للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

كتاب عربي

أ. عبدالواحد محمد عبدالواحد

لعل الهموم  الثقافية العربية  العميقة  والتي يجب أن تطرح اليوم بشكل عملي ويتفق مع روح العصر الالكتروني لها أسبابها المتعددة اليوم ما بين تحديات وما بين أهواء  وبين تردي في الشخصية المعبرة  عن حلما عربيا كبيرا لكن يبقي الكتاب  العربي  مصدر تساؤل وسط كل هذه المتناقضات مبدعا مهما كان حجم العلل التي هي من صنع أطراف تبدو دوما غير واضحة المعالم ؟!
فدور الكتاب العربي ليس دورا ثانويا كما يظن البعض أنه ترف وديكور نزين به مكتباتنا في المدارس والجامعات  والمؤسسات وحجراتنا في بيوتنا  بل هو دورا استيراتيجيا في بناء عقول تستطيع بالفعل أن تكون مبدعة في الشكل والمضمون عبركل الأزمنة وبملامح تؤكد هويتنا العربية وقادرة أن لا تنزلق في هوة التغريب المتعمد للكتاب العربي أحد مفاتيح التقدم والذي يعول عليه بناء أمة قوية تقدر حقها في البقاء عزيزة ذات كبرياء ورسوخ عملي علي أرض الواقع وخاصة في الفيتنا الثالثة التي هي ألفية مختلفة عن كل ألفيات  الأزمنة والقرون السابقة بعدما شاهدنا عبر الفضائيات  كيف تكون السيادة العملية علي الأرض لكل من يملك كتاب خالي من الشيخوخة والعبث بالعقل الذي مصدره كتاب فيه الحقيقة والإبداع بلا أهواء وعلل ومغالطات تاريخية تؤدي دور الكومبارس لا دور البطل بين عقول تنتظر لجظة المخاض لكي تسطر حروفا من نور فالكتاب العربي لابد أن يعود مبدعا كما كان في زمن قوتنا وسيادتنا علي عالم بلغة العلم والإبداع  والقانون  والعدالة ووسط كل تلك التحديات والوسائط الإلكترونية والاقمار الصناعية  والفضائيات وسباقها الخرافي والاحلام التي لم تعد مقصورة علي حلم تقليدي كما كان آباءنا وأجدادنا يآملون من يومهم وغدهم ومستقبلهم ؟
والاهتمام بالكتاب العربي يحب أن يعود عودة عزيزا غاليا  لأنه حصنا للعقل العربي من كل الاهواء القادمة والتي هي أكثر شراسة وتحدي تؤكدها  كل شواهد اللحظات الفارقة البته في عمر تاريخ !
والكتاب العربي ( منتج ) يجب أن يعود بالفائدة علي جيل صغير كما جاء في صدر الدين الإسلامي الوسطي الحنيف بما يؤكد تلك السطور المتواضعة من أهمية دور الكتاب والتعليم في بناء عقل وأمة قوية متحضرة لا تتسول ثقافة غيرها التي هي حتما مختلفة ولا تتفق مع  شخصيتنا العربية وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا في كثيرا وكثيرا منها عن تجربة وتجارب ؟
ونستشهد مع حضراتكم القراء الأعزاء  بما يؤكد دور الكتاب والتعليم في الإسلام  فعندما جاء الدين الإسلامي  ليملأ الكون نورا وعلما وحكمة وإبداعا وليصبح  التعليم حقا من الحقوق المنصوص عليها في آيات القرآن الكريم وأحاديث الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام وهذا الحق يستشف من قول الحق سبحانه وتعالي ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) والمقصود بعملية التربية والإعداد والرعاية وتعليم محاسن الأخلاق في مرحلة الطفولة  علي اعتبار أن عملية التربية في هذه المرحلة مسئولية الوالدين  ومن قول الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام ( من علم ولدا له القرآن قلده الله قلادة يعجب بها الأولون والآخرون يوم القيامة )  كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( وأني لهؤلاء الآباء أن يعلموا أبنائهم القرآن دون تعليمهم القراءة والكتابة وقواعد اللغة وأحكام التلاوة ) إذا التعلم لابد أن يكون قائما علي المعرفة والكتاب قبل القرآن كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام  لأن دور الكتاب العربي ( منتج ) يعول عليه بناء عقل وأمة  ولا نترك عقول أبناءنا للاهواء  التي هي بكل تأكيد ليست في صالح أمتنا العربية وبالتالي نجد الكتاب العربي  مهملا لا وجود له علي الأرض بيننا وبين عالم لابد أن نتعامل معه شئنا أم أبينا فالعالم اليوم قرية صغيرة  والكتاب العربي أيضا خير استثمار حقيقي لعقل به تفتح كل الأبواب المغلقة ؟
فعندما نبحث في سيرة عالم من علوم الفضاء او التكنولوجيا او البرمجيات الخ نجده في الأصل قارئا بأمتياز مع مرتبة الشرف لكثيرا من الكتب التي شكلت عقله ووجدانه وجعلته في صدارة وطن بل عالم يقدر عقله وعمله ويضعه في الصفوف الأولي ليكون قدوة لجيل وأجيال يعول عليها استكمال نهضة عصر ووطن ؟
وقد رأي المسلمون قديما أن تنمية القوة الحافظة هدف من أهداف التربية فأهتموا عن وعي وحكمة وإبداع بحفظ القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة ونصوص الأدب والولع بالأمثال والحكم والموروثات القديمة التي تفتح الباب أمام العقل الإسلامي لكي يكون مبدعا ومبتكرا  لا تقليديا متسولا لثقافة الآخر ؟
ولعل أول جامع بني في مصر هو جامع ( عمرو بن العاص ) خير شاهد  علي ذلك فقد ظل هذا المسجد ينمو حتي صار مركزا للثقافة وميدانا للتعليم  حيث كان به أكثر من أربعين حقلة دراسية للتعليم ثم اسس بعد ذلك  ( أحمد بن طولون ) مسجده بالقطائع سنة 265 هجرية وفي سنة 360 هجرية أسس ( جوهر الصقلي ) الجامع الأزهر الذي صار في مقدمة الجامعات الإسلامية فالجامع كان دوره في نشر الثقافة والمعرفة ومد العقل بالإبداع فاعلا وهام في النهوض بالأمة الإسلامية بل العالم قبل أن يعرف العالم صناعة ( الكتاب ) الذي هو أهم محورا من محاور التقدم الإنساني والمجتمعات فبدون الكتاب لا عقل يستطيع آن يآمل في غده حرية وحلم يتجدد مع كل ساعات الليل والنهار ؟
وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه ( كنت يتيما فدفعت بي أمي إلي الكتاب ( بديلا لعصر المدارس والكتاب اليوم ) ولما ختمت القرآن دخلت المسجد لطلب العلم والتوسع في الثقافة الدينية ) الثقافة بكل أركانها التي تشكل عقلا عربيا مبدعا يحفظ دور أمته في مواجهة كل التحديات التي لا يمكن أن نظن إنها بمعزل عنا جميعا  رحم الله الإمام الشافعي .
ومن اقوال عباس محمود عباس العقاد المعروفة عن الكتاب ودوره في صناعة الأمم (لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة، ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني(
ويقول العقاد أيضا (يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك، ولكني أقول: بل انتفع بما تقرأ(
ويقول عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عن الكتاب والعلم ما ينبغي أن نضعه أمام القارئ العربي اليوم وكل يوم لأنه هو المحرك الحقيقي لنهضة وطن .
(ان الجامعة تتألف من طالب حر أستاذ حر محبة المعرفة لا تفترق عن الايمان)

(أكثر الناس تزدهيهم الأماني، ويعبث بعقولهم الاغراء، فاذا هم من صرعى الغرور(
(هذه هي الحياة أنك تتنازل عن متعك الواحدة بعد الأخرى حتى لا يبقي منها شيء وعندئذ تعلم أنه قد حان وقت الرحيل(
(اياك و الرضى عن نفسك فانه يضطرك الى الخمول، واياك والعجب فانه يورطك في الحمق، واياك والغرور فانه يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها الا عليك(
ومن أقول الشاعر الكبير نزار قباني ملهم الحب وكل قصائد وطن مازالت عذراء في عالم الثقافة والإبداع عالم الكتاب العربي الذي نآمل أن يكون جسرا من لغة فيها الصدق والضمير العربي خاليا من كل استعارات الزيف والبحث عن امرأة عجوز لا تقدم غير حجاب وبخور ودمية هزلية في كل المناسبات والأوقات بل في كل  الاعوام كآنها هي محور كل كتاب عربي ؟
ومع نزار قباني نعيش بين سطور كتابه وكتابنا العربي (والشعر .. ماذا سيبقى من اصالته؟ اذا تولاه نصاب .. ومداح وكيف نكتب ؟ والاقفال في فمنا وكل ثانية, ياتيك سفاح:
فى شرقنا العربى يقرأ الناس بآذانهم. ولذلك تكتسب الكلمة المغناة انتشاراً، وذيوعاً أكثر مما تحققه الكلمات
كل كلامٍ عندهم, مُحرمٌ
كل كتابٍ عندهم, مصلوب
فكيف يستوعب ما نكتبه؟
من يقرأ الحروف بالمقلوب
يا سيِّدتي:

أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..

ووردةُ كلِّ الحرياتْ.

يكفي أن أتهجى إسمَكِ..

حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

وفرعون الكلماتْ..

يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..
(ومن رحم كتاب عربي كنا نبحث معا عن إبداعنا بعض من ابداعنا الحقيقي  وسط عالم مفتوح والفية ثالثة الكترونية بكل المقايس الفية ثالثة غير كل الالفيات بلغة واحدة لكنها عميقة ومتهورة وعنيدة وقريبة منا جميعا في البيت والشارع ووسائل الإعلام المختلفة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والمعبد والاسواق وكل مؤسسات وطن وعالم مفتوح بدون تأشيرة سفر  فنحتاج فيه لكل نساء ورجال وشباب واطفال زمن  يكتبون لنا  بلا خوف ولا تكون جريمتهم إنهم كانوا القلب والعقل معا  كانوا الفجر بلا زيف فالجريمة الحقيقية أن لا نكتب عن علم بل نكتب عن وهم يصنعه فينا كل محتال وكأنه  الحلم  والكتاب الذهبي وهو السراب ؟!


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية