بلد واحد يشتغل بلغة واحدة، لأن هذا الأمر اقتضته الضرورة، وهذا لايعني أبدا إهمال لغة الضاد التي تبقى لغتنا الرسمية والتي نفخر بها ماحيينا كما نفخر بالأمازيغية أيضا لأنها جذورنا، ويضيف المتحدث قائلا: ‘’هناك بعض الأشخاص لهم إشكال على مستوى إتقان وإجادة اللغة العربية وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى تكوينهم الأول الذي لم يعمل دوره على أكمل وجه والمتمثل في الأسرة والمدرسة التي تعد أولى الخلايا التي تحتضن الفرد وتلقنه ماتيسر من اللغة والمعارف والمبادئ التي يحتاجها في حياته’’.
 
أستاذ الأدب الجزائري الحديث مويسي بوسماحة:
‘’الإعلام يساهم في الإجرام بحق اللغة العربية’’
أما الأستاذ والدكتور مويسي بوسماحة أستاذ الأدب الجزائري الحديث من جامعة بشار، فوجه أصابع الاتهام للإعلام الجزائري، معتبرا أنه السبب في أسر وتقييد اللغة العربية وجعلها مختلة، حيث يقول: ‘’المستوى الهزيل التي تظهر عليه وسائل الاعلام على اختلافها من أخطاء لغوية وتركيبية رسخت في أذهاننا على أنها هي اللغة العربية الصحيحة من أحد الأسباب الذي يرهن مستقبلها، ولهذا فلتطويرها وجب الخروج أولا من الدراسة التقليدية بدون نزع قواعدها وتراكيبها مايعني العمل على تحسين آدائها في كل مجالات الحياة الإعلامية منها والاجتماعية... وعليه مكانة لغة الضاد في الجزائر تراجعت عن مركزها إلى الهامش، حيث لم تعد تلك التي نتكلم بها في كل مسارح الحياة وكأننا نخجل بها، كما أن الكثير من المثقفين يلجأ إلى الفرنسية وحجتهم أنها راقية وتليق بالمقام، حيث يهرعون إلى استعمالها في إنتاجاتهم الفكرية كما يرجعون التخلف السائد في البلاد إلى التعريب الذي شمل بعض القطاعات في الوطن، بالإضافة إلى ذلك نلاحظ استعمال هذه اللغة من طرف الشخصيات الرفيعة المستوى في المؤتمرات الدولية والزيارات الرسمية وهو ما يوضح الشرخ الحاصل.

الأحداث

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية