|
|

ابداعات الخط العربي يروي عطش محبي الفنون
آية الزعيم
افتتح معرض ‘ابداعات الخط العربي’ في العاصمة بيروت بمشاركة نخبة من خطاطي لبنان والدول العربية’بمبادرة لاعادة احياء هذا الفن الجميل وتجديد الاهتمام باللغة العربية.
وقال محمد اسكندراني، احد منظمي المعرض، إن 19 خطاطا من لبنان وسوريا ودول عربية اخرى، يشاركون بحوالي 70 لوحة تظهر ابداعات الخط العربي بأشكال هندسية متنوعة وتتضمن آيات من القرآن الكريم، وحكم عربية وأدعية.
وقال اسكندراني، ان هدف المشاركين هو ابراز اهمية هذا الفن الراقي وجماليته، لافتا الى ضرورة الاهتمام باللغة العربية ‘خاصة انها لغة القرآن الكريم وعلينا تشجيع الاجيال الجديدة للتعرف على هذا الفن وابداعاته’.
وتتزين جدران المعرض بأجمل ما يمكن للعين ان تشاهده من فنون، فالحروف المتصلة في ما بينها احدثت تناغما بين انواع الخطوط المختلفة، فكان لكل خطاط طريقته وأسلوبه الذي يميزه. ومنهم من اضاف”الالوان الى الحروف المتشابكة لتصبح اكثر بروزا وتأثيرا.
ورأى مختار البابا، وهو من اقدم الخطاطين اللبنانيين ويشارك بالمعرض بأربع لوحات منها لوحة ‘وانك لعلى خلق عظيم’، انه لا يمكن لفن أن يندثر مهما تغيرت الازمان، بل يمكن ان تتغير انماطه واشكاله.
وعن ما يميز الخط العربي، قال البابا، ‘إنه عمل فني مرهف جدا و كثير الحنية كما انه قابل لأن يظهر بمختلف الاشكال والقياسات على عكس الحروف الاجنبية المحددة والجامدة، فانه حرف طيع جدا بالنسبة للفنان’.
‘واشتكى من ‘جهل’ الاجيال الجديدة ليس فقط لفن الخط العربي وانما ايضا لاصول اللغة العربية وكتابتها، داعيا لاخضاع المدرسين لدورات تأهيلية ‘فنحن لا نطالب بان يكونوا خطاطين ولكن على الاقل ان يكتبوا بشكل صحيح’.
وقال إن تراجع الاهتمام باللغة مشكلة تعاني منها دول عدة، الا’أن”القوي هو من’يفرض جمالياته على العالم’.
وشدد البابا على أن ‘فن الخط، اذ تنكرت له الازمان والاجيال، لا يمكن أن ينتهي نهائيا، بل يأخذ اشكالا جديدة وانماطا مختلفة… هذه هي سنة الحياة’.
من جهته، اعتبر الخطاط”جمال نجا، الذي ادخل الالوان الى لوحاته، أن اهم ما يميز الخط العربي هي ‘الليونة التي يتمتع بها’.
ولفت نجا، الذي يشارك للعام الثاني على التوالي في المعرض بثلاث لوحات، الى انه ‘في جميع دول العالم، لا نرى لوحات للغات تعلق على الجدران وفي الاماكن العامة، سوى الخط العربي’. واشار الى أن اللغة العربية ‘متنوعة و شاملة، اذ تحتوي على حوالي’3 ملايين مفردة، فيما باقي اللغات تحتوي على مليون مفردة فقط’.
وعن علاقة الانترنت بتراجع الاهتمام بـ ‘فن الخط العربي’، رأى نجا أن الانترنت يساهم بنشر الفنون كافة ومن بينها الفن العربي، ‘فالخط العربي بجماله يجذب المتذوقين’.
وتمنى ان يدخل الخط العربي بمناهج التعليم ليكون ضمن المواد الاساسية، خاصة أن اغلب من يتخرج اليوم ‘خطوطهم سيئة جدا، واحيانا تكون سببا لرسوبهم’، فيما يُعتبر الخط الجميل ‘وجه للبلد وللانسان المثقف’.
وسميت الخطوط العربية بتسميات عدة، منها نسب إلى أسماء المدن كالنبطي والكوفي والحجازي والفارسي، ومنها نسب الى اسماء مبدعيها، كالياقوتي، والريحاني والرياسي، والغزلاني.
واستقطب المعرض في يومه الاول عددا كبيرا من الاشخاص المتعطشين لهذا النوع من الفنون التي تعتبر احرفه المرسومة”وايحاءاته المبدعة انعكاس لحضارة الامة العربية.
ورأت نجوى نعماني ان هذا المعرض يضيء على فن جمالي، ‘لا تعطيه الناس الكثير من الاهمية’، لافتة أن”فن ‘الخط العربي’ يعبّر عن حضارة أمة وبلد.
وقالت فاديا سنو إن تنظيم معرض خاص بابداعات اللغة العربية ‘مهم جدا في وقت تتراجع فيه اللغة العربية بسبب طغيان اللغات الاخرى عليها ومنها لغة الانترنت’.
واضافت سنو ‘اللغة كنز علينا الاهتمام بها، وكل شعب يتميز بهويته الخاصة المتمثلة بلغته’.
ويتضمن المعرض، الذي سيخصص ريعه لاعمال انسانية، لوحات فوتوغرافية للفنان احمد فتاح تبرز الاخلاقيات الاسلامية وتتوسطها آيات قرآنية.
القدس العربي
|
|
|
|
|