مفاهيم كتابية ونحوية

اللغة العربية لغة ساحرةٌ فاتنة بسحر ألفاظها الرشيقة وطيب عبير معانيها، وهي تحتاج إلى دربة ومهارة عالية، ليتمكن الغوّاص في عالمها من سبر أَغوارها واكتشاف كنوزها الدفينة، وهذا ما نادت به اللغة العربية نفسها على لسان الشاعر حافظ إبراهيم حيث قال:
أنا البحر في أحشائه الدرّ كامن فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي
وحتى يتمكن هذا الغوّاص الماهر من سبر أغوار اللغة العربية، واكتشاف كنوزها الجميلة التي لا توصف، لا بُدّ له من إتقان تامٍ لعلوم اللغة العربية والتي بها يصبح غواصاً ماهراً؛ إننا نأمل من هذا الكتاب أن نكون قد وضعنا دارس النحو ومحبّ اللغة العربية على الطريق الصحيح، ليصبح غوّاصاً ماهراً في بحر لغتنا العربية الحبيبة، يستخرج منها كنوزها الدفينة، ويكون قادراً على سبر أغوار كتاب الله العزيز، فهو بحاجة منّا إلى المزيد من القراءة، والوقوف على معانيه الجليلة التي ما يزال بعض منها مدفوناً إلى الآن، ونحنُ بهذا الكتاب أَيضاً، نحاول الردّ على من ادّعى عقم اللغة العربية، التي شكت لنا هذا الأمر على لسان حافظ إبراهيم أيضاً، حيث قال:
رموني بعقم في الشّباب وليتني عقمتُ فلم أجزع لقول عداتي
ما تزال اللغة العربية بخير، طالما أننا نُحبّها، ونحبُّ تعلّم علومها المختلفة، التي لنا فيها خير دنيانا وآخرتنا، فإن وفّقنا لنا أجرٌ بإذن الله، وإن أخطأنا في بعض الأمور فهذا لأننا بشر.

إي كتاب