للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية أم مكلومة

د. زياد بن علي بن حامد الحارثي

لم يخطر في ذهن أي إنسان أن تكون أمه مكلومة دون علمه ، بل وتعاني الأمراض والعلاّت بسبب إهماله ، فكم صبرت وتحملت من أجل فلذت كبدها ، لقد تحملت الحر والقر ، فهذا ينهرها وذاك يطردها ، والأعداء وضعاف النفوس يتربصون بها ، بل إن عقوق أولادها يتزايد كل يوم ، يالصبرها وشدة تحملها ! فأقول لها اصبري وصابري فقريباً تنكشف الغمة ويأتي فرج من رب رحيم ، وإني لأقدر جهود بعض المناضلين عنها وأرفع لهم راية الشكر والاعتزاز والتبجيل ، لأنهم ممن ضمدوا جراحها ، وعززوا مكانتها ، وما زالوا يدافعون وينافحون عنها بكل عزم وصدق ، فياليت كل عربي ومسلم غيور أن ينهج نهجهم ، ويدافع بقدر ما يستطيع ، فهذا حال الدنيا وتقلبها بأهلها : دار متى ما أضحكتْ في يومها أبكت غداً قبحاً لها من دار ، فيوم لكِ ، ويوم عليكِ ، ولكن لابد من يوم تتساوى فيه كل الموازين ، ليحق الله الحق ويبطل الباطل ، فتقتص هذه الأم من أعدائها و أبنائها العاقين بها ، أحبتي : ارحموا ضعفها فكم سهرت وتعبت من أجلكم ، بل وكم ظلت صامدة عبر التاريخ العريق الذي يشهد بكيانها ومكانتها وركنها الذي لا يرام ، أتدرون ما هي ؟! إنها اللغة العربية الأصيلة الأبية ، لغة القرآن الكريم ، وإني لأعجب من بعض أبنائها ممن يتشدقون باللغات الأجنبية تكبراً وتفاخراً ، ليتنصل من أصله ، ويلبس ثياباً غير ثيابه ، فاللغة باقية صامدة ما بقيت السموات والأرض ، ولكن أنتم أيها الضعفاء ، سيأتي يوم وتحاسبون على عقوقكم ، فمما يحزنني أن هناك من أهل اللغة ممن يدعو إلى التغريب بكل حماس ، معتبراً اللغة العربية لغة قديمة لا تفيء بمتطلبات الحياة العصرية ، وإني لأحزن على هذه الزمرة لقلة حيلتها ، وقصور فهمها ، وعدم مقاومتها لتلك اللغة الشامخة ، فأنتم لم ولن تفهموا مداركها ، ولم تستلذوا بما فيها من سحر وجمال أخاذ ، فاللغة كالمعدن الثمين كلما حركته زاد بريقه وغلا ثمنه ، أمنا الغالية ، لا تحزني فمكانتكِ في قلبوبنا عظيمة ، وأبشرك أن من أبنائك من يدافع عنك ، أخيراً أيها الأم أبشرك بانتصار قريب ، فمكانتك ثابتة راسخة عالية رغم كيد الكائدين ، وحقد الحاسدين .

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية