للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

القاهرة تعيد اكتشاف أدبيات اللغة العربية

أيمن رفعت


إعادة اكتشاف "أدبيات اللغة العربية" للمؤلفين محمد عاطف بك والشيخين محمد نصار وأحمد ابراهيم وعبد الجواد أفندي عبد المتعال. هو أحد انجازات الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة في طباعة نفائس الكتاب التي لم تعد متداولة وأصبحت توجد صعوبات جمة للحصول على نسخة مصورة من هذه الكتب النفيسة.

الكتاب يؤكد على أن كلام العرب نوعان منثور ومنظوم، فالمنظوم هو الكلام الموزون المقفى أي الذي تكون أوزانه كلها على روي واحد وهو القافية. والمنثور هو الكلام غير الموزون وينقسم إلى سجع ومرسل، فالسجع هو الذي يؤتى به قطعاً ويلتزم في كلمتين منه قافية واحدة، والمرسل هو الذي يطلق إطلاقاً ولا يقطع أجزاء بل يرسل إرسالاً من غير تقييد بقافية ولا غيرها.

أما عن تاريخ الكتابة والخط عند العرب، فيقول عنه: كان الغالب على العرب في بعض عصر الجاهلية الأمية والذين يعرفون الكتابة والقراءة منهم نفر قليل جداً. والزمن الذي ابتدئ فيه باستعمال الخط العربي قديم غير معين. وأول من كتب بالعربية على أشهر الأقوال أهل اليمن قوم هود عليه السلام، وكانوا يسمون خطهم بالمسند وهو الخط الحميري وكانوا يكتبونه حروفاً منفصلة ويمنعون العامة من تعلمه حتى تعلمه ثلاثة نفر من طيء فتصرفوا فيه وسموه بخط الجزم. فجاء الإسلام ولغات العرب ولهجاتهم متشعبة غير أن لغتين منها كانت لها السيادة على سائرها، الأولى لغة قريش وكانت في مكة وما جاورها، والثانية لغة حمير وكانت في بلاد اليمن. وأول كتاب كتب باللغة العربية هو القرآن الكريم وقد كتبت المصاحف العثمانية بخط الجزم (وسُمي بالخط الكوفي بعد إنشاء الكوفة)، وقد كان المصحف خالياً من الشكل والنقط غير أنه لكثرة المسلمين وسرعة انتشار الدين وظهور اللحن والتحريف خشي على القرآن الكريم من ذلك فقام أبو الأسود الدؤلي ووضع له علامات الإعراب في أواخر الكلمات بصبغ يخالف لون المداد الذي كتب به المصحف.

وفي العصر العباسي توجهت العناية إلى تجويد الخط وتحسينه وخالفت أوضاعه في بغداد أوضاعه في الكوفة من الميل إلى إجادة الرسوم وجمال الشكل. وظهرت الأقلام المختلفة فظهر قلم الثلث والثلثين والنصف نظراً لاستقامة ثلث الحروف أو ثلثيها أو نصفها وغير ذلك من الأقلام الأخرى. واستمر الخط آخذاً في الارتقاء والجودة حتى ظهر ببغداد الوزير الكاتب أبو علي محمد بن علي بن مقلة المتوفي سنة 328 واخترع نوعاً من الخط سُمي الخط البديع.

لقد اعتنى الخلفاء والعلماء في عصر الدولة العباسية بتدوين العلوم الإسلامية فوضعوا أصول الفقه. واعتنوا باللغة وضبطها وتصرفوا فيما ترجموه فنقحوا وهذبوا وزادوا واستنبطوا وأصلحوا كثيرا من أغلاطه. وقد وسعت اللغة العربية كل العلوم التي أُلفت بها أو نُقلت إليها ولم يدخل من الألفاظ الأعجمية إلا شيء يسير وأكثر ما وقع ذلك من الكتب التي عرّبها بعض من لا يحسنون العربية. وتفصيل الكلام على هذه العلوم واشتغال المسلمين بها وعنايتهم بتهذيب ما ترجموه منها وجعله صالحاً؛ لأن ينتفع به كل ذلك يحتاج إلى تأليف الأسفار الكبار ليوفي حقه من البحث والشرح.

وقد رُوي ابن القطامي عن الكلبي قال قدم النعمان بن المنذر على كسرى وعنده وفود الروم والهند والصين فذكروا من ملوكهم وبلادهم، فافتخر النعمان بالعرب وفضلهم على جميع الأمم لا يستثنى فارس ولا غيرها فقال كسرى وأخذته عزة الملك يا نعمان لقد فكرت في أمر العرب وغيرهم من الأمم ونظرت في حالة من يقدم عليّ من وفود الأمم فوجدت للروم خطاً في اجتماع ألقتها وعظم سلطانها وكثرة مدائنها ووثيق بنيانها وأن لها ديناً يبين حلالها وحرامها ويرد سفيهها ويقيم جاهاً ورأيت الهند نحواً من ذلك في حكمتها وطبعها مع كثرة أنهار بلادها وثمارها وعجيب صناعتها وطيب أشجارها ودقيق حسابها وكثرة عددها.

ويذكر الكتاب: أن المعاتبة المعاودة وبشرة الأديم ظاهره الذي عليه الشعر أي إنما يعاد إلى الدباغ من الأديم ما سلمت بشرته يضرب لمن فيه مراجعة ومستعتب قال الأصمعي كل ما كان في الأديم محتمل ما سلمت البشرة فإذا نقلت البشرة بطل الأديم ومن هنا أخذ العتاب بين الأخوان لذكر الهفوات ثم الاعتذار أو الاعتراف والمسامحة والعود إلى المصافاة فيكون ذلك بمنزلة دبغ الجلد لإزالة فضلاته.

ويشير إلى مثل آخر، وهو "الحديث ذو شجون" فيذكر: أي إذا طرق الواحد شجْن بسكون الجيم والشواجن أودية كثيرة الشجر الواحدة شاجنة وأصل هذه الكلمة الاتصال والالتفاف.

وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسين الفهستاني هذا المثل ومثلاً آخر في بيت واحد وأحسن ما شاء وهو:

تذكر نجداً والحديث شجون ** فجن اشتياقاً والجنون فنون

ومن أدبيات اللغة العربية، يشير الكتاب إلى خطبة طارق قبل فتوح الأندلس: لما بلغ طارقاً دنولذريق قام في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم حث المسلمين على الجهاد ورغّبهم ثم قال أيها الناس أين المفر البحر من ورائكم والعدو من أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام… إلى أن وصل في آخر هذه الخطبة إلى قوله: واعلموا أني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه وأني عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء الله تعالى فاحملوا معي فإن هلكت بعده فقد كفيتم أمره ولم يعوزكم بطل عاقل تستندون أموركم إليه وإن هلكت قبل وصولي إليه فاخلفوني في عزيمتي هذه واحملوا بأنفسكم عليه واكتفوا إليهم من فتح هذه الجزيرة بقتله.

ويشير الكتاب إلى رسالة سهل بن هارون في البخل، فيذكر: بدأها بن هارون، بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم، أصلح الله أمركم وجمع شملكم وعلمكم الخير وجعلكم من أهل قال الأحنف بن قيس يا معشر بن تميم لا تسرعوا إلى الفتنة فإن أسرع الناس إلى القتال أقلهم حياء من الفرار، وقد كانوا يقولون إذا أردت أن ترى العيوب جمة فتأمل عياباً فأنه إنما يعيب الناس بفضل ما فيه من العيب ومن أعيب العيب أن تعيب ما ليس بعيب … ولو كان ذكر العيوب يراد به فخر لرأينا في أنفسنا ومن شغلاً عبتموني بقولي لخادمتي أجيدي العجين فهو أطيب لطعمه وأزيد في ريعه. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه املكوا العجين فإنه أحد الريعين وعبتموني حين ختمت على ما فيه شيء ثمين من فاكهة رطبة نقية ومن رطبة غريبة على عبد منهم وصبي جشع وأمة لكعاء وزوجة مضيعة وعبتموني بالختم وقد ختم بعض الأئمة على مزود سويق وعلى كيس فارغ وقال طينة خير من طية فأمسكتم عمن ختم على لاشيء وعبتم من ختم على شيء، وخاتمة الرسالة نصل إلى قوله: وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العبد والأمة والشاة والبعير فرقوا بين المنايا. وقال ابن سيرين لبعض البحريين كيف تصنعون بأموالكم قالوا نفر منها في السفن فإن عطب بعض سلم بعض ولولا أن السلامة أكثر ما حملنا أموالنا في البحر.

وكتب الجاحظ إلى محمد بن عبد الملك يستعطفه، قال: بسم الله الرحمن الرحيم، أعاذك الله من سوء الغضب، وعلمك من سرف الهوى وصرف ما أعارك من القوة إلى حب الإنصاف ورجّح في قلبك إيثار الأناة فقد خنت أيدك الله أن أكون عندك من المنسوبين إلى نزق السفهاء ومجانبة سبل الحكماء وبعد فقد قال عبد الرحمن بن حسان بن ثابت :

وإن امرأ أمسى وأصبح سالماً ** من الناس إلا ما جنى لسعيد

وقال الآخر:

ومن دعا الناس إلى ذمــه ** ذمـوه بالحق وبالبــاطل

وفي الخاتمة، يشير الكتاب إلى وصف الجاحظ لقريش وبني هاشم، قال: وقد علم الناس كيف كرم قريش وسخاؤها؟ وكيف عقولها ودهاؤها؟ وكيف رأيها وذكاؤها؟ وكيف سياستها وتدبيرها؟ وكيف إيجازها وتحسيرها؟ وكيف رجاحة أحلامها؟

وواصل قائلاً: وكيف وصلوا قديمهم بحديثهم وطريفهم بجدهم وكيف أشبه علنيتهم بسرهم. (خدمة وكالة الصحافة العربية)

ميدل إيست اون لاين

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية