|
|
ويأتيك بالأخبار من لم يزود
د. حسن إبراهيم الأفندي
كان طرفة بن العبد , الشاعر المعروف وخاله المتلمس , قد هجيا الملك عمرو , ثم أتيا يمدحانه , وكان الملك لم ينس بعد هجاءهما , سمع منهما المديح وقال لهما : سأرسلكما إلى والينا بالبحرين لتقديم ما يجب من المكرمات . كتب لكل منهما كتابا وأخذ كل منهما كتابه فرحا قاصدا البحرين ليقابل الوالى بهجر وينال جائزته .
في الطريق رأى المتلمس رجلا يجلس في الخلاء يتبرز ويأكل تمرا ويقتل القمل من سرواله , اشمأز المتلمس وقال للرجل : ما رأيت أغبى منك , فسأله الرجل : لماذا؟ فأجاب المتلمس : أأتبرز وتأكل تمرا وتقتل قملا في نفس الوقت ؟ فقال الرجل : وما في ذلك ؟ أُخرج خبيثا وأُدخل طيبا وأقتل عدوا , ولكن أغبى منى من يحمل كتاب موته بيده ويسعى للموت . شك المتلمس وفض الكتاب الذى كان يحمله من الملك عمرو , فوجئ بأن الكتاب يأمر الوالى بهجر بقتل المتلمس إن جاءه بالكتاب , مزق المتلمس الكتاب ورمى به في بركة ماء وحاول أن يصل إلى طرفة بن العبد محذرا ولكنه فشل , وفي رواية أخرى أنه وصله ونبهه ولكن طرفة لم يصدق الخبر , ووصل طرفة بالكتاب إلى والى البحرين فسجن ثم قتل وهو في العشرينيات من عمره بعد أن ترك وراءه أثرا لم يندثر بمرور الوقت أهمه معلقته الداليه المعروفة , وفيها مقولته التى تجرى مثلا على كل لسان : ويأتيك بالأخبار من لم يزود !
|
|
|
|
|