|
|
قافلة التّيه
أ. محمد مغناجي
مهداة إلى أخويّ في عشبة الشعر على نهر الأحزان وبحيرات الفرح: عبد العزيز الزراعي و هزبر محمود
حذوت نجمك في ليل بلا نور
عساكَ تستنبت الأصفى بديجور
تغلي ثوانيك فوق الجرح مشتعلا
تشبّ نارا بها أنفاس تنّور
دققت أبواب غرباتي فما فتحت
ولا هفت، كتبت: طرقات منكور
فرحت كالطفل في نهر البكاء تُرى
عينيك شمسين في دمعات مضفور
ونمت فوق ضفاف لا زهورَ بها
غذوت روحك فيها عطر مقهور
حفرت للقلب قبرا والنّدى وطن
فما أحيلى قليب فيه مقبور
ورحت ترجو فؤاد الطير رقّته
يكاد منها يعرّى كلّ مســتور
فإنها وحدها عشّ الأمان فلا
عشّ سوى أرهبته كفّ مغدور
كأنّ محشرك الآهات لا وطنا
عليه تحشر، لا تبدو كمحشور
وكلّ غصن بدا حرفا على ورق
مداده رعشة في كفّ مسحور
فمن يلوم الذي ناحت حمائمه
على جناح فتى في الحلم مكسور؟
أجمل فعيناه أشعار إذا بكتا
عذرته ولو أنّو غير معذور-متعمّد-
ورحت تغرق في دمع وأخيلة
تصبّ من غيبها في غير منظور
فراته شعره، والنّيل أحرفه
يلوب في روحه شلال موفور
وإن تجانف دهر في عدالته
لغاته نَصَف، صوت لمنصور
ذاتان فيه ضياء بعد معتمة
كأنه الكون، محزون لمسرور
إن غيبت أملا في همسه برقت
حلما "كُعيت" الهوى في ثغر مجهور
تقاذفته حروف الجرح فهو لها
كأنه في كلام حرف مجرور
فشعره جوهر وحي بمهجته
كعقد غيد على الأحزان منثور
كأن في عمره طفلا له أزل
رآه قبله، من أطيان مفطور
الطين فيه تلظّى في جحيم رؤى
والذنب دود سرى في قلب منخور
لكنّ ربا له ألقى برحمته
وروده في صحيفات لمنشور
فالجسم آدم تقسو فيه صخرته
لكنّ في رَوحه روحا لعصفور.
|
|
|
|
|