للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مشروع حيوانات تلعب مع الألف باء تاء

هنادي الديري

اللّغة العربيّة، التي يعيش بعضنا سوء تفاهم مزمناً معها، لحنها الخاص ورواقها المؤلّف من سلسلة أمواج إبداعيّة صغيرة تضرب الملل بشدّة، وتجعل الأيام أكثر زهواً...إذا ما تسلّحنا بالجرأة والعقل المُنفَتِح لنَقِف وجهاً لوجه مع عظمتها و"منديل سلطتها" المُطرّز.

للناشرة والكاتبة ندين توما (التي أسّست "دار قنبز" في العام 2006) رغبة جامحة في أن تُحرّر الناس من الوهم الذي "إستعجلوه حُكماً مُسبقاً" على هذه الّلغة التي عشقتها طفلة، فكرّست حياتها المهنيّة للّهو مع جوهرها.
وها هي اليوم تُقدّم، (وبشتى السبل الفنيّة)، "زبدتها" إلى القارئ، كبيراً كان أو ما زال في سن الإيمان بـ"خلط أوراق القدر"!
مُغامرتها الأدبيّة الأخيرة، مشروع "حيوانات تلعب مع الألف باء تاء" الصادر عن دار قنبز، التي "تفرك" الّلغة العربيّة بـ"صابون الأحكام المُسبقة"، هاتفة على طريقتها: "ياي! ما أجملك يا لغة عربيّة...إذا كنتي بالفصحى أو بالعاميّة"!
نلتقي على فنجان قهوة و"بيرييه" في فندق "لو غراي" القائم في وسط بيروت، لنتحدّث لأكثر من ساعة عن الّلغة العربيّة التي يتنفّس بعضهم بجهد في حضورها مُحدثين أصواتاً كالصفير، والتي تُلقي عليها التحيّة من خلال الّلعبة التي أطلقتها أخيراً في معرض الكتاب.
تشرح، "هي مجموعة البطاقات تُسلّط الضوء على أحرف الأبجدية وكيفيّة نطقها(ألف باء تاء ثاء جيم حاء...)، أضف إليها بعض جمل تبدأ بالحرف الذي نقرأه سليماً على البطاقة الواحدة. وأشير إلى ان الجمل مكتوبة بطريقة نقدر من خلالها أن نقرأها بالنحوي تماماً كالعاميّة...يعني ما بتعرفي إذا فصحى أو عاميّة".
وترى الناشرة والكاتبة التي تلمس في اللغة العربيّة قدرة هائلة على خلق ما يُشبه "الفقاقيع الإبداعيّة"، ان أكثر المشكلات التي يُواجهها الولد يكمن في كونه، وقبل أن يدخل المدرسة، يعتاد العربية التي يتكلمها الأهل، أي تلك "العاديّة" منها. وما أن ينتقل إلى حياته الدراسيّة يُفاجأ بشكل جديد للّغة، "يعني غير عربي!"، على قول ندين.
وفي سعيها إلى إيصال الّلغة العربيّة الشديدة الرقة إلى أكبر عدد مُمكن من الناس، إكتشفت ندين اننا في البلد نُعاني مُشكلتين تأتيان على الشكل الآتي: "في الدرجة الأولى إذا في المنزل لم نعتد حب اللغة من الذين نعيش معهم(وأعني بذلك المرحلة التي تسبق دخول الفصحى إلى حياتنا) فإننا ومهما بذلنا من الجهود لاحقاً...يعني إنسَِ! وإذا لم نعتدها بطريقة طبيعيّة فكذلك الأمر. شخصياً ترعرعت على صدى اللغة العربيّة. كل الذين أحببتهم كانوا يتحدثون العربية حصريّاً. أنا كنت مغرومة بستّي ووالدي، وهول ما بيحكوا الا عربي". وفي المرحلة الثانية، "فإن تعلّم اللغة يأتي في المدرسة. بس إذا منّك مبلّشة بحبها إنسَِ! المنزل هو الأساس. فما أن تدخلي المدرسة تبدأ المشكلة الأساسية: بتشوفي فجأة الفصحى!".
وترى توما ان الحب "يولّد الإنتماء. أنا مع التكلّم بالّلغات ال3 المُعتمدة في البلد. Fine. ولبنان عندو هالميزة وما لازم نفقدها". بشرط الا نُلغي اللغة العربيّة، آخذين في الإعتبار جمالها وروح الفكاهة الكامنة بين سطورها.
وتعيش ندين قصّة حب لا مجال للتفاوض حول جديّتها مع اللغة العاميّة، "أنا بجنّ وقت بقولوا العاميّة منّا عربي. العاميّة بتعطيكي هوية وخصوصيّة ثقافية". تُعلّق، "عندما أقول تبسيط اللغة، فأنا لا أعني تهبيل! روح الفكاهة والخفة لا تعني الغباء! عندما تقعين في حب اللغة تدخلين تلقائياً إلى زواياها وأروقتها". الّلغة العربيّة، كما تتعامل معها ندين، فرصة مثاليّة للّهو وتمضية أوقات مرحة ومُمتعة في آن. وهذه اللعبة مُغامرة جديدة لها مع الّلغة العربيّة، الشاهقة في قدراتها والأنيقة في إطلالتها، كعاشقة تعيش مرحلة البدايات.
وفي الّلعبة-الحدث، "56 بطاقة للّعب مع أبجديّة الحيوانات. لكل حرف جملة، ولكل جملة رسمة، وفي كل رسمة حيوان، وعلى الكبير أو الصغير أن يُطابق كل جملة مع رسمتها(الرسوم لهبة فرّان)".
إكتشفت ندين ان الولد، تماماً كالكبار، يُمكن أن يمضي وقتاً طويلاً مع هذه اللعبة-المشروع، "لاسيما أنني أدخل باستمرار الّلمسات التي تشتمل على التراث العربي. والجمل مكتوبة لتُشبه قليلاً العديّة". تُعلّق، "حلو الولد يعرف إسمو الحقيقي للحرف. لكل حرف إسمه الخاص. وإكتشفت ان 90% من الاهل لا يُدركون أسماء الأحرف".
مرحلة "طبخ" الأفكار، هي "أطول مرحلة. أمّا الـAction فبتكون ولعانة. خلال الطبخ يُمكن أن تستمر البحوث سنة كاملة أعيشها بهوس مُطلق. وكل من يملك الشغف يفهم جيداً ما أعنيه. وبكون عم تكتك متل النملة. واللي حواليّي ما بيعرفوا!". تُعلّق، "يعني هلّق في برأسي 6 مشاريع عم ينطبخوا!".
وخلال معرض الكتاب وجدت ندين ان الكبار تفاعلوا مع الّلعبة تماماً كالصغار وأن عدداً كبيراً من الأساتذة الذين يُدرّسون الّلغة العربية في الخارج إختاروها وسيلة للتواصل مع التلاميذ.
"يُمكن أن يلهو من هو في عامه الثاني مع + حيوانات تلعب مع الألف باء تاء+ على إعتبار اننا من خلالها نقوم بتحديد بصري. أضف إلى هذه النقطة انها ليست لعبة تلقينيّة. الولد اليوم عنده في قاموسه الإي واللأ!".
وتؤكد توما ان هذه الّلعبة دمجت عناصر في غاية الأهميّة ترمز إلى فلسفة "دار قنبز" ومُقاربتها للّغة، "أذكر منها، الّلهو، الخيال، الضحك بمعنى روح الفكاهة والمرح، الفن، الحرف العربي، والعنصر الملموس من حيث التفاعل".
وإلى الّلعبة-الحدث، طوّرت الدار أكياساً زاهية كُتِبَ عليها، "على الديك يصيح مش عليه يطلِّع الضوّ"!

النهار

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية