للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

كلام لقراءة الانفعال الشعري للشاعر يسين صولي - 2

أ. محمد مغناجي

 

1-
جنّتا القلب...
على يمين القلب
خضرة تشهق من مراعي الجنّة..
وعلى يساره حمرة
تشبه النّار الباردة..
وفي سمائه مدرج للنّور..
باب للخلود
في الزّمنين الهوائيين
الدّنيا المحسن
والآخرة المعاد
وتحت قدميه كهوف من العدم..
أو حدائق زهورها الموت
ولكنّ نهر النّجوم
مازال -بنأمته وحنينه للهالة والمنّ- يغدق الضّياء
في ظلام التّنبّض.
2-
كلّما رأيت نفسي في المرآة
بدت لي جراحاتها
كالورد في وجهي المفتر بالمعنى
ولمحت الشّوق في أخاديد التّجاعيد
ورأيت أنّ الكدح في القلب والنّور في الوجه
فأنا الحليم:
حزني في قلبي وسروري في علائمي
3-
خلّفتها رعشة العصافير في صدري..
خلف شجر الذّاكرة..
خلف صياصي الشّوق العذريّة
خلف حدائق البلّور من الماضي
ونثسّيت أنّي سأراها كلّما فزعت وردة من سيّاف الزّهور
أو حنقت حمامة من دويّ الموت
أو حزنت أمّ من تقطيع ولدها
أوتأساة غصنّ كان للسنونو الأخضر دارا أشعلوا قِبلته
أحرقوا عناقه مع النسيم الأزرق
أو جعلوه هراوة لضمائرهم
أو طعنوا به دون رحمة عين اليقين
أو ذبحوا يرمشه الصّفصاف تنهيدة للشّحارير
أتذّكر أنّي لن أنسى
رؤى وجهها شمسا تطلع من بوح الحقول
من خفقات المزارع النضرة
من سلاسل الأنهر القمريّة
أتذكّرها كلّما لمحت فقيرا يطأ بعتمته الوقت
وحنينا عاشقا كالغسق
وحبّا توحّشت الثّواني في وجهه
أوقلبا كبنفسجة حالمة
أتذكّرها غاربة/مشرقة
نائمة/صاحية
كلّما وجدت كقطرة القطمير
كلّما ذرفت أفق الرّوح في أبارق الورق الأبيض
كلّما بكت نجمة
أوتعرّى بلبل من حقده
أوتنضّت حسناء من الخيال من قبح الكبرياء
وراحت تحنّ كما تحنّ الحياة على المناديل الورديّة
على الحجل المهاجر بالغمام النّديّ
وأحسّ أنّني مركز العالم
نفخة الانطلاق
كلّما شددت القمرين إليّ وتركتهما في قبلة
 
أيّها الزّهو  في قلب الأحزان أشرق شمسك..
أيّتها الأنهار من الفرح المعسول تدفّقي، وامسحي دمعة الجفاف..
أيّها الثّلج الأبيض، أنت الأنقى والأقوى، السّواد في جرحه الحاقد فاغسله
طهّره كما يغسل النّدى خدود الورود وتبلّ برحمة الحياة  شوق الزّهور الطّافي..
أيّتها الأسراب المهاجرة..ها هو الرّبيع القارّ في أكبادنا ..
فشدّي على قلبك المزهر ومدّي أجنحتك على الأوطان
إننا نبكي، البكاء البكاء نحن..
والدّموع تصوغنا كائنات دمعية..لا تعرف إلاّ الحبّ والحزن الصّادقين..
أيّتها الحياة الجميلة..هذا أوان التّفتّح، فالرّبيع قادم..والحمام يصنع الأعشاش في القلوب..
والسّواقي تسبّح خالقها، والبساتين تزداد بهجة والتّراتيل تعلو والسّماء سوف تفتح أبوابها للدّعوات
أيّها الفرح المخبوء تحت جسور الدّماء..فجّر أعمدة الموت
وتجلَّ للنّاظرين، للمشوقين بوجهك الجذلان الأذبل..وضُمّنا في قلبك المتوّلع..
لا نحيا إلاّ لنستنشق فرحك، ونستحلي سكّرة العذاب..
وأن نكون خليفة اللّه في الأرض..





أ. محمد عادل مغناجي

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية