للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مبادرات فيس بوك.. تحويل الأغاني العامية إلى الفصحى

ناجي ابولوز

شارك الآلاف من الشباب في كلمات الأغاني الطربية القديمة والجديدة على صفحات الفيس بوك بعد تحويلها من العامية إلى الفصحى العربية ، بهدف الحفاظ على موروث اللغة العربية الصحيحة والمساعدة على استمرار جيل الشباب بالإفتخار بلغتهم العريقة " لغة الضاد".

وقد ظهر على صفحات موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك صفحات بعنوان "معا لتحويل الأغاني العامية إلى الفصحى" بأعداد تصل إلى 25 ألفا وأكثر ، و تتضمن مشاركات من الأعضاء بأغان للفنانين العرب بعد أن تم تحويلها للفصحى. إحياء اللغة العربية هو هدف الأعضاء لكن قارئ النصوص الغنائية يجد أن اللحن والقافية قد ذهبا الى غير رجعة ، وهذا ما يراه فنان الفلكلور ومسؤول قسم الموسيقى في جامعة الشرق الأوسط محمد البرغوثي أنه عبث في موروث الغناء العربي مقارنة بالغناء الغربي ، ويرى أن العمل على تلحين قصائد فصيحة بالأصل هو الحل الأفضل لإحياء اللغة العربية الفصحى. أستاذة اللغة العربية إخلاص يوسف تجد الحل بعيدا كل البعد عن فكرة التحويل ، فالعمل على أن يتحرك الإعلام ومصانع اللحن إلى الكلمات المكتوبة بالفصحى هو الحل الأنجع ، إذ لا تعتبر أن ما يجري بين الشباب على الفيس بوك مجرد تسلية وترفيه ، ولكن ما يبشر بإقبال عشرات الآلاف من العنصر الشبابي على القراءة الإلكترونية وهو ما قد يعطي تفاؤلا أكثر في رفع الذائقة الموسيقية أدبيا وعربيا وثقافيا. ولكن طيفا واسعا من الشباب لا يجدون في هذا سخرية بل أنهم يردون بالقول "هناك الكثير من يستمع إلى الأغاني الغربية بلغات مختلفة ويسمعها مع ترجمتها إلى العربية الخالية من أي وزن موسيقي أصلا ، و أنه بالإمكان من الحفاظ على فكرة القراءة فقط للكلمات ما يجعل القارئ للوهلة الأولى يسخر من هذا الفعل ، غير أنه في التالي سيبحث عن كل أغنية ونصها الفصيح. اللغة العربية لم تكن صعبة يوما ما بل لها مذاقها الخاص في التحدث بها وكتابتها ، ومع هذا نجد من يسوق التهم ، يكيلها عن اللغة الفصحى وعن تعلُّمها أو الحديث بها بأنها لغة صعبة، بزعم أننا في عهد اندثرت فيه هذه اللغة. ودفع هذه الاتهامات ودحضها:أن ما يشاع عن صعوبتها ليس بصحيح؛ إذ كيف يخشع العامي في صلاته، ويوجل قلبه فيبكي خشية مما في آيات الله وهو لم يفهمها؟! بل كيف يفسر ما يرد في خطبة الجمعة إذا لم يُحِطْ بها علما؟!

وحتى المستمع إلى الخطاب الإخباري في الراديو والتلفزيون ، وحتى الأمي العربي عندما يسمع أحد الشعراء أو الفنانين أو حتى السياسيين يتحدث بالفصحى فإنه ينتبه ويعرف ما يسمع. وبين العشائر العربية والقبائل ، تنتشر اللهجات و" لكنة " كل بلد وقرية و عائلة فنجد أن هناك المئات من الكلمات المحكية باللغة العامية وهي بالأصل كلمات فصيحة كتبت ونقلت عن سلف الأقوام العربية منذ القدم ، ما يؤكد على أن اللغة متوفرة بيننا لكنها غير مسموعة ، وهذا ما دفع بعضهم الى القول بأن ممارسة فعل النشر بالفصحى بحد ذاته أمر في طريق الإنجاز الأفضل عربيا وثقافيا. وتعتبر الأغاني العامية أكثر انتشارا وإصدارا بين أوساط الفنانين العرب من اللغة الفصحى ، فعدد قليل على الأصابع يغني الفصحى لا سيما لشعراء معروفين مثل أحمد مطر و نزار قباني ومحمود درويش ، وهذا ما نصح به كثير من الموسيقيين والملحنين بالإلتفات إلى الكلمات الموسيقية الشعرية والفصيحة وإعادة النظر إليها على أنها موروث وكنز حقيقي يمكن إستثماره بالكلمة الثرية ثقافيا وأدبيا.

إحدى المشاركات الحديثة على هذه الصفحات كانت لبعض الشباب بترجمة حرفية من العامية إلى الفصيحة إن صح التعبير فمثلا "أغنية زياد رحباني" ‏‎فكتبت نور الهدى: اشتعلت كثيرا حتى احترق الكبريت.. لست الزير ولا انا نيفرتيتي.. لو سمحت عندما يحضر الماء.. اجعل الماء.. يصل إلى العلية.." و ان ما لا يراه أساتذة اللغة العربية بأنه صحي للقراءة والمعنى والفصحى المكتــــملة ، فالأفضــــل أن يعمل الأعضاء على إيجاد البديل واللحن حين التحـــــويل أو كــــــما قال الآخرون البحث عن قصائد جاهزة مكتملة المعنى واللحن.

ويتفق القائمون على تدريس اللغة العربية ، بأن ضرورة عودة الإهتمام الحقيقي والتنشئة الحقيقية على اللغة وقواعدها والتحفيز على القراءة هو الكفيل بعودة الكتابة بالفصحى والغناء والتلحين بالفصحى ، كما نرى أعمدة الغناء الغربي يحترمون لغتهم والغناء بها.

العرب اليوم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية