للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

لقاء مع هيلي نيلسن عن تدريس اللغة العربية

هيلي لوكه نيلسن لــ «أخبار الدانمارك»: الاهتمام بالعربية في الدانمارك ازداد بعد حرب العراق وتجدد الاهتمام بها بعد الربيع العربي
بعض السياسيين ربطوا خطأ بين المتحدثين  بالعربية وبين المجموعات التي تعاني من مشاكل اجتماعية

يعتبر مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة جنوب الدنمارك  صرحاً ثقافياً مميزاً فقد تأسس عام 1983 . ومنذ ذلك العام وحتى الآن وهو في تطور وازدهار ومحط لأنظار العديد من الأكادميين والسياسيين والإعلاميين بالإضافة إلى دوره البارز في استقطاب الكثير من طلاب العلم الدنماركيين وغير الدنماركيين . وذلك لما يحويه المركز على دراسات مهمة ومواكبة لزمن العولمة الذي نعيش فيه الآن

 

ولأهمية مركز دراسات الشرق الأوسط قمت بإجراء مقابلة مع السيدة هيلي لوكه نيلسن في مكتبها في جامعة جنوب الدنمارك . السيدة نيلسن هي مسؤولة القسم المختص بدراسة اللغة العربية . هي استاذة محاضرة  في جامعة جنوب الدنمارك تدرّس اللغة العربية  وحاصلة على شهادة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط وبكالوريوس في اللغة الفرنسية . لها العديد من المحاضرات والمشاركات والمقابلات الإعلامية لأنها تعتبر من أهم الشخصيات المختصة في شؤون الشرق الأوسط والدول العربية .

- رداً على السؤال التقليدي عن سبب اهتمامها باللغة العربية. أجابت بأنه كان لديها إهتمام بدول شمال افريقيا من حيث استخدام اللغة الفرنسية ثم بعد ذلك كانت بحاجة الى دراسة مادة اضافية لكي تستطيع أن تدرّس في المدارس الثانوية . وفي الوقت نفسه استحدثت في جامعة جنوب الدنمارك دراسة اللغة العربية كدراسة ميدانية ، فقامت بدراستها فوجدتها شيقة وممتعة ومن هنا بدأ اهتمامها بمطالعة كل ما يخص الدول العربية  من حيث السياسة والاقتصاد والثقافة والعادات والتقاليد .  وتضيف هيلي : لقد أصبح عندي شغف بكل ما يخص اللغة العربية وقواعدها . إذ وجدتها تختلف عن باقي اللغات، أما فيما يخص قواعدها فإنها تتطلب قدرات جديدة من الدماغ لكي يتم إتقانها . ثم بعد ذلك فتح لي المجال لأكمل رسالة الدكتوراه . وكان هناك حاجة الى ذلك إذ أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم يكن موجود في الدنمارك غير فقط اثنين حاصلين على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية . فأكملت الدراسة وحصلت على شهادة الدكتوراه ومنذ 25 سنة حتى الآن ما زلت في مركز دراسات الشرق الأوسط .
اهتمام متجدد ودراسات متنوعة
-  لاحظنا في السنوات الماضية الأخيرة اهتماماً ملحوظاً بدراسات تخص الشرق الأوسط واللغة العربية ، هل هناك اسباب حول ذلك الإهتمام ؟
هناك أسباب جديدة للإهتمام بالدراسات العربية منها حرب العراق، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر وأخيراً الربيع العربي . بالإضافة الى مواضيع عديدة أخرى . وبسبب تلك الأحداث يبدأ الاهتمام بتلك المناطق وحب الاستطلاع الذي يندرج في طياته اللغة العربية لمتابعة ما يجري من أحداث .
السبب الثاني هو توافد الأجانب إلى الدانمارك منذ حقبة الثمانينيات، تلك الوفود اصبحت جاليات فيما بعد منهم الفلسطينيون والعراقيون واللبنانيون والمغاربة والصوماليون . نتج عن تلك الجاليات العربية جيلا ثاني بحيث اصبح شباب هذا الجيل مهتماً بلغة آبائه وأجداده فقاموا بإختيار دراسات لها علاقة بالمناطق والبلدان التي لهم جذور فيها، ولأنهم يعرفون عنها أكثر من غيرهم ، وبهذه الطريقة يحاولون ان يحوّلوا صعوبة لجوء أهلهم الى مكاسب يستغلونها في نجاحهم على الصعيد العلمي والعملي .
والسبب الثالث هو تزايد عدد الطلاب المهتمين بدراسة اللغة العربية.

-  ما هي الدراسات التي تتعلق باللغة العربية والتي تنطوي تحت مركز دراسات الشرق الأوسط؟
هناك بكالوريوس اللغة العربية والتواصل التجاري الدولي .
وبكالوريوس اللغة العربية وأساليب التعليم بين الثقافات .
وماجستير في اللغة العربية والاقتصاد.
وهناك دراسة اللغة العربية في الجامعة المفتوجة وهذه الدراسة تمتد على مدى سنتين بحضور مرة واحدة بالإسبوع وعادة ما يكون يوم السبت . أقيمت هذه الدراسة للأشخاص الذين يعملون في كل أيام الإسبوع. فهي لا تحتاج الى حضور إلزامي ويمكن متابعة الدراسة في العام الاخير عن طريق الانترنت .

- كما لاحظنا سابقاً فقد تم إدماج اللغة العربية مع دراسات أخرى . ما الهدف من ذلك ؟
تقول هيلي أن تلك الدراسات العربية المندمجة مع الاقتصاد والتواصل وأساليب التعليم ما وجدت إلا لتتناسب مع احتياجات سوق العمل الدانماركي إذ أن بهذه الطريقة
تكون فرص العمل اسرع بكثير مع ما يرافق تلك الوظيفة من مميزات مهمة . وهذا على الصعيد الفردي . أما على الصعيد العام فإن تلك الدراسات تساعد في تطويراقتصاد الدانمارك عن طريق زيادة الصادرات إلى دول الشرق الأوسط وتحسين العلاقات والتواصل مع الدول العربية التي هي أقرب جار للدول الأوروبية . هذا على صعيد العلاقات الخارجية . أما داخلياً ، فإن هناك حاجة ملحة لموظفين يتقنون اللغة العربية في المدارس الحكومية والحضانات على سبيل المثال ليكونو نقطة التواصل بين المؤسسات والأهالي الذين يعانون من صعوبة فهم اللغة الدنماركية . فنحن بدورنا نساعد مجتمعنا المحيط بنا ونساعد الشباب لإيجاد فرص عمل جديدة .

- كيف تجدين الاهتمام بتلك الدراسات من قبل الطلاب ؟
إن هناك حوالي 60% من الطلاب هم من أصول شرق أوسطية .حيث أن هناك طلاب من أصول ايرانية وصومالية لديهم إهتمام بدراسة اللغة العربية .
وفي الحقيقة فإن عدد الطلاب المهتمين بدراسة اللغة العربية في تزايد مستمر . فعلى سبيل المثال ،  كانت طلبات الدخول في السنة الماضية أكثر من المتوقع ولا تتناسب مع استعدادنا لاستقبال ذلك العدد. لذا فقد حددنا عدد الطلاب للصيف القادم ب 70 مقعداً فقط.

- لاحظت أن معظم الطلاب هم من أصول عربية ، ما هو أكثر ما يشدهم إلى تلك الدراسة ؟
تتابع هيلي أن الكثير من الطلاب يتقنون اللغة العربية فيقومون باستغلال تلك اللغة ليركزوا على دراسة المواد الأخرى . ولكن شهدنا في الآونة الأخيرة تزايد عدد الطلاب الذين لا يتقنون اللغة العربية . وهم تلك الفئة من الجيل الثاني للجاليات العربية ، جلّهم من عائلات مندمجة في المجتمع الدانماركي ، بحيث أصبحت اللغة العربية تصعب عليهم قراءةً وفهماً . تلك الفئة من الطلاب تظن انها ذات ثقافة عربية ، ولكن بعد متابعة الدراسة وحضور المحاضرات تصطدم تلك الفئة مع الواقع الذي يريهم حقيقة بعدهم عن اللغة والثقافة العربيتين.
وهناك فئة يتلكمون باللغة العربية ولكن لا يعرفون الكتابة . وهناك فئة تقرأ اللغة العربية ولكن لا تجيد التحدث ولا الكتابة .
أريد أن اضيف أمراً من خلال  تدريسي للطلاب فإنني الاحظ أن الطلاب الذين يتكلمون العربية يستهترون في بداية العام الدراسي بواجباتهم ، في الوقت الذي يجدّ فيه الطلاب من غير الناطقين بالعربية مما يدعو إلى جو من المنافسة بين الطرفين . ولكن مع الوصول إلى منتصف العام الدراسي تكون النتيجة متساوية بين الفريقين .
- ما هي مجالات العمل بالنسبة لهؤلاء الخريجين ؟
خريجي اللغة العربية والاقتصاد يتم توظيفهم بشركات ضخمة لها علاقة بالتصدير إلى الدول العربية . مثل شركة آرلا وشركة أم دي فود . تلك الشركات بحاجة دوماً الى طلاب متفوقين يتقنون اللغة العربية بالإضافة الى دراسة أكاديمية أخرى .
وهناك من يتوظف في وزارة الخارجية ووزارة المالية ، وهم من المتفوقين والذين أمضوا عاماً في بلد عربي .
أما فيما يتعلق بخريجي اللغة العربية والتواصل فإن لديهم مجالات واسعة للعمل في الشركات التي تعتمد في عملها على التواصل الداخلي والخارجي ة، ويتم توظيفهم في المؤسسات الحكومية التي لها علاقة مع الاجانب والإندماج .

- على ذكر الثانويات العامة ، هل تقع اللغة العربية ضمن المنهاج الدراسي ؟
أدخلت اللغة العربية في بعض الثانويات كمرحلة تجريبية من العام 1995 الى 2005 . ولكن منذ العام 2005 تم إقرارها كمادة اختيارية . وحالياً هناك 4  ثانويات في مدن دانماركية كبرى (أودنسه ، اوغوس ورنفستد) تدرس بها اللغة العربية . وحتى إنه بإمكان أي مواطن عادي أن يدرس اللغة العربية كلغة او مادة منفصلة .
- كم مدرس لغة عربية في مركز دراسات الشرق الأوسط ؟
تقول هيلي نحن 4 مدرسين لغة عربية ، بالإضافة الى المحاضر الخارجي وهو عادة ما يكون ضيف في المركز لمدة عام . ويكون من بلد شرق اوسطي ويتقن اللغة الأم ويضلع بها وبثقافة بلده . ويكون على علم ودراية بكل الأحداث المعاصرة .

مناهج قديمة لا تواكب العصر
- هل هناك من صعوبات تعانون منها في مركز دراسات الشرق الأوسط؟
بشكل عام لا يوجد صعوبات ، ولكن بالنسبة الى المواد التعليمية والكتب فأجد أنها قديمة بعض الشيء وتاريخية . فعلى سبيل المثال نجد أن أهم من غنى للعرب هي أم كثوم . وأهم شخصية سياسية عربية كان جمال عبد الناصر . تلك الشخصيات بالطبع مهمة جداً ولكن تلك الكتب لا تواكب العصر الحالي فهناك الكثير والعديد من الشخصيات المعاصرة التي يجب المعرفة عنها. حتى يقال معرفة ثقافية عربية .  فالثقافة العربية ليست فقط اتقان اللغة بل الثقافة تشمل معرفة العادات والتقاليد والأعراف والأزياء والطعام والاعلام وكل ما يخص الثقافة. لذلك نحن بحاجة الى مواد تعليمية حديثة تواكب العصر ومجرياته والأحداث الجديدة .
وعن سؤالي إذا كانت هيلي في طور تحديث أو إنشاء مادة أو دراسة جديدة  ، قالت ، إنها مجرد فكرة الآن وهي عبارة عن دراسة اللغة العربية والقطاع الصحي . والهدف من ذلك تخريج مستشارين في المجال الصحي للإرشاد والتعليم لكي يكونو همزة وصل بين المواطنين من اصول عربية وبين أهم القطاعات الحكومية ، وهذا ما يساعد على تدعيم وتقويم المجتمع الدانماركي للأفضل .

- ما هي مساعيك فيما يخص اللغة العربية؟ والى أين تريدين الوصول بها؟
بداية أحب أن أنوه إلى أن الإعلام الدانماركي بشكل عام وبعض السياسيين الدانماركيين قد ربطوا بين المتحدثين باللغة العربية وبين المجموعات التي تعاني من مشاكل اجتماعية ، والتي تعيش في فوضى وعلى هامش المجتمع . واستمر الاعلام وبعض السياسيين بالتركيز على تلك النقطة حتى تكونت نظرة سلبية وصورة نمطية في المجتمع الدانماركي بشكل عام بأن المتحدثين باللغة العربية هم عالة على المجتمع الدانماركي وهم لا يحتاجون تلك اللغة في أي شيء . ولكنني أرى العكس من ذلك تماماً ، إذ أن بلداً صغيراً مثل الدانمارك بحاجة إلى اللغة العربية لعدة أسباب منها تقريب وجهات النظر عن طريق التواصل الثقافي في كافة المجالات .
لذا فإنني أشعر بأن لدي واجباً لتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة والتركيز على أن اللغة العربية هي عامل ايجابي في المجتمع الدانماركي .
الإعلام الدانماركي لا يخبر القصص الايجابية عن مثلاً الشاب الفلسطيني الذي يعيش في فولسموسه والذي أنهى دراسته بتفوق وبمجموع ممتاز . وأكمل دراسته الجامعية وتوظف وظيفة مرموقة وها هو الآن يسافر من بلد إلى آخر من أجل تحقيق أهداف انسانية في العراق وافغانستان . برأي أنه من واجب الإعلام الدانماركي إظهار الأمثلة الجيدة . مما سيبعث البهجة في نفوس الناس والمجتمع الدانماركي بشكل عام .    
وختاماً أتمنى عبر جريدتكم التي نستخدمها كثيراً في تدريس اللغة العربية والتي تستحوذ على إعجاب الطلاب ، أن ننشر رسالة بأن اللغة العربية مهمة ومفيدة للمجتمع الدانماركي وليست «لغة الفاشلين»

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية