للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أَمَا آنَ الأَوانُ لتأسيس مَجْمَع اللغة العربية الموريتانيّ ؟

أ. إسَلمُو ولد سيدي أحمد

تبذل مجامع اللغة العربية، في الوطن العربيّ، جُهودا محمودة في مجال حماية اللغة العربية، وتنميتها، وتطويرها، والحرص على سلامة المُتداوَل منها. وتتمثل هذه الجهود – بصفة خاصّة – في صناعة المعاجم اللغوية، وإعداد البحوث التي تُعْنَى بالقضايا اللغوية، ووضع المصطلحات العلمية واللغوية، والتوسّع في تحقيق التّراث العربيّ، وغير ذلك من الأنشطة الفكرية والثقافية .
واتّفقتْ المجامع، في سنة 1971م، على تأسيس اتّحاد، تعمل تحت قبته، ممّا يساعدها على المزيد من التعاون والتنسيق فيما بينها . ووقع الاختيار على القاهرة، لتكون مَقرًّا لهذا الاتحاد. ويعقد الاتحاد اجتماعا سنويا ، على هامش اجتماعات مجمع اللغة العربية بالقاهرة، للاطلاع على ما أُنجِز، في الفترة السابقة، والاتّفاق على برنامج الفترة اللاحقة .
وقد ساهمتْ هذه المجامع، بمستويات متفاوتة، في التصدّي للكثير من التحدّيات التي تواجهها اللغة العربية، وذلك بالتعاون مع المنظمات والجمعيات العربية الناشطة في مجال خدمة اللغة العربية . وفي مقدّمة هذه المؤسّسات، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والأجهزة التابعة لها، وبصفة خاصّة، مكتب تنسيق التعريب بالرباط .
ولا بدّ من التنويه، في هذا المجال، بالدور الذي تقوم به الجمعيات المنتشرة في الأقطار العربية، تحت مسمّيات مختلفة – لا يتّسع المقام لذكرها بالأسماء – من أجل التعريب الشامل، وحماية اللغة العربية، والدفاع عنها، والعمل على استعمالها في التدريس والإدارة والإعلام، وفي جميع المرافق الحيوية. دون أن أنسى الجهود الخيِّرة التي يبذلها الغَيُورُون، من أبناء الأمّة، لتحقيق الأهداف المشار إليها.غير أنّ المسؤولية الملقاة على العرب اليوم، للدفاع عن لغتهم – لغة القرآن الكريم – لا يمكن أن يتحمّلها وينوء بثقلها، إلّا مؤسّسات قوية، تتوفّر على الأموال اللازمة، والعناصر البشرية ذات المهارات اللغوية.
والمُلاحَظ أنّ موريتانيا، ذات التاريخ المجيد ، والحاضر المُشرِق، والمستقبَل الواعِد، والثقل اللغويّ والتراثيّ، هي الوحيدة من بين دول اتحاد المغرب العربيّ، التي لم تبدأ – حَسَبَ عِلمي – في اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتأسيس مجمعها اللغويّ، في الوقت الذي توجَد فيه مجامع للغة العربية – بمسمّيات مختلفة – في كلٍّ من : تونس، الجزائر، ليبيا والمغرب. مع ملاحظة أنّ " أكاديمية محمد السادس للغة العربية " لم تُجسَّد بعدُ على أرض الواقع، على الرُّغم من أنّ الظهير الشريف – بمثابة قانون- المؤسِّس لها صَدَرَ منذ  سنة : 2003م، على ما أعتقد .
ثمّ إنّ موريتانيا من الدول القلائل، على مستوى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، التي لم تقرّر بَعْدُ اتّخاذ مبادرة في هذا الاتّجاه. حيِث توجَد مجامع للغة العربية – بمُسمّيات مختلفة - في كُلٍّ من: مصر، سورية، العراق، السودان، الأردن، فلسطين، لبنان...
ومن الأعمال المهمة التي أنجزتْها مجامع اللغة العربية، والأعمال التي ما زالت في طور الإنجاز، إصدار بعض المعاجم، وضع العديد من المصطلحات، ترجمة كتب مختلفة ومقررات علمية تُدرّس في الجامعات، إصدار العديد من القرارات والتوصيات الخاصة باللغة العربية، تفعيل الإجراءات الخاصّة بإعداد " معجم ألفاظ الحضارة " وتوزيع موادّه بين بعض من أعضاء المجامع ، من أجل الإسراع في إنجازه، حيثُ إنّ  تنفيذ هذا النوع من المشروعات الضخمة يحتاج إلى جهد مشترك.
ومن إنجازات هذه المجامع كذلك – على سبيل المثال لا الحصر – التجربة التي قام بها مجمع اللغة العربية الأردنيّ، المتمثلة في إعداد " معجم ألفاظ الحياة العامّة " الذي يتضمّن الألفاظ العامة المستعملة في الأردن. وسيساعد هذا المعجم على جرد الكلمات العربية الموجودة في " العامّية " وتصويب المحرَّف منها، بإرجاعها إلى أصولها السليمة، وإدخال هذا المضمون اللغويّ الحيويّ في المعجمات العربية الحديثة. وهي محاولة جادّة وعملية لتفصيح العامّية ، وفي ذلك نوع من إضفاء الحيوية على اللغة العربية، بجعلها تنزل إلى الشارع وتشيع في  لغة التخاطب في الحياة اليومية للمواطن العربيّ.
وحبّذا لو قامت موريتانيا بتأسيس مجمع للغة العربية، يكون من بين مشروعاته وبرامجه، إعداد معجم للألفاظ العامة المستعملة في بلادنا، يساعد على تفصيح " الحَسَّانِية "، وإدخال السليم منها في المعجمات العربية الحديثة. وذلك على غرار تجربة المجمع الأردنيّ، المشار إليها آنفًا.
أرجو من القائمين على الشأن الوطنيّ ، ومن المعنيين والمهتمين بخدمة اللغة العربية، أن يعتنوا بهذا الموضوع البالغ الأهمية، وطنيا وعربيا وإسلاميا ودوليا.
فقد آنَ الأوانُ لتأسيس مجمع اللغة العربية الموريتانيّ، ليأخذ مكانه بين المجامع العلمية واللغوية العربية، ويشارك فيما يُبذل من جهود في المجالات المذكورة.
إنّ وجود مجمع لغويّ موريتانيّ بين هذه المجامع، يشبه – إلى حدّ كبير – وجود علمنا الوطنيّ بين أعلام الدول العربية. ونحن حريصون على أن يظلّ علمنا يرفرف خفاقا، في الأماكن التي نريد أن نثبت فيها وجودنا. ولابدّ من إثبات وجودنا العلميّ والفكريّ والثقافيّ، من خلال وجود مؤسّسات موريتانية بين نظيراتها العربية.


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية