للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الشعر والرشيد

د. حسن إبراهيم الأفندي

قيل إن لهرون الرشيد حس مرهف في تذوق الشعر , ولما اشتد نفوذ البرامكة فأثار بذلك حفيظة خصومهم , ورأوا أن لابد من التخلص منهم , أتوا بغانية وجعلوها تحفظ أبيات الشعر الشهيرة :
ليت هندا أنجزتنا ما تعدْ
 
وشفت أنفسنا مما نجدْ
 
واستبدت مرة واحدة
 
إنما العاجز من لا يستبدْ
 
وكان هرون الرشيد قد وعد من قبل بوضع حد لنفوذ البرامكة المتنامي , وسمع الرشيد المغنية ففهم القصد وكانت نكبة البرامكة التي ترويها الكتب وتتناقلها السير والأخبار .
ويقال إنه مات ولد للرشيد , فجاء أبناء عمومته من بني العباس يعزونه , فخرج لهم وتلقى عزاءهم وجلس , ثم سألهم : من منكم يحفظ أبيات أبي ذؤيب الهذلي ؟ وكان يعني قصيدة أبى ذؤيب في موت أبنائه الأربعة , وهي قصيدة مشهورة وفيها من الحِكم والمواعظ والرثاء والتأسي ما فيها , فلم يجبه أحد منهم , ففهم بأنه لا أحد منهم يحفظ منها شيئا , غضب وامتعض وقام وهو يهمهم ببعض أبيات القصيدة معزيا نفسه بعد أن قال لبنى عمومته: والله إن مصيبتي فيكم لأكبر من مصيبتي في ابني ! وخرج وهو ينشد من قصيدة أبى ذؤيب :
أمن المنون وريبها تتوجع
 
والدهر ليس بمُعتب من يجزع
 
قالت أمامة ما لجسمك شاحبا
 
منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
 
وإذا المنية أنشبت أظفارها
 
ألفيت كل تميمة لا تنفع
 
وتجلدي للشامتين أريهمُ
 
أني لريب الدهر لا أتضعضع
 
لابد من تلف مقيم فانتظر
 
أبأرض قومك أم بأخرى المصرع
 
والقصيدة طويلة معروفة من عيون الشعر العربي في باب المراثي .


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية