|
|
|
|

لبنان: فشل اللغة العربية في معضلة البيان
نبيه البرجي
جلسة من الغروب وحتى منتصف الليل، اللغة العربية التي فيها حلول الدنيا والآخرة أخفقت في اجتراح الحل للبيان الوزاري في لبنان، اختلف الفريقان على «أل» التعريف.
«مقاومة» أم «المقاومة»؟ هذا كل ما في الأمر، فيما الأزمات بما فيها أزمة الماء وازمة النازحين، تخنق الجمهورية.
وكان على أحد الوزراء ان يقول ساخراً «إننا بدونا في الجلسة لننطق بالعربية ونفكر بالهيروغليفية»، استُبقيت الجلسة الماراثونية مفتوحة، بدا فيها تمام سلام البطل، كادوا يتوسلون إليه بأن يبقى ولا يستقيل، لان الفريقين لا يريدان للحكومة ان تفكك، ولابد من العثور على حل. سلام أمهلهم 24 ساعة، إذا اتفقوا هو الرابح. وإذا فشلوا فقد يربح أيضاً، ليس فقط لانه سيبقى الى ما شاء الله «دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال»، وإنما لانه عكس بمعاناته معاناة اللبنانيين. تكتظ دارة آل سلام بالناس من كل الفئات، الزعامة عادت على طبق من الذهب.
كلمات ماجدة الرومي
قبيل الجلسة تبلورت صيغة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مفادها: «انطلاقاً من مسؤولية الدولة في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامته، تؤكد الحكومة على واجبها وسعيها لتحرير باقي الأراضي المحتلة بشتى الوسائل المشروعة والمتاحة، ومع التأكيد أن المقاومة هي تعبير صادق عن حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والمطامع الاسرائيلية والتمسك بحقه في مياهه ونفطه}.
قوى 14 آذار لم توافق على كلمة «المقاومة»، ولم تنجح «كلمات» ماجدة الرومي «كلمات ليست كالكلمات» التي نصح بري سلام بأن يحملها الى الجلسة ما دامت القصة كلمات بكلمات، مجرد تمرير للكلمات، لكن مجرد تعطيل قنبلة الاستقالة أبقى شيئاً من التفاؤل وأفيد باتصالات جرت مع الرئيس سعد الحريري من اجل ان تكون الكلمات في مهرجان البيال في قلب بيروت، بمناسبة الذكرى التاسعة لانطلاق حركة 14 آذار هادئة، ولا تؤدي إلى تفجير الحكومة.
القبس
|
|
|
|
|
|