|
|
|
|

الدجوي بمؤتمر التعريب: مجمع اللغة العربية من أهم المؤسسات في العالم
شيماء عبد الواحد
أكد الدكتور وائل الدجوى، وزير التعليم العالى، إِنَّ مَجْمَعَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِالْقَاهِرَة، لَيْسَ فَقَطْ أَكَادِيمِيَّةً عِلْمِيَّةً مَرْمُوقَة، مُتَخَصِّصَةً فِي عُلُومِ اللغةِ العربيةِ وآدابِها، وَإِنَّمَا هُوَ أَيْضًا، وَكَمَا نَلْمَسُ وَنُعَايِشُ حَرَكَتَهُ وَتَأْثِيرَهُ فِي حَيَاتِنَا الْعِلْمِيَّة، وَاحِدَةٌ مِنْ أَهَمِّ الْمُؤَسَّسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ الَّتِي يَنْطَلِقُ إِشْعَاعُهَا مِنْ مِصْر، مُجَاوِزًا حُدُودَ الْجُغْرَافيا، إِلَى أُفُقٍ أَرْحَبَ يَضُمُّ كُلَّ الْمُتَحَدِّثِينَ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكُلَّ مُحِبِّيهَا حَوْلَ الْعَالَمِ.
وأعرب الدجوى، في كلمة خلال افْتِتَاحَ فَعالياتِ الدَّوْرَةِ الثمانين، لِمُؤْتَمَرِ مَجْمَعِ اللغةِ العربيةِ بالقاهرة، الَّتِي تَنْتَظِمُ هَذا العامَ تحتَ عُنوان: "التَّعْرِيب"، وَيَتِمُّ خِلالَهَا عَلَى مَدَارِ أُسْبُوعَيْن، إدَارَةُ نِقَاشَاتٍ وتَقْدِيمُ أُطْرُوحَاتٍ بِشَأْنِ قَضِيَّةِ التَّعْرِيب، بالإضَافَةِ إلى النَّظَرِ فِيمَا أَنْجَزَهُ الْمَجْمَعُ مِنْ أعمالٍ لُغَوِيَّةٍ وَعِلْمِيَّة، وَمَا يُعْرَضُ عَلَيْهِ مِنْ بُحُوثٍ وَمُقْتَرَحَات.
وأشار الدجوى أن أهمية المؤتمرِ تزداد هذا العام، بالنَّظَرِ إلى مَوْضُوعِهِ الأساسيّ، الذي يُعَالِجُ قَضِيَّةَ التَّعْرِيب، التي تَحْتَاجُ إلى مُضَاعَفَةِ جُهُودِ الأساتذةِ والعُلَمَاءِ والخُبَرَاء، وُصُولًا إلى أُسْلُوبٍ جديدٍ للتعاطي مَعَهَا، بِمَا يُنَاسِبُ رُوحَ العَصْر، ويُوَاكِبُ مَا وَصَلَتْ إلَيْهِ الثَّوَرَاتُ العِلْمِيَّةُ والتِّقْنِيَّةُ المُتَلاحِقَةُ فِي العَالَم.
وقال الدجوى في كلمتة إنَّ العالَمَ اليوم، لَيْسَ فَقَطْ قَرْيَةً صَغِيرَةً تَتَجاوَرُ فِيهَا ثَقَافَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ لِلْحَضَارَةِ الإنسانيَّةِ الواحِدَة.. بَلْ هُوَ، بِحُكْمِ مَا يَشْهَدُهُ مِنْ تَطَوُّرَاتٍ مُثِيرَة، أصبح شبيهًا بشبكة متصلة الأرجاء، يتأثر القاصي فيها بما يصدر عن الداني ويؤثر فيه بشكل فوري.. وأصبح الوصول إلى المعرفة أيًّا كان مصدرها، يتحقق بمجرد ضغطة زر.
وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، تَخْتَلِفُ الأجيالُ الجَديدةُ من أَبْنَائِنَا جِذريًا عَنْ غَيْرِهَا، سَوَاءً مِنْ حَيْثُ تَصَوُّرَاتِهَا عَنِ العالَمِ وَتَفَاعُلِهَا فِيه، أَوْ مِنْ حَيْثُ بِنْيَةِ عُقُولِهَا وَتَنَامِي مَدَارِكِهَا، أَوْ آلياتِ تَوَاصُلِهَا مَعَ الأجْيَالِ الشَّابَّةِ فِي شَتَّى بِقَاعِ الأَرْض.
هَذِهِ التَّرْكِيبَةُ المُخْتَلِفَةُ لأبْنَائِنَا وبَنَاتِنَا مِنَ الشَّبَاب، التي تُمَثِّلُ أكْثَرَ مِنْ نِصْفِ تَعْدَادِ السُّكَّانِ فِي أَغْلَبِ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ والإسلامِيَّة، وَيَنْتَظِمُ عَشَراتُ المَلايِينِ مِنْهُمْ في الجَامعاتِ والمَعاهِدِ والمَدَارِس، هُمُ الذينَ يَتِمُّ تَوْجِيهُ جُهُودِكُمُ إِلَيْهِمْ فِي قَضَايَا اللُّغَة، ويَحْتَاجُ تَكْوِينُهُمُ المُخْتَلِفُ إلى تَعَامُلٍ مُخْتَلِف، عِنْدَ تَنَاوُلِ قَضِيَّةٍ هَامَّةٍ مِثْلِ قَضِيَّةِ التَّعْرِيب.. أُسْلُوبٍ يَجْعَلُ مِنَ التعريبِ وسيلةً للتَّيْسِيرِ وتَحْقِيقِ التَّوَاصُلِ مَعَ كَافَّةِ العُلُومِ والمَعَارِفِ فِي العَالَم، دُونَ أَنْ يُعِيقَ التَّحَرُّكَ بِاتِّجَاهِ التَّعَرُّفِ عَلَى ثَقَافَاتِ الآخَرِينَ وعُلُومِهِمْ، بِلُغَاتِهِمُ الَّتِي جَعَلَ الخَالِقُ – عَزَّ وَجَلَّ - اخْتِلافَهَا إحْدَى آيَاتِهِ فِي الْخَلْق.
وعَلَى صَعِيدٍ آخَر، فَإِنَّ طَرْحَ سُؤَالِ التَّعْرِيبِ فِي هَذَا التَّوْقِيت، يَرْتَبِطُ بِطَرْحِ سُؤَالٍ آخَرَ مُلازِمٍ لَهُ وَلا يَقِلُّ عَنْهُ أَهَمِّيَّة، عَنِ انْتِشَارِ اللغةِ العربيةِ في العالَم، وأَسْبَابِ مَا تُعَانِيهِ هَذِهِ اللغةُ الشَّريفَةُ مِنْ ضَعْفِ التَّأْثِيرِ فِي الْمُنْجَزِ الحَضَارِيِّ الإِنسَانِيّ المُعَاصِر، وَهُوَ مَا يَقُودُنَا إلى سُؤَالٍ أَكْبَر، عَنِ انْحِسَارِ فَاعِلِيَّةِ المُشَارَكَةِ العَرَبِيَّةِ والإسْلامِيَّةِ فِي حَرَكَةِ العُلُومِ والآدابِ والفُنُونِ الَّتِي يَمُرُّ بِهَا الْعَالَم.
البوابة نيوز
|
|
|
|
|
|