|
|
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
د. رضا محمد جبران
تآلفت المَشَاعرُ وَالحُروفُ
وَفَارقَ أَرضَنَا الَهمُّ المَخَوفُ
وَعَانقت النُّفوسُ شَمِيمَ طِيبٍ
تَجَاسرَهُ المُوَلَّعُ وَالشَّغوفُ
يَطيبُ لَهُ التَّغزّلُ: (يَا بِلادِي)
وَتثقله عَن الفَرحِ الحُتوفُ
بِلادَ العِزِّ عِزُّكِ قَد تَجلى
وَإِنْ غَطَّى عَلَى البَدرِ الكُسوفُ
بَوراقُ أَرعدتْ فَسَقتنَا غَيثاً
وَرَوَّحَ قَلبَنَا الأَملُ اللهُوفُ
وَأَزهرت المَبَاسمُ مُفْعَماتٍ
يُعَلِّلُ سِرَّ بَهجَتِها الضُّيوفُ
وَأَينعت المَحافلُ بَعدَ قَحطٍ
وَأُرغمت المَجاهلُ وَالأُنوفُ
وَقَد يَئست مِن الظُّلمِ البَرايَا
فَفَرَّجَ ضِيقَنا الَحقُّ الرَّؤوفُ
وَهَأنذا أَبوحُ بِلا رَقيبٍ
عَن الفُصحى وَقَد حَلتِ القُطوفُ
وَلَستُ بِمُدعٍ فِي الشِّعرِ عِلمِي
وَإِلمامي وَإِنْ نَجت الُحروفُ
فَذِي لُغةٌ مِن الرَّحمنِ عَزَّت
وَذَاعَ لِحُسنها الدُّينُ الحَنيفُ
وَقَدَّسها النَّبيُّ بِكلِّ آيٍ
مِن القُرآنِ فَامَّحت الزُّيوفُ
وَعَلَّمهَا الدُّعاةُ بِحُسنِ ذَوقٍ
مِن الحِكمةْ وَلَم تهدي السُّيوفُ
فَأَعجزت المَشارقَ وَالمَغارب
سَمَاحَتُهَا فَآمنت الأُلوفُ
وَهَذا اليوم تَكريمٌ يُوارِي
مَسَاوِينَا وَإِن دَعت الظُّروفُ
تَركنَا الضَّادَ فَاختفت المَعالي
وَعَاثَ بِنَا التَّلاهجُ وَالعُزوفُ
وَأَغرقنا المُعلمُ فِي بُحورٍ
عَليلاتٍ وَأَعيتها الزُّحوفُ
مُفَاعلتن مُفاعلتن أَتَتنِي
بِلا رِفقٍ وَأَحرجني الوُقوفُ
فَلا (نَحوٌ) تَقرُّ به عُيونٌ
وَلا الأَوزانُ تَهدِيها (الصُّروفُ)
وَلا العَبراتُ تَنهرها المَعاني
فَدمعُ اليَأسِ هَطَّالٌ ذَروفُ
لَبِسنَا لِلبَلادةِ كُلَّ ثَوبٍ
وَمُبْلِغُنَا إِلى الغَاياتِ سَوفُ
وَلو عَادت إِلى الأَرجاءِ فِينَا
مَهَابَتُهَا لَخَيَّبها الخُسوفُ
ا
لِعُجمةِ مَن تَراطنَ دُونَ وَعي
فَأَرهقَها وَأَرهَقَنا العُكوفُ
هِي الفُصحى تُراودُ كُلَّ غِرٍّ
وُيُحسنُ وَصلها الفَطِنُ العَرُوفُ
مُنَقَّبةٌ وَتَحملُ فِي يَديها
مَصابِيحاً لِيُدركَهَا النَّصوفُ
مُفَتَّرةُ الجَمالِ وَلا نَراهَا
وَيكشفُ سِحرَها الحَذقُ الأَسوفُ
سَمَاحاً لَستُ أَقصدُ مَن تَجلى
وَيَكفِي الناس في الصَّومِ (الخَلُوفُ)
وَذَا جُهدُ المُقلِّ وَقَد تَمنى
سَلامَتَها, لِتُنصِفهُ الكُفوفُ
د. رضا محمد جبران
|
|
|
|
|