|
|
التعدد اللغوي بين الممارسة و التطبيق:نظرة المجتمع و التحديات الراهنة
د. عبد الإله الإسماعيلي
حينما تختفي ملامح التجربة اللغوية الفردية من المجتمع لسبب من الأسباب ، و تندفع تجارب لغوية أخرى باسطة يديها لكل مهتم ، او منشق ، أو ملهم ، أو منبهر...و حينما تطفوا لغات جديدة ظلت مغبونة لسنوات طوال لافتة الأنظار إليها على الرغم من ضعفها و قلة تداولها...و حينما تفد لغات سياسات حاكمة على مجتمعات معينة باسطة يديها و معلنة ولاءها للثقافات المتواجدة من أجل التبادل و التشارك و التحاور...و حينما نقتنع بضرورة خلق تعدد لغوي في المجتمعات النامية لأجل التوازن و الانفتاح و التواصل...و حينما ندرك أن المعرفة اللغوية أساس بناء العقول و تهذيبها ، و تنظيم المجتمعات و رقيها و...كل هذا يشعرنا بمدى جدية مقترح التعدد اللغوي و محاولة فرضه بيسر و تسلسل في نظام التعليم ، و في الحياة اليومية ، و في الثقافة...رغم التحديات التي تواجهها المجتمعات على مستوى كثرة الأمية ، و جهل بعض الناس بدروب التسلق من أجل التعلم ، و تأفف آخرين مما يفد عليهم ظنا منهم بخطر يحذق بهم لتغييب لغتهم الأم او لهجتهم...
مفهوم التعدد اللغوي
مفهوم مرتبط بالنظام اللغوي الذي يحكم العالم ، أو بالأحرى الجزء الجغرافي من الكون الذي يتحرك فيه هذا النظام و يبسط هيمنته فيه.ذلك فالتعدد اللغوي ليس بالضرورة الحديث بلغات متعددة أو امتلاك لسان متعدد ، و إنما هو؛حسب علمي؛التعرف على أنظمة لغوية متعددة قد لا تكون بالمستوى نفسه،و لا القيمة نفسها و لا درجة الاتقان نفسها...و لكنها القدرة على التواصل و التحاور و الفهم و القراءة و الكتابة...و الذي يحرك القدرة و يجعلها فعالة و مثمرة هو التعلم و التعرف و الرغبة...و غيرها من المستويات التي تسهم في تحقيق التناغم بين اللغات التي يتوسل بها إلى الانفتاح على تجارب الآخرين و معارفهم و طبيعة مجتمعاتهم...فالنظام اللغوي إذا شيء مركزي:حيث ينبغي التفريق بين اللغات التي لا تمتلك نظاما على مستوى الكتابة ،و اللغات التي بحوزتها هذا النظام،فالفرق شاسع بينها :لأن الأولى تتدرج في الانقراض ،فلا شيء يسعفها و يقوي شأنها فهي هالكة لا محالة بهلاك من يروج لها،بينما الثانية فماضية في علوها و رفعتها و بسط قوتها بين مثيلاتها لامتلاكها نظاما لغويا معينا تتحرك فيه و وفقه.و هي تسعى من خلاله خلق تقابلات صواتية،و انسجام أصواتي،و تحديد سمات دلالية و خصائص مميزة...تقيمها بين مختلف اللغات الطبيعية ذات الأنظمة المشتركة أو التي تجمعها ؛على الأقل بعض الخصيصات المشتركة.
و ينبغي التنبيه في هذا الاطار إلى ضرورة التفريق بين الأحادية اللغوية و الثنائية اللغوية و الازدواجية اللغوية و التعدد اللغوي:
أ- الأحادية اللغوية
هي الاقتصار على لغة واحدة على مستوى التخاطب و القراءة ...فهل دول العالم ؛بعدما تشبعت شعوبها بمختلف اللغات الوافدة عليها؛تنحوا نحو ترسيخ الأحادية اللغوية في سياساتها الحالية؟سؤال مهم ، و لكنه يندرج ضمن ترسيم اللغة الوطنية ،و ليس إلى إبعاد اللغات الأخرى من محيطها و ثقافتها.و هو فرق شاسع بين أن تكون اللغة الوطنية الرسمية للبلاد لغة واحدة ، و بين خلق تعدد لغوي رسمي للبلاد.لأن هذا العمل الدستوري قد يخلق متاعب و مشاكل و خلط و سوء تدبير...على مستوى الادارة و المؤسسات العمومية و الشبه عمومية و الخاصة و الشركات...و عوض التركيز على لغة رسمية واحدة لحل مشاكل الناس و تدبير شؤونهم،يحصل شتات و تشرذم و انقسام...
فالأحادية اللغوية هي خلق فضاء رسمي وطني واحد على مستوى التخاطب و التعامل و بناء الهوية و الوحدة الادارية و الثقافية...مع الانفتاح على فضاءات لغوية أخرى في خطوة ثانية نحو ربط العلاقات و الشراكات و الاتفاقات...علما أن بعض الدول تعترف بأكثر من لغة رسمية داخل وطنها.فالهند على سبيل المثال يعترف دستورها بإحدى و عشرين لغة،علما أن لكل إقليم اتحادي او ولاية لغاته الرسمية.بينما اللهجات فحدث و لا حرج،حيث يصل عددها إلى اثنان و خمسون و ستمائة و ألف لهجة.
و قد تكون كثرة اللغات الرسمية في البلاد سببا في كثير من المشاكل التي تعيشها الساكنة،بخلاف الصين مثلا التي تتوفر على أكبر سكان في العالم ما تقديره مليار و أربعة ملايين،و مع ذلك فلها لغة رسمية واحدة هي الهان أو ما يسمى محليا ب(زونغ ون):حيث الهان هي إحدى أكبر القوميات التي يتكون منها الشعب الصيني و التي تغطي 92% منه،على الرغم من وجود 56 قومية أخرى.و هذا وحده أعطى الصين احتلال المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد الناطقين بهذه اللغة.(يمكن الاطلاع لمزيد من التفصيل على :وكيبيديا الموسوعة الحرة بخصوص الصين).و هي اليوم تسير بخطى ثابتة و سريعة نحو التألق على جميع الأصعدة.
ب- الثنائية اللغوية:هي تعلم لغة ثانية تنضاف إلى اللغة الأم.و هنا نطرح بعض الأسئلة من قبيل:متى ينبغي تعلم هذه اللغة؟و هل تعلمها يكون بالمستوى نفسه الذي تحتله اللغة المحلية الرسمية؟كيف ننظر إلى الشخص ثنائي اللغة؟هل مفهوم الثنائية يرفع المتعلم إلى تحقيق التكافؤ بين اللغتين معا أم أنه يدرج الترجمة ضمن برنامجه التعليمي لتحقيق الثنائية؟
1- متى نتعلم اللغة الثانية؟
عندما نحل مشكلات لغتنا القومية على المستوى الصوتي و الصواتي و التركيبي و الدلالي و المعجمي...و نفعل العمل بها في مؤسساتنا و تخاطبنا اليومي بما ينفع الناس : في الادارة و الاداعة و التلفزة و الاعلام المكتوب و كل البرامج المقدمة و عند السياسيين و في اجتماعاتهم و تخاطبهم و كتاباتهم و تنظيرهم و عند الأطباء و في التعليم و تدريس العلوم و التقنيات و الهندسة...عندئذ يحق لنا بكل فخر الاقبال على تعلم لغة ثانية تتيح لنا فرصة لا لجعلها لغة رسمية و اعتبار اللغة الرسمية الحقة لغة الميلاد أو الأم فقط،كما هو الأمر في كثير من الدول المستضعفة أوالمغلوبة أو التابعة أو المشتتة...و إنما لجعلها لغة ثانية فقط على مستوى التعلم و التعليم و التثقيف.فكثير من الدول التي تحترم نفسها تصرح ؛في وقت مبكر؛من عمر الطفل باللغة الرسمية للتعليم.أما في المغرب مثلا فإننا نعيش شرخا و تمزقا على مستوى لغة التدريس دون تصريح.فعلى مستوى الجامعة مثلا و التي تستقبل طلبة قد درسوا باللغة العربية مواد علمية معينة في مراحل اعدادية و ثانوية،ليفاجأوا بلغة أجنبية ثانيةاعتبرت رسمية لمتابعة تعليمهم الجامعي.و هذا من أسباب تخلف المنظومة التعليمية في هذا البلد.
2- كيف يكون تعلم اللغة الثانية؟
عندما نتمكن من تعلم لغتنا كما يجب ، و نكون قد أحطنا بكل مستوياتها،فلا شك أننا سوف نكتسب كثيرا من السبل لتعليم و تعلم لغة أخرى بيسر و سهولة،ما دامت تلك اللغة طبيعية و عالمية و ذات نظام لغوي مضبوط.فهذا شرط أولي و أساسي ، تتبعه شروط أخرى أهمها خلق فضاء لغوي متناغم و توفير معلمين مكونين و مؤهلين...فالكيفيات تختلف و لكنها موجودة و يمكن جلبها من محيطها الأصلي و محاولة تطبيقها أو تفعيلها في هذا المحيط الخاص بوسائل البيئة الجديدة و ما يصلح لها.
3- كيف ننظر إلى الشخص ثنائي اللغة؟
هل الذي يستطيع التكلم و القراءة بلغتين اثنتين ،أم الذي يتمتع بخصال معينة تؤهله أن ينعت بكونه ثنائي اللغة؟الحقيقة أن الشخص ثنائي اللغة هو ذاك الذي يتقن لغتين على درجة عالية من الكفاءة و التكافؤ ،و هو شرط لا بد من توفره كي نتمكن من أن ننعت(أ)شخصا ثنائي اللغة و آخر (ب) غير ثنائي اللغة.ف (أ) تتحقق فيه خاصيتي الكفاءة و التكافؤ بينما (ب) فلا:فقد يكون (ب) يتقن لغة واحدة و أخرى ليست بالدرجة نفسها،بمعنى أن الخصائص التي يملكها بشأن اللغة (أ) و المهارات التي لديه لا تصل إلى اللغة (ب).علما أن بعض من عرف الثنائية اللغوية اعتبر أن الاتصاف بهذه الصفة تترسخ في السنوات الأولى من عمره:(...و يلاحظ هذا بطريقة عجيبة عند الطفل الذي بدأ يتحدث بلغتين مختلفتين شاقا طريقه ليكون شخصا ثنائي اللغة ، حيث يتضح هذا التفريق الآلي بين النظامين عند هذا الطفل في مرحلة مبكرة ،و يكون قد اكتمل تماما بين الثالثة و الرابعة من عمره....ذلك أنه عندما ينتج بعض الرسائل الشفوية أو المكتوبة في لغة (أ)فإنه في بعض الأوقات سينتج أصواتا و معاني و تراكيب من لغة(ب)،و العكس صحيح عندما يستعمل لغة(ب).و يعرف هذا الانتقال من لغة إلى أخرى ،أو استعمال عناصر لغة عند استعمال اللغة الأخرى بظاهرة التداخل،و هذه الظاهرة تحدث بكثرة كلما قلت القدرة على ثنائية اللغة)ينظر:التعليم و ثنائية اللغة؛ميجيل سجوان و وليام مكاي؛1994.
4- هل الثنائية تستوجب الترجمة؟
و هنا قد يطرح سؤال مهم عن مدى اتصاف الشخص بأنه ثنائي اللغة:هل الاقتصار على المرحلة العمرية الأولى لبداية الطفل تعلم اللغات و الأنظمة اللغوية أم أن الثنائية اللغوية قد تمتد إلى أعمار متقدمة من حياة الانسان؟الحقيقة أننا إذا أردنا توخي الدقة فسيكون الاقتصار على مرحلة معينة من حياة الطفل،و هي المرحلة التي يكون فيها الطفل مهيئا لتعلم اللغات و التجارب و الانظمة:فهي مرحلة دقيقة و عجيبة ترى الطفل فيها يتجاوب مع كثير من الأنظمة اللغوية و ينتقي نظام الحديث أو الرد حسب المقام أو إذا طلب منه ذلك ،وقد تغير مجرى الكلام و تنتقل من لغة إلى أخرى فتحصل له الاستجابة بتلقائية من الصعب أن تتحقق لدى الراشد.كما أننا قد نتساءل :هل الطفل في هذه المرحلة العمرية يلجأ إلى ترجمة بعض معاني اللغة (أ)إلى اللغة(ب)أو العكس:بمعنى هل يلجأ إلى الترجمة كخيار وحيد من أجل نقل المعاني أم ان امتلاكه للنظامين اللغويين قد سرى عنده بدرجة الاتقان و التوازن نفسها؟
ينبغي أن ننظر إلى الأمور بجدية و بساطة :فالطفل الذي تلقى لغتين اثنتين من أبويه منذ صباه ،فدون شك أن مقدرته اللغوية ستكون بالمهارة نفسها في كلا اللغتين،اما إذا تلقى لغته الأم ردحا من الزمن و اكتملت مرحلة اكتسابها لها، ثم أعقبتها مرحلة جديدة لتعلم نظام جديد فمن المنطقي أن تلاحظ بعض مظاهر التجاء الطفل إلى ترجمة بعض من معاني لغته الأم لتلبية حاجات اللغة الجديدة،أي إن انصراف الذهن و الفكر إلى اللغة الأم يسبق؛في مقام حديثه باللغة المتعلمة؛باحثا عن المقابلات اللغوية بعبارات اللغة الجديدة.و قد لا تسعفه لغته لتلبية كل الحاجات اللغوية المطلوبة،مما يتيح فرصة المزاوجة بين اللغتين أو ارتكاب بعض الأخطاء التي تمس المعاني بالدرجة الولى.
كما أن المقام يفرض كذلك طرح سؤال وجيه و هو : هل الشخص ثنائي اللغة بالمعنى الذي بيناه أعلاه يحمل بالضرورة ثقافتين اثنتين؟هذا حسب طبيعة اللغتين المتعلمتين:هل بينهما تعارض و بعد و صراع(قد يكون سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا...)أم بينهما تجاذب و تناغم و توافق...كما ان الطفل الحامل لهذه الثنائية هل يستطيع مجارات ثقافة اللغة الثانية بكل دقائقها و تنوعها و جديدها ام أن تعلمه لهذه اللغة يبقى حبيس بيئته اللغوية الأولى و محيطه؟ذلك إن الانفتاح على اللغة الثانية قد لا يستوجب بالضرورة الانفتاح على ثقافتها ما دامت هناك بعض العوارض و المعيقات المانعة أو المحبطة و المرتبطة بالشخص نفسه :فتعلم اللغة شيء و الانفتاح على الثقافة شيء آخر،فهو رهين الاهتمام و القراءة و المتابعة و...و هي أبعاد تواصلية ينبغي الاقتناع بها و بما قد تجلبه من تنوع و نماء و تجديد...
كما لا نغفل أهمية البرامج المعدة لهذا الغرض ،و التي تمكن الطفل تجاوز كل العقبات و تمكنه من كسب رهان الحديث و تعلم لغة ثانية ،و التي يمكن أن نراها من وجهة ثانية:ذلك إن بعض المناطق من العالم يكون أبناؤها متميزون عن باقي أبناء المنطقة بكسبهم للغة ثانية لأسباب قد تكون القرب من مناطق تتحدث بتلك اللغة أو أسباب سياسية و غيرها.كما هو الأمر في شمال المغرب الذي يتكلم أبناؤه اللغة الاسبانية خصوصا في منطقة الناظور و الحسيمة و طنجة و أصيلة و العرائش على الرغم من سيطرة الفرنسية على أغلب ربوع المملكة لغة ثانية.و قد أصبح يعد لتعليم اللغة الثانية برامج قوية من قبيل برامج الاغماس:(حيث تم إدماج الاغماس لدى أغلب التلاميذ الذين يشكلون أقليات لتعزيز تعليم اللغة الثانية(مثل الانجلوفونيين في منطقة الكيبيك)،و لدعم اللغة و إحياءها(تم استخدام الاغماس لتعزيز الكتلانية بين الأطفال متحدثي الاسبانية في إسبانيا)،و كذا استعماله حتى في اللغة القوية لتيسير تعليم الانجليزية-الوسيط(مثل متكلمي الكانتونيز في هونكونغ).
فلماذا لم يتم حتى اليوم تطبيق هذا البرنامج في المغرب لدعم الاسبانية و نشرها في كل مناطق المملكة؟
ج- الازدواجية اللغوية
هي المزاوجة بين الفصحى و العامية ،و هو سلوك نلاحظه و نطبقه في حياتنا اليومية دون أن نشعر بما قد يحدق بنا من مخاطر تحوم حول لغتنا العربية التي أصبح تعلمها يستعصي على الأطفال و لا يؤدي إلى نتائج مفرحة.فالازدواجية اللغوية تعبير عن تبسيط و تخفيض و...للغة المعيار،و هي في الوقت نفسه رابط قوي بين الانسان و المجتمع الذي يحيا فيه و يعيش متنقلا بين مختلف محطاته.و يصعب إذا ما أردنا اقتلاع العامية من مجتمعاتنا أن نوفر لعشائرنا منطقا لغويا حميميا و معبرا مثيلا للعامية.فهذا ما نشعر به،و نتمنى أن يختفي من مجتمعاتنا كي نمنح للعربية فرصا أكبر لتسطع من جديد كما كانت في القديم.و هو أمر محير أن تجد المتعلم أو المثقف...لا يستطيع تفتيت جذور العامية من كلامه ،و تجده يزاوج بينها و بين الفصحى في كلامه و تفسيراته الأكاديمية و تدريسه و أمام اللجان العلمية المتخصصة و في المجمعات و الدوائر و مكاتب التنسيق...بل و حتى في كثير من الكتابات تجد بعض الخبراء من يضع بين قوسين كلاما توضيحيا من العامية لكلمة أو عبارة.فهل يصعب تجاوز العامية إلى هذا الحد؟
إن أمر العامية قد يسهل التغلب عليه إذا توفرت الارادة و الظروف الملاءمة و تحفيز المتعلمين على استخدام العربية في كثير من المحطات:في القسم و الادارة و الاداعة...إلا أنه في المغرب كما في دول أخرى مجاورة تتزاوج العامية مع الأمازيغية في مرحلة مبكرة لدى الطفل مما يضعف من إمكانية تفصيح العربية و النهوض بها كي تصبح لغة الولادة الوحيدة.و هذا راجع إلى مختلف البرامج المعدة في هذا الصدد ،و المرتبطة بالتعليم و التعلم،حيث إمكانية بعث الفصحى.و من هذه البرامج برنامج الانغماس المبكر:و هو برنامج يهدف إلى الانغماس في تعلم اللغة الثانية في سن مبكرة من أجل تجاوز كثير من معيقات التمركزات اللغوية الغير مقبولة كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة الكبيك الكندية التي يتحدث أبناؤها الفرنسية و هم غير(راضين على نتائج تعلم أبنائهم للفرنسية،اللغة الثانية،بالطرق التقليدية.لذا لجأوا إلى برنامج الانغماس،الذي يهدف إلى استغلال قدرات الأطفال على تعلم اللغات،و انفتاحهم و إقبالهم غير المتعمد الذي يماثل جو اكتساب اللغة الأولى،دون أن يعيق نموهم في مجالات أخرى.فيتعلم الأطفال اللغة الفرنسية و يلجأون إلى التخاطب بها في المدرسة ،ثم يوظفون اللغة الانجليزية في البيت.و قد أعطت هذه التجربة النتائج المرجوة لوجود الحافز القوي ،و الاستعدادات النفسية و الانفتاح المعهود في هذه المرحلة،رغم ما وجه إليها من انتقاد)أبحاث لسانية؛المجلد4؛1999؛ص.30.و قد تابع كاتب مقالة :اكتساب اللغة العربية و التعلم اللغوي المتعدد :(و يمكن تعميم هذه التقنية على تعليم اللغة العربية لتجاوز مشكل الازدواجية في سن مبكر،و تلافي الاضطراب الذي يحدث في بيئة التعلم نتيجة التردد بين العامية و الفصيحة،في برامج التعليم،و عند المعلم أو المتعلم.و يمكن هذا التصور أيضا من تجاوز مشكل التزايد في حصص تدريس اللغة،علاوة على إمكان توظيف الوقت الموفر في تعلم لغات و مهارات أخرى)م.ن.؛ص.30-31.
د- التعدد اللغوي
إذا كان التعدد اللغوي تعبيرا عن امتلاك الانسان أو المتكلم بشكل عام لأنظمة لغوية متعددة،فهل يعتبر مقدرة ذاتية خاصة على استخدام لغات متعددة،أم انه سلوك عادي يمكن لأي شخص أن يتصف به لمجرد حفظه لمقاطع لغوية متنوعة و فهمه لكيفية استخدامها مثل السائح أو المتجول الذي يجوب بلدان ذات ألسنة مختلفة و هو يحاول أن يأنس بتلك المقاطع من أجل التواصل و متابعة الطريق بسلم و أمان؟أم أن الامر يسير و هو استطاعة المتكلم قراءة كتابات متنوعة لأنظمة لغوية مختلفة...
لقد برهن فيفاس جيمس كوك أستاذ اللسانيات التطبيقية في جامعة بيوكاستل بالمملكة المتحدة منذ التسعينيات من القرن الماضي أن معظم المتكلمين المتصفين بالتعدد اللغوي يهوون بين أقصى التعاريف و أقلها.فهو يدعو هؤلاء بأصحاب القدرة المتعددة من خلال مقاربته عن اكتساب اللغة الثانية،حيث القدرة المتعددة هي(التعرف على لغتين اثنين في ذهن واحد)
و منذ الستينيات برز رائد التوليديين نوام تشومسكي ببرنامجه الذي دعاه بجهاز اكتساب اللغة(و هو مفهوم عن القدرة الذهنية الحدسية التي تسمح للطفل اكتساب و انتاج اللغة).و هو بهذا قد دافع عن أطروحة امتلاك الرضيع لجهاز فطري أو ملكة فطرية تمكنه من اكتساب اللغة بسهولة و يسرمتى و أينما وجد.مادامت هذه الملكة تحتوي على على برمجة جد معقدة تستجيب لاستقبال أية لغة كانت أو كثير من اللغات.و قد سمى هذه الامكانية فيما بعد بالكليات اللغوية و هو طرح دافع عنه مفرقا بين ما أسماه بالنحو الخاص و النحو الكلي.إلى جانب نظام البرامترات و المبادئ الذي يدخل ضمن البرنامج العام للنحو التوليدي(ينظر لمزيد من التفصيل الملحق الثقافي من أقلام الغد؛العدد 27؛ الاتجاه اللساني الأمريكي:النظرية التوليدية نموذجا).
فما هي إشكالات التعدد اللغوي الحقيقية و فوائده:هل تلك التي تجعلنا ننجرف مع هذه الطروحات المفاهيمية فنرجح جانبا على آخر، أم أن هذه الطروحات مجرد بوادر قيمية لما يمكن أن يدر من نفع على المجتمع و يحرره من ظلمة الانغلاق،و يدفعه إلى التنوع،و الحوار...
القيم الاجتماعية و الثقافية للتعدد اللغوي
الحديث عن القيم هو حديث صعب لأن البعض قد يظن أن المجتمع الاسلامي مجتمع له قيمه الخاصة ،و غير محتاج بأي حال من الأحوال إلى قيم الغير.إلا ان الأمر يتغير وفق منظومة القيم نفسها حينما يتعلق الأمر باللغة،لأنها المفتاح الذي يجعلنا نطلع على تجارب الغير و معتقداتهم و طبائعهم و بالتالي التعرف على قيمهم و مبادئهم من خلال إبداعاتهم في مجالات متعددة.و قديما قيل:تعلم لغة الغير خير من جهلها،لنها تمنحنا التقة و الأمان و بالتالي التعرف على الطرف الآخر و ما يحمل في جعبته من أفكار و قيم.فالذي له لغة واحدة إنسان بسيط قد لا يدرك التنوع او قيمة التنوع البشري الذي خلقه الله تعالى لحكمة ارتضاها.فقد كان بالامكان خلق بيولوجية بشرية واحدة عوض بيولوجيات متنوعة و مختلفة،و لكنها إرادة الله العليم الخبير الذي أحكم كل شيء خلقه بعناية ولطف فسبحان الله الوهاب.
ففي بحث لكوك عن آثار اللغة الثانية في الاولى أكد الباحث أن(الذي يحمل و يعرف أكثر من لغة له فكر مختلف عن الذي يعرف لغة واحدة،لأن الذي يعرف لغتين تتغير طريقة استعماله للغته الأولى و كذا طريقة تفكيره).
فمجرد امتلاك لغة أخرى تبدأ بوادر التغيير تطرأ على المالك سواء على مستوى الاستعمال :استعماله للغته الأم، أو طريقة تفكيره:لأن من شأن كثرة الأنظمة اللغوية أن تهبه قدرات إضافية ،و تبلور رؤيته للأشياء و تزيينه لها.و هذه إحدى القيم الهامة التي يستشعرها الانسان متعدد اللغة :قيمة التميز.على أن هناك قيما أخرى نعرضها على النحو التالي:
1- التعدد اللغوي و التنوع الثقافي
تعتبر اللغة ناقلة للمعرفة في كل العصور و الازمنة:فكم من علوم تم التعرف عليها عن طريق الترجمة فأفادت الأمم أفرادا و جماعات،وكم من الشؤون تم قضاؤها عن طريق المعرفة الحقة للغة الغير فأبلت البلاء الحسن،و كم من تجارب الغير قوبلت بالرضى و الانبهار فأدت ما عليها دون ضرر او مس بالقيم،و كم من افادة قوت عقول الناس و قلوبهم و كثيرا من شؤون حياتهم تم استقبالها من مجتمعات لسنية مختلفة...إنه حقل من التجارب،و رياض من الزهور،و علامات متنوعة من القيم و الطاقات و الألوان...فالمجتمعات لا تحيا و لا يمكنها أن تستمر في حياة هادئة و مثمرة دونما استقبال اشارات التنوع الثقافي الزاهية من الغير،و أن هذا لن يجدي نفعا طالما لم نتعرف على ثقافتنا و هويتنا و أنفسنا كما يجب.فهذه سوزان بليس قد انجزت بحثا مستفيضا سنة 2008 تحدثت فيه عن الهوية و التنوع الثقافي ،حيث كان مناسبة لابراز أهداف هذا الطرح الذي يرمي إلى أمور ثلاثة:أ- فهم الذات ،و ب- فهم ثقافة الذات، و ج- فهم الانفتاح على ثقافة الغير:(إن فهم و تقييم أنفسنا هي أول خطوة نحو تقييم الآخر،إذا تكون لذينا معنى إيجابيا عن الذات ،فإن هذا يسمح لنا أن نكون أكثر انفتاحا و مقبولية للتنوع.و عن طريق استكشاف هويتنا الخاصة و تنوعنا الثقافي ،فإن الطلبة يتعلمون كيف يتصلون بهويتهم الثقافية و إرثهم مع هوية و إرث الخرين في مختلف الأوقات و الأماكن)
كما ان ندوة اليونيسكو قد اتخذت موقفا منذ بداية القرن الحالي ،أكدت فيه في المادة 1 من الاعلان الكلي الذي يخص التنوع الثقافي أن (التنوع الثقافي ضروري للبشرية مثل التنوع البيولوجي فهو ضروري للطبيعة)
زد على هذا ما قد يسببه الانغلاق على لغة واحدة من تدمير للذات و الهوية و اللغة ،هذه الأخيرة قد تعرف بعض الاخفاق من خلال بحث نفذه دفيد كريسطال أستاذ اللسانيات بجامعة وولز بانكور الذي اقترح أنه( في الوقت الراهن يتم موت أو إخفاق لغة واحدة في المتوسط كل أسبوعين.مشيرا إلى أنه إذا ما استمر موت اللغات بهذه الوتيرة فإنه يتوقع موت 90% من اللغات المتحدث بها حاليا في أفق 2100.)
فكل هذه الافادات تصب في قالب واحد و تتفق على موقف مماثل و تدعو إلى طريق لا مفر منه و هو خلق فضاء ملاءم و مناسب للتنوع الثقافي داخل المجتمعات،نكون من خلاله قد فهمنا ذواتنا و تعرفنا على هوياتنا و أغلقنا باب تدمير لغاتنا و تأكدنا أن لا محالة من إقرار هذا التنوع الثقافي لأنه يشكل بالنسبة لنا أرضية خصبة لحياة حقيقية نتنفسها و نتوق إليها.و يكفي هنا أن ننبه إلى أن هذا التنوع قد لا يجدي في مجتمعات ما زال مثقفوها و أغلب باحثيها يفكرون في توفير لقمة العيش اليومية و يعانون من التهميش و فرض الذات...و ما زالت هذه المجتمعات نفسها تعاني من نقص كبير على مستويات عدة :صناعية و تكنولوجية و تجارية و اقتصادية و سياسية...مما لا يسمح بهذا التنوع الذي يبقى حلما يتسلقه المثقف و الحرفي و التاجر...
2- التعدد اللغوي و بناء مجتمعات منفتحة و متواصلة
تعتبر اللغة الرابط الذي يتم عبره خرق كل الحواجز كيفما كانت و متى وجدت،و هي بتعبير ويسكيربير اللساني الألماني :( الرابط الذي يتوسط تأثير العالم الخارجي على العالم الفطري الداخلي للانسان) ، حيث حاول الباحث البرهنة على أن المجتمع الذي يتحدث أفراده لغات مختلفة يمكنه إدراك العالم الخارجي بطرق مختلفة.
من هنا تتضح رؤية بناء المجتمعات و فرضية انفتاحها وفق مفهوم تواصلي دقيق،يفيد تلك المجتمعات و يبعث فيها امل بناء مستقبلها و محيطها و أفراد عشيرتها.و كل ذلك من خلال ما يستوطن من تعدد لغوي باعتباره اللبنة الحقيقية و الأولى نحو هذا البناء و الانفتاح على السواء.
فكثير من المجتمعات التي عانت الظلم و القهر و الاستبداد...استفاقت على منظومة التعدد اللغوي خيارا وحيدا من أجل بناء مجتمعها بناء رصينا.لنأخذ على سبيل المثال اليابان التي انطلقت في تحديث بلادها منذ فترة الاصلاح الميجي بين سنوات (1868-1911)،و منذ ذلك التاريخ بدا العمل بجد و مثابرة و استمرارية بكل تفاني.حيث كانت نظرة اليابانيين جد متطلعة نحو مستقبل أفضل على جميع الأصعدة:سياسيا و اقتصاديا و صناعيا و لغويا كذلك ،حيث أسهم برنامج تحديث اليابان فيما خصه المسؤولون من نقل لغات المجتمع إلى التوحيد و انفتاحها على لغات أخرى:(إن تاريخ تحديث اليابان هو تاريخ تغيير لغوي.فتوحيد الصيغة الللغوية الأدبية و العامية(تواين 1991)،و تأسيس لغة معيار موحدة(سنادا 1987)،و انتشار اللغة الوطنية(كوكيغو) في ربوع اليابان،و فيما بعد الاستعمار(لي 1996)،فهذه كلها مظاهر أو سمات الصعود نحو التحديث في اليابان.كما أن إصلاح اللغة و تطبيق التعليم الالزامي يعتبران مقياسين فعليين و مكملين،و ليس للاحلال محل البنيات العمودية للتواصل في الغالب في المجتمع الاقطاعي عن طريق بنيات أفقية أكثر تلاؤما لمطلب التصنيع و خلق جمهور وطني)
و تعد اليابان اليوم من الدول الكبرى و المتقدمة على جميع الأصعدة رغم بنية تضاريسها المتقلبة و كثرة البراكين و الزلازل التي تجتاحها.كل ذلك بفضل سياستها اللغوية الناجحة و خلق فرص كثيرة نحو تعدد لغوي راق.و اليوم نشاهد الياباني يتحدث لغات متعددة رغم صعوبة لغته :اليابانية و الانجليزية و الاسبانية و العربية...
كما أن الصين التي تجتاح العالم برمته :أسواقه و معارضه و مهرجاناته...استطاعت أن تتأقلم مع كثير من الثقافات و السياسات و المجتمعات بفعل انفتاحها على لغات أخرى،و فهمها لثقافات الغير و حضارته و نهجه...مع الاحتفاظ بهويتها و قيمها التي مافتئت تنشرها.
و في أوروبا و هي خير دليل على اتحاد هذه القارة و تفاهم كثير من دولها و تكسيرهم جل الحواجز التي تقف حجر عثراء أمام تقدمها و ازدهارها،و هي في كل ذلك كانت تحث الدول على نهج سياسة التعدد اللغوي باعتبارها السبيل الوحيد لمحو كل العقبات الزمنية و المكانية و التي لا سبيل لتجاوزها من فرض تنوع لساني يسيح في كل أرجاء القارة العجوز.ففي كلمة له بمناسبة إطلاق منبر للمجتمع المدني من أجل تعزيز التعدد اللغوي ،تحدث ليونارد أوربان عن(استعداد كثير من الجمعيات بتطبيق سياسة التعدد اللغوي في حقول التعليم و الثقافة و الاعلام.كما أنني أريد أن أتحدث اليوم عن الفوائد و تحديات التنوع اللساني في أوروبا...و حول الارتباط الهامبين التعدد اللغوي و الحوار بين الثقافات و التعاون بين المجتمعات مع التأكيد عن مدى المساعدة التي تقدمها لنا المهارات اللغوية للتغلب على مختلف التغييرات الزمنية التي نعيش فيها)
لقد كان الهدف هو خلق مجتمعات مستدامة على اعتبار أن التعدد اللغوي أضحى خيارا لا رجعة فيه لحل مشكل الحوار بين الثقافات.فالاشكال ليس فيما نتلقاه من ثقافات أو ما يفد علينا منها ،فقد كانت تصلناهذه الثقافات فيما مضى عن طريق الترجمة من المستشرقين،و لكننا أصبحنا بفعل الثنائية اللغوية نترجم لأنفسنا و نتفاعل مع ثقافات غيرنا بلغاتهم.إلا ان الاقتصار على لغة واحدة قد يجعلنا دائما نلجأ لمن يترجم لنا و ينقل لنا ثقافات غيرنا من الأمم التي تتحدث بغير الفرنسية بالنسبة لمنطقة المغرب العربي،مما يفوت علينا فرصا أخرى نحو الانجذاب و الانفتاح و التأقلم و ...فكان لزاما علينا من أجل فك هذه العزلة الانفتاح أكثر على لغات أخرى لنقل ثقافة مبدعيها بأنفسنا دون احتياج لأطراف استشراقية أو مثيلاتها ممن يشتغلون على هذه الشاكلة.
إن قراءة النصوص بلغة مبدعيها تجعلنا على مستوى التلقي مجددين و مبتكرين و مكتشفين خبايا تلك النصوص و جمالياتها الكامنة وراءها،و فهم ابعاد جديدة و دواخل قد لا تكون حتى في حسبان من أنجز و كتب و أبدع.و كل ذلك لن يتحقق سوى باللغة الأصلية.و هو الامر الذي اقتنع به من أراد الاطلاع أو تفسير آيات القرآن الكريم ممن ليسوا من أهله و لا هم متعلمين للغته.فقد حصلت قناعة لدى هؤلاء ؛بعدما حاولوا الالتجاء إلى الترجمة و الاجتهاد في ترجمة معاني القرآن الكريم؛أن هذا الكتاب المقدس لا يمكن فهم أغواره و الوقوف على أسراره و التبحر في معانيه ،بل و فهم الاسلام دينا و معاملة و نهجا و مقصدا سوى بتعلم العربية:و هذه سياسة كثير من دول العالم اليوم من الناطقين بغير العربية فتح شعب في جامعاتهم للغة العربية و بعث وفود من الشباب لمراكز مخصوصة إلى دول عربية قصد تعلم العربية من جذورها.
نود ان نشير في آخر هذه الورقة إلى ان التعدد اللغوي لم يعد سياسة تعليمية تنهجها المجتمعات و الدول من أجل خلق تنوع ثقافي و حوار بين الثقافات ،و إنما تجاوز ذلك إلى مجالات أخرى تخدمه و تسهم في تنميته:من ذلك على سبيل المثال لا الحصر وسائل الاعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة و التي تعمل على تقوية طريق التعدد و تنميته بخلق فضاءات للحوار و التعبير و الاكتشاف و المسائلة...
فما ينبغي أن نقتنع به هو أن تعلم اللغات حقيقة من الحقائق لا ينبغي تجاهلها.ففي دول أوروبية إذا أراد الشاب تعلم مهنة يدوية عليه أن يتعلم لغة غير لغته الأم.أما في سياستهم التعليمية فيقحمون بتراتبية و منطق مدروس تعليم اللغات للأطفال،و في سن مبكرة حتى يدرك الطفل و يميز بين لغته الأم و اللغة الرسمية للتعليم و اللغة الأجنبية الأولى أو الثانية.
إن موضوع التعدد اللغوي موضوع شائك و متنوع يحتاج إلى طرق كثير من المجالات المعرفية المرتبطة به من أجل الوقوف على أهدافه و سبل تطبيقه داخل المجتمعات من قبيل:اللسانيات ،و علم النفس اللغوي ،و اللسانيات الاجتماعية ،و علوم التربية ، و ديداكتيك اللغات...حتى ندرك الكيفية التي يتم بها الربط بين تعليم و تعلم اللغات و مدى الاستفادة من تعدد لغوي في مجالات متعددة تجلب التوازن و الانفتاح و الابتكار...
هبه بريس
|
|
|
|
|