للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لغتنا العربية

لغتنا العربية هي أوسع اللغات مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، وأعذبها إيقاعاً. وهذا بشهادة أدباء ومفكري الغرب، إذ يقول "كارلو بلينو": (اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقاً وغنى، ويعجز اللسان عن وصفها). ويقول الأميركي "فان ديك": (العربية أكثر اللغات امتيازاً، وهذا الامتياز من وجهين: الأول: من حيث ثروة معجمها، والثاني: من حيث استيعابها آدابها).
يكفي اللغة العربية فخراً ورفعة وأهمية أنها لسان القرآن، وقد أحلّها خالق الألسن مكان الصدارة، وجعلها بمثابة الرئيس على أخواتها. وقد اصطفاها لتكون مُعبّرة عن إرادته وشارحة لمنهجه، عبْر آخر كتاب سماوي أُنزل لقيادة البشرية جمعاء.
إن اللغة، بشكل عام، شاهد على الماضي والمستقبل، وسجلٌ للواقع، تفضح ما فيه من سوءات وتخلُّف وانحطاط، مثلما تُبرز جوانب القوة والتفوق الحضاري. وهي الهوية والأصالة، فازدهارها دليل على رفعة حضارة أهلها، كما أن ضعفها سمة بارزة على ضعفهم وتخلفهم. وإنّ شواهد التاريخ دالة بجلاء، أنّه لم تُشيَّد حضارة ما، لم تكن العلوم والتعليم فيها بلغة أهلها، وإذا تراجعت اللغة تقهقرت الأمة، وإذا تقهقرت الأمة، فثمَّ الموت والاضمحلال والاندثار. انطلاقاً مما سبق، كان واجباً على كل فرد عربي الاضطلاع بمسؤولياته تجاه لغته الأم: حكومات- جامعات- مؤسسات تعليمية- تجاراً وأفراداً... كلٌّ حسب وسعه وطاقته.
وإننا في اتحاد المؤسسات الإسلامية، لنشكر كل الساعين لاستعادة اللغة العربية دورها المفقود، كما أننا، وفي اليوم العالمي لها، لنثمن عالياً جهود أعضاء الهيئة الاستشارية للخطة الدولية، الساعية لتنمية الثقافة العربية "أرابيا" التابعة لليونسكو.
ولكي لا تغدو الاجتماعات صُوَرية، وحتى لا يصبح اليوم العالمي مجرد رمز، نحتفل به ليوم واحد ثم يعود كل شيء كسابق عهده، كان علينا جميعاً وضع استراتيجية محكمة، يُعمل على تنفيذها خطوة خطوة، وذلك بالتعاون مع وزارات الثقافة والتعليم والأوقاف ومجامع اللغة العربية، كي تأخذ صفة الجدية والاستمرار والإلزام.
وأول هذه الخطوات، تكون بتضافر وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية، في حملة موجهة للفرد العربي، تهدف إلى إعادة ثقته بلغته الفصحى، وخلق البيئة المحفزة له على التحدث بها بشكل مستمر.
وبما أن الدساتير العربية تَعتبر اللغة العربية لغة رسمية، فيجب استحداث مؤسسة دستورية على شكل مجلس وطني، مهمته حماية وتنمية اللغة العربية.
ونستطيع تلخيص تلك الاستراتيجية بما يلي:
مسؤولية الدولة: عبر سياستها المتعلقة ببنيةٍ معلوماتيةٍ للغة العربية، وسياستها في الحفاظ على التوازن بين الهوية الثقافية وبين تيارات العولمة، ومنهجها في إصلاح وإيجاد موارد بشرية للغة، وجهودها في وضع الحلول للصراع بين العامية والفصحى، واتخاذها موقفاً حاسماً من هجوم اللغات الأجنبية عليها.
مسؤولية المؤسسات التعليمية: وتتلخص في تعاونٍ مستمر بين الجامعات، لرفع مستوى تعليم وتعلُّم اللغة العربية، وإعادة النظر في كفايات معلم اللغة في عصر العولمة، وتأمين الأجهزة المعلوماتية المتطورة في تعليمها، واعتبار اللغة العربية كغيرها من المواد، من حيث توقف النجاح أو الرسوب على درجة موازية لدرجة الرياضيات والفيزياء، والتركيز على الجيل الصاعد في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
مسؤولية الإعلام: بحيث تخصَّص دروس للعربية في كافة وسائل الإعلام، واستبدال المصطلحات الأجنبية بمصطلحات عربية ، وتقديم الندوات الفكرية التي من شأنها إعادة ثقة العربي بلغته، والتركيز على الفصحى في المحاورات، وحظر العامية في الأخبار والتقارير الإخبارية، واستبدال ما يبُثّ مرئياً أو مسموعاً، بدءاً من برامج الأطفال، ووصولاً إلى المسلسلات الهابطة بأخرى هادفة تعتمد الفصحى لها حوارا.
مسؤولية المجتمع: بحيث يستشعر كل فرد واجبه. وأقل ما يجب فعله هو استبدال أسماء المباني والمؤسسات التجارية الأجنبية بأسماء عربية، واعتماد الكتابة بالعربية الفصحى في هواتف الخليوي، وحظر اللغة الخلوية التي تستبدل بعض حروف العربية برموز أخرى، لا صلة للعربية بها لا من قريب ولا من بعيد.
مسؤولية المجامع اللغوية: وتكون بتوحيد وتنسيق الجهود فيما بينها للحاق بتطورات العالم السريعة، وتفعيل حركة الترجمة في المحافل الدولية وفي الإنترنت، وكافة وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام تكنولوجيا المعلومات للنهوض بعملية التعريب والترجمة، وتفعيل دور أدب الأطفال لبناء الشخصية اللغوية، والسعي الدائم لتفعيل دور تحقيق المخطوطات لإنقاذ التراث.


البيان

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية