|
|
|
|
اللغة العربية بين أيدي المتلاعبين
في الوقت الذي يجري فيه الاستعداد لعقد المؤتمرالثمانين لمجمع اللغة العربية في القاهرة والذي يحضره خيرة اللغويين والمفكرين العرب وغيرهم من مختلف بلدان العالم الإسلامي، وفي الوقت الذي اختارالمسؤولون عن هذا المؤتمرأن يكون موضوعه الرئيس هو التعريب، وفي الوقت الذي تحاول فيه بعض الدول العربية أن تتصدى للهجمات المباشرة وغيرالمباشرة على اللغة العربية إما من خلال تغليب الدوارج عليها أومن خلال إحلال اللغات الأجنبية محلها، فتقوم هذه الدول بسن قوانين رائدة رادعة تعاقب كل من سولت له نفسه الاستهانة بلغة الضاد، كما فعلت الأردن بإصدارها قانونا في هذا الصدد، نجد في المغرب من يتلاعب باللغة العربية وأبناء هذا الوطن من خلال الدعوة إلى التلهيج تارة ومزيد التمكين للفرنكفونية تارة أخرى، ضاربين عرض الحائط بكل النصوص الدستورية المؤكدة على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة المغربية، وأن رعايتها والاعتناء بشأنها واجب وطني بل ديني مادام الإسلام دين الدولة ومادامت لغة القرآن الكريم والحديث الشريف هي العربية.
وفي الوقت الذي يتهافت فيه مستلبوالفرنكفونية وخدام الاستعمارالجديد على فرض الفرنسية على أبنائنا فرضا، ودون مراعاة لأصولنا وهويتنا وخصوصيتنا، نجد فرنسا نفسها قد سنت قانونا يجرم كل من ينتهك اللغة الفرنسية بأن يستعمل غيرها من اللغات في الأعمال الإدارية والتعليمية والرسمية لأن لفرنسا غيرة على لغتها ولأن علماء اللغة فيها والساسة معا متبصرون بخطورة الارتهان للغة أجنبية غيراللغة الوطنية.
نعم، فرنسا لاتريد أن يستعمرها أحد، وإن استعمرت هي بثقافتها ولغتها بلدانا أخرى.
ونحن فينا من يخدم أهدافها ولايفقه في معنى التبعية والاستقلال شيئا.
هؤلاء يريدون لهذا الوطن أن يكون نسخة مشوهة لتجارب تعليمية أجنبية، ومرتعا لرطانات فرنكفونية، وعربة تجرها قاطرة استحواذية إلى خارج التاريخ. لأن من لم يحافظ على لغته الوطنية سيكون عاجلا أوآجلا خارج التاريخ.
وأن نكون خارج التاريخ ... ذلك حلم القوى الاستعمارية المعادية للإسلام والعروبة.
العَلم
|
|
|
|
|
|