للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

اللغة العربية وخصائصها - لغة العلم و الحضارة و الدين

د. نعيمة حسن احمد النجار

تعتبر اللغة العربية لغة حضارة قبل أن تكون لغة للدين الإسلامي، وبظهور الإسلام ارتفعت مكانتها بين لغات العالم، وزاد تأثيرها ووهجها. تقول الكاتبة ( زيغريد هونكة) في كتابها ( شمس العرب تستطع على الغرب)(1) لقد أضحت العربية لغة العلماء، بل لغة الشعوب التي دخلها الإسلام، وكانت لغة العلم وحدها دون منازع، ولم تنازعها تلك المكانة أي لغة أخرى. وجد الباحثون و العلماء العرب في لغتهم المصطلحات المناسبة لتسمية الاختراعات، وعندما لم يجدوها لجأوا إلى تعريب الألفاظ الإغريقية والفارسية والهندية والسريانية، وربما أثروا المُعرب على الأصيل إذا كان أدل على المعنى. ويعود الفضل الأول في حركة الترجمة ونقل الذخائر العلمية التي تركها الإغريق و الفرس، والهنود و السريان إلى العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون، استمرت الحركة العلمية في النمو و الإزدهار، ولم يكتف العرب بما نقلوه عن هذه الشعوب بل أضافوا إلى تلك العلوم ميادين أخرى وأهمها الطب، والكيمياء و الفلك و الرياضيات. وبيّن (جورج سارتون) في كتابه (المدخل إلى تاريخ العلم ) تفوق العربي على غيره في الفترة الواقعة بين منتصف القرن الثامن وأواخر القرن الرابع عشر (2). كان الرباط  القائم بين الدين الجديد واللغة من الأسباب القوية التي جعلت اللغة العربية تتجاوز شبه الجزيرة العربية، باعتبارها الوعاء الذي نقل هذا الدين للعالم بأسره، وباتت اللغة العربية  قادرة على التعبير عن جميع إنجازات العصر المادية و المعنوية. يقول العلامة الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) لقد كانت – ولاتزال- قيادة هذا العالم بجدارة واستحقاق أشرف قيادة و أعظمها و أقواها في تاريخ الزعامة و القيادة، وقد أكرم الله بها العرب لما أخلصوا لهذه الدعوة الإسلامية وتفانوا في سبيلها، فأحبهم الناس في العالم حبا لم يعرف  له نظير، وقلدوهم في كل شيء ، وخضعت للغتهم اللغات، ولثقافتهم الثقافات، ولحضارتهم الحضارات، فكانت لغتهم لغة علم و تأليف في العالم المتمدن من أقصاه إلى أقصاه، وهي اللغة المقدسة الحبيبة التي يؤثرها الناس على لغاتهم التي نشأوا عليها ، ويؤلفون فيها أعظم مؤلفاتهم ، ويتقنونها كأبنائها و أحسن، وينبغ فيها أدباء و مؤلفون يخضع لهم المثقفون في العالم العربي، ويقر بفضلهم و إمامتهم أدباء العرب ونقادهم (3)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- د. إبراهيم مدكور، العربية لغة العلم و التكنولوجيا، مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، عدد 33/ 1974، ص 41
2- د. يوسف عز الدين، الفكر العلمي العربي وحضارة الغرب، مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، عدد67/1990، ص 131.
3- أبو الحسن الندوي، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، ص 420 ، دار الجيل، بيروت 1411ه، 1991م.


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية