|
|
أسباب تراجع الاهتمام باللغة العربية
أ. ضحى الأسعد
يعاني مجتمعنا اليوم أزمةً حقيقية هي تراجع اللغة العربيّة في حياتنا اليومية. فاتّباع الأساليب الجافة في تعليم اللغة العربيّة بات يؤدّي إلى نفور الناشئة، حتى إن فئة كبيرة من الشباب بلغ تأثّرها بالغرب حدّ الخجل من النطق بالعربيّة، وكأنّ استخدام اللغات الأجنبيّة أصبح نوعاً من الترفّع الثقافي والاجتماعي. وفوق ذلك، باتت الكتابة بالأحرف العربيّة نفسها مخالفة للأنماط السائدة، بسبب لجوء جيل الشباب إلى شيفرة الإنترنت لكتابة اللغة العربية بالأحرف اللاتينيّة. من هذا المنطلق، في خضمّ عصر المعلوماتيّة والصورة، بتنا اليومَ بحاجةٍ إلى نهضةٍ لغويةٍ شاملةٍ تلبّي متطلّبات العصر الذي نعيشه، وتحافظ في الوقت عينه على أصالة اللغة العربيّة وجمالها.
إذا فصّلنا الأسباب التي أدّت إلى تراجع الاهتمام باللغة العربية، نجدها عديدة، فأبرزها يتجلّى في:
• عدم بناء المناهج على أسس متينة تربط دروس اللغة العربية بحياة المتعلّم.
• ابتعاد طرق تدريس اللغة عن وسائل الحداثة.
• عدم وضوح الأهداف في الأذهان.
• دراسة الأدب والنصوص لا تصل الطالب بنتاج حاضره وتراث ماضيه بطريقة تترك أثرها في حياته.
• نقص عدد المعلّمين المتخصّصين باللغة العربيّة وانخفاض مستواهم نسبياً.
• عدم مواكبة الأهل لأبنائهم على صعيد تعزيز إلمامهم باللغة الأمّ التي من شأنها أن ترسم خطّ الودّ بين الطفل والمادة.
• التركيز على اللغة المكتوبة، وحصر اللغة الشفهية بتمارين الاستظهار أو القراءة التي تكون أحياناً مفروضة على الطالب فرضًا وغير محاكية لذوقه وتطلّعاته.
الحلول كثيرة من أبرزها وضع هيكلية عصرية وهادفة للمناهج الدراسية التي تتناول مادّة اللغة العربيّة، لإنشاء رابط من الموّدة بين الطالب وهذه المادّة، إلى جانب تمييز شخصية الطّالب وإرشاده إلى اكتشاف مهاراته الفكريّة والقياديّة، وتساعده في تحقيق ذاته وتطوير مواهبه الفردية وتعزيز ثقته بنفسه ومنحه الأدوات التي تمكّنه من التأثير على المجتمع خير تأثير.
وإلى هنا، لابدّ من العودة إلى أهمّية امتلاك اللّغة. اللغة ثقافة وحضارة وليست فقط أداة تواصل، فامتلاك اللغة يؤثّر على مستويات الاتصال والتواصل والتأثير والإقناع، ونموّ الذوق الجمالي والجاذبية الشخصية وتوطيد الانتماء إلى هويّة جامعة حقيقيّة.
|
|
|
|
|