|
|

في الأهلية الخيرية .. مشروع يحفظ للطلبة عربيتهم
عنان كتانة
«أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي»، مقولة تنطبق على فكرة النهوض باللغة العربية لدى طلبة المدارس الأهلية الخيرية في دبي، فبينما تجنح المدارس غالباً إلى تعزيز مهارات طلبتها في الإنجليزية وحسب، بادرت الأهلية الخيرية بمعالجة قصور الطلبة في اللغة العربية، لا سيما في الإملاء، سعياً نحو تحقيق المزيد من التفوق الدراسي لدى الطلبة عموماً.
وتلك قناعة مبعثها أن الضعف الإملائي سيؤدي إلى ضعف التحصيل في المواد الأخرى، وهو ما أجمع عليه معلمو المواد المختلفة في استطلاع للرأي، حين أرجعوا الضعف في المستوى التحصيلي إلى الضعف الإملائي والقرائي لغوياً.
هذه الفكرة، أيدها دليل الرقابة المدرسية، إذ ذكر أن أحدث نتائج التقييمات الدولية، أظهرت أن أداء الطلبة في القراءة، كان أدنى من المستوى المتوقع، ما أثر سلباً في أداء الطلبة في مادتي العلوم والرياضيات، بفعل أخطاء في الفهم والاستيعاب. ولتتحقق من ذلك ألقِ نظرة على ما يكتبه طلبة الثانوية العامة في دفاتر الإجابة.
فريق المشروع
من هنا، اجتهد السيد سيف النصر موجه اللغة العربية في المدارس الأهلية الخيرية، وإبراهيم أبو زيد مدير المدرسة التأسيسية بالمدارس الأهلية الخيرية، إضافة إلى معلمي اللغة العربية في المدرسة، ومعلمي المواد الأخرى، وبمتابعة الدكتور كمال فرحات مدير عام المدارس الأهلية الخيرية، لمعالجة ما يمكن علاجه في قصور الطلبة لغوياً، وتحديداً في اللغة العربية.
ينقسم مشروع الإملاء إلى جزأين رئيسيين، الأول «مهارة في أسبوع»، والثاني «اللغة العربية جسر تعاون بين العربية وأخواتها من المواد الأخرى». وينفذ على طلاب وطالبات الصفوف (4-9) من مرحلة التعليم الأساسي. ويقوم المشروع على فلسفة تعليمية وليست اختبارية، بالاعتماد على المحاكاة والتكرار وطول التمرين وكثرته،..
وبمشاركة معلمي المواد الأخرى، وكذلك الأسرة. وهناك خاصية مميزة للمشروع، ترتكز على تجميع الألفاظ التي يكثر فيها الخطأ من خمس مواد، هي: اللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعيات والعلوم والرياضيات.
الأسباب والأهداف
وتتوزع الأسباب على أربعة محاور، تتعلق بـ: المتعلم، والمعلم، وطرق التدريس، والمجتمع. ويهدف المشروع إلى تمكين الطالب من الكتابة الصحيحة في جميع المواد الدراسية، وتخليصه من الأخطاء الإملائية التي تشوّه كتابته، ومنحه القدرة على قراءة النصوص في المواد الدراسية وغيرها، قراءة واعية.
وتوظيف الطالب مهارات الفهم في تحليل المقروء ونقده، ورفع دافعية الطالب وقدرته التحصيلية في المواد الأخرى، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو المدرسة والمواد الدراسية، ونشر الوعي اللــــغوي في المدرسة بين المعلمين وجميع العاملين.
خطوات البداية
وقام مشروع النهوض باللغة العربية في المدارس الأهلية الخيرية على جملة من الخطوات، بدأت بالاجتماع مع معلمي اللغة العربية لمناقشة المشكلة وطرق معالجتها. وتحديد الطلبة المحتاجين للمعالجة، ومقابلتهم فرادى وجماعات. وتصنيف الأخطاء وفق المهارات الإملائية. وجمع الأخطاء الإملائية في كل مادة من المواد المقصودة في المرحلة الثانية، من مصادر متعددة: ملاحظات المعلمين..
وكراسات النشاط الخاصة بالمواد الدراسية، ودفاتر الواجبات المنزلية، وأوراق التقويم والامتحانات، والاختبار التشخيصي. وبعد ذلك تأتي خطوة تصميم بطاقة المتابعة، ورسالة ولي الأمر، وعقد دورة تدريبية في المهارات الإملائية وطرق تدريسها لمعلمي اللغة العربية مع معلمي المواد الأخرى.
آلية التنفيذ
وفي تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، يخصص معلم اللغة العربية مهارة إملائية واحدة في الأسبوع، ويمنحها وقتاً لا يزيد على 10 دقائق من كل حصة، ثم يعطى الطالب نشاطات متنوعة أيام الأحد والاثنين والثلاثاء، كواجب منزلي، مثل: استخرج من صفحة كذا في الكتاب المدرسي، خمس كلمات تنتهي بالتاء المربوطة، على أن يكتب الطالب الكلمة مرة، ثم يكتبها مرة أخرى في جملتها. وفي اليوم التالي يتابع المعلم إنجازات طلبته، ثم يكلفهم بنشاط إملائي مختلف عن النشاط الأول، ولكن في المهارة نفسها.
ويجري المعلم اختباراً للمهارة يوم الأربعاء، ليقف على مدى تمكن الطالب من المهارة، ويخطط للأسبوع التالي بناء على معطيات الاختبار، ويعقد اجتماعاً مع المنسق يوم الخميس لمناقشة ما تم في المشروع واتخاذ القرارات المناسبة.
وفي الأسبوع الثاني، تعالج مهارة جديدة، على أن تمثل المهارة السابقة ببند واحد فقط، حتى لا ينساها الطالب. ويشترك معلمو المواد الدراسية الأخرى، في المرحلة الثانية من تنفيذ مشروع النهوض باللغة العربية ومعالجة قصور الإملاء لدى الطلبة، إذ يبـــادر كل معلم بمعالجة الأخطاء الإملائية الخاصة بمادته، بالتعاون مع معلمي اللغة العربية.
البيان
|
|
|
|
|