للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

تجرى الرياح بما

د. حسن إبراهيم الأفندي

أخانا العزيز الأديب الأريب المحنك / أبا الزبائد – قدس سره
منذ وقت ليس بالقصير وأنا أحاول الكتابة إليك ولكن حالت ظروف يطول شرحها وعلى رأسها بيت شعري:
إذا رأيت من الدولار صورته         فلا  تظنن للدولار تمـــتلك
وهي يا سيدي العزيز مشابهة تماما لما يتصدر صفحتك :
إذا رأيت نيوب القرش بارزة        فلا تظنن أن القرش يبتسم
وعذرا فقد فهمت بأنك تعني بقرش ما يعرفه الناس بالفلوس والمال , وإن كانت النيوب تعطى معنى القرش المعروف بالحوت , ولعل من  فهم المثل السائر : القرش الأبيض لليوم الأسود , بمعنى الفلوس , فحلم الجوعان من أمثالي دائما     (عيش) والقرش من الفلوس يشترى به العيش وتعيش به في بحبوحة من أمرك , بينما حقيقة المثل أن سمكة القرش البيضاء الكبيرة من أشرس أنواع الحيتان , ومتى لقيها الفرد , فقد قضى نحبه ويا ويله وسواد ليله , وبالمناسبة البعض يطلق لفظة حيتان أو هوامير وهي أيضا من الأسماك الكبيرة إلى حد ما على أصحاب المال والأعمال والوظائف الكبيرة المتحكمة .... , ولا غرابة فهناك الكثير من الفهم الخاطئ, ولعلي أجزم أن كثيرا ممن قرأوا عنوان مقالتي أكملوها بصورة سائرة وخاطئة فقالوا تكملة للعنوان : لا تشتهى السفن , ولكني  أفاجيء الجميع بأن صحيح المثل ليس هكذا , فالسفن جماد مصنوع من خشب أو حديد ,وإن كانت صغيرة ربما من فايبر قلاص , والجماد لا يشتهي , وعليه فصحيح المثل : تجري الرياح بما لا يشتهي السَفِن , أي الربان ( الريس بلغة أهل مصر والنواخذة بلغة أهل الخليج ) !
     ولكن ما أعجبني في بيتك وعنوان صفحتك هو تحويرك واشتقاقك للقرش بعكس حروف شرق وقراءاتها من اليسار لليمين , وقد أفلحت في ذلك كعادتك مستغلا موهبتك الفذة في الأدب الساخر مثلما حوّر وبدّل صديقى القديم شاعر المعرة بين جمر وجرْم في قصيدته التى يقول فيها :
تجاوز بالظنون وما حدسنه
 
ولا تخش الظباء متى كنسنه
 
غنى زيد يكون لفقر عمرٍ
 
وأحوال الخلائق لا يقسنه
 
وجرْم في الحقيقة مثل جمر
 
ولكن الحروف به عكسنه
 
والمشكلة يا عزيزى أنك تقدم وجبات سريعة دسمة على صفحتك , ولعلك ستبتلي بي بعد هذا التاريخ بمطولات بعض الشيء , فما أملك موهبتك الفذة وقدرتك على الاختزال وصياغة المفيد وعليك أن تتحملني بعض الشيء وإلا , وهذا إنذار بولقانيني, سأفتح عليك نار قصائدي التى لا ترحم , ولعلك تذكر قصيدتي ( حراسة الرمة ) وفيها شيء من الجأر بالشكوى وسوء الحال والمفاخرة على غيري من الشعراء , وللتذكير فقد ورد فيها :
أطلق  بالثلاث  بنات  شعرى
 
لتبقى  كل  واحدة  بجحر
 
لعمرك  ما أفاد الشعر شيئا
 
فها ما زلت في جوعي وفقري
 
أما  في دنيتي أبدا  زبيدي
 
يكافئنى  بمال لا  بشكر
 
إذا  رغب المديح أتيت أسعى
 
لأجعل  منه  ضرغام  الهزبر
 
وإن طلب المزيد بذلت جهدي
 
ولم أبخل  بقرطاس وحبر
 
فقولي  كله شعر وغيري
 
من  الشعراء مفضوح بذكري
 
أنا من نسل من ملكوا القوافي
 
وجدي حندج من صلب حجر
 
أحب المال لا شرها ولكن
 
أريد  به مساعدة  لغيري
 
كأني عروة بن الورد  فيها
 
وإن ظن الجميع فساد أمري
 
هي الدنيا حظوظ بيد  أني
 
نزلت  سباسباً في محل قفر
 
إذا جلس الرجال بذلت مالي
 
وما حفظت يداي ببعض وفر
 
تعودنا لبسط الكف حتى
 
نسينا  النازلات غداة  عسر
 
وما جاد  الكرام  لنا  بما ل
 
يعوضنا و يبقينا  بيسر
 
فإن تعجز يميني عن نوا ل
 
أقام الحزن في قلبي وصدري
 
وإن أمدد ذراعي يوم ضيق
 
لمحتاج يسر رضاه حجري
 
بنات  الدهر ترقبني وإني
 
لأشكو  للكريم  بنات  دهري
 
لماذا لا أكون  بخيل  كف
 
لماذا  لا  أكون ثري عصري
 
لماذا  لا  أنام  وجلّ  همي
 
حراسة  رمة  في قاع قبر
 
والقصيدة طويلة ولكني أرأف بك وبالقارئ علما بأن عليك أخذ الحيطة والحذر فإن البيت السادس الوارد بعاليه قنبلة موقوتة يمكن بقليل من المعالجة والتحوير أن تجعلني في قائمة الإرهابيين بالنسبة لشعراء هذا الزمان وزعانفهم وأدعيائهم,وسأحدثك في خطابى اللاحق عن شعراء الكتيبة بالسودان وقد كنت من فرسانها المعروفين وكيف كنا أبطال الهجاء والأدب الساخر خصوصا في فترة الستينيات الثرة وقبل أن يقفز جعفر محمد لسدة الحكم!
تحياتي ودمت بخير


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية