|
|
خريجو الإعلام الجدد بلا أدوات ينقصهم إتقان العربية والإلمام بالتكنولوجيا الحديثة
السيد الطنطاوي
شدد كتاب وإعلاميون على أن التدريب والتأهيل لخريجي كليات الإعلام بات أمرا مهما في الوقت الحاضر، مؤكدين أن أدوات الصحفي الجديد وخاصة خريجي كليات الإعلام تنقصها اتقان اللغة العربية، والمعرفة الواسعة بالوسائل التكنولوجية الحديثة والمتضمنة «وسائل التواصل الاجتماعي» والاستعانة بها في عمل الصحفي.
الدكتور عماد جاد الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية بالأهرام أوضح أن المجالات والتخصصات التي يجب ان يدرسها الطالب في كليات الإعلام لابد وأن تضم تاريخ المهنة ونماذج للشخصيات الصحفية والإعلامية المعروفة والتي لها تاريخ مشرف في المهنة، مشيرا إلى أن على الصحفي المبتدئ أن يكون لديه حصيلة لا بأس بها في المعلومات العامة، وحصيلة إعلامية من قراءاته الحرة، ولا يعتمد فقط على ما يدرسه في الكلية، لأن الكلية والجامعة تعطي أمورا عامة، لا يتم العمل بها إلا من خلال الصحفي نفسه أو المؤسسة التي يعمل بها.
إتقان العربية
وقال جاد إن نسبة كبيرة من المحررين أو الصحفيين الجدد وخريجي كليات الإعلام ينقصهم اتقان اللغة العربية والأخطاء كثيرة يعرفها ويطلع عليها الصحفي «الديسك» او سكرتارية التحرير، داعيا إلى الاهتمام من جانب الكليات والجامعات والمؤسسات الصحفية بتأهيل الصحفيين خاصة في جانب اللغة العربية وآدابها، والتاريخ والعلاقات الدولية، والنظم السياسية على غرار السابقين من الصحفيين والإعلاميين، مع الـ«كورسات» والدورات التدريبية المتنوعة.
ولفت الدكتور عماد جاد إلى أن على الصحفي أن يرتقي بقدراته وبمعلوماته وأن يكون على اطلاع مستمر ليكون في مصاف الإعلاميين المتميزين.
وقال إن «الديسك» في أي صحيفة يضم الصحفيين أصحاب الخبرة والمعرفة، ودوره في الصحافة العربية مهم في الوقت الراهن على عكس الصحف الغربية، التي يلم محررها بكل شيء من كتابة الموضوع إلى تصحيحه ومراجعته وتنفيذه على الصفحة.
وأكد أن الصحفي في العالم العربي أو أي مكان هو ابن البيئة التي يعيش فيها، ومن ثم فالبيئة تشكل وعيه واتجاهاته وانحيازاته أو موضوعيته في تناول الأحداث، وقال إن الصحفي لا يكون موضوعيا إلا إذا كانت البيئة التي يعيش فيها موضوعية.
مساقات عملية
ويقول محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد إن الدارس في كليات الإعلام خلال سنوات دراسته في كليته أو جامعته لابد وأن يكون ضمن مساقات دراسته الجوانب العملية، والتركيز بجانب المواد النظرية على المهارات الإعلامية العملية في جميع جوانبها، مشيرا إلى أن كثير من الكليات والجامعات تعتني بالدراسة النظرية على حساب الجوانب العملية.
وأضاف أن المؤسسات الإعلامية وخاصة الصحف مطالبة بدور أكبر في التأهيل والتدريب للصحفيين الجدد من المواطنين بشكل منظم، ومع فترة التدريب يستلم راتبه من المؤسسة التي يتدرب فيها، وعلى المؤسسة الصحفية أن تخصص ميزانية معينة للتدريب والتأهيل للصحفيين المواطنين.
وأكد الحمادي أنه من غير المنطقي أن يستمر الوضع على شكله القديم، وإنما لابد من العمل على جذب المواطنين للعمل في المجال الصحفي والإعلامي، في ظل توجه الشباب نحو وسائل التواصل الاجتماعي والشغف الكبير بهذه الوسائل، ومنهم من يعتبر صحفيا مؤهلا للقيام بدور في الصحف المحلية، ولكن ببعض من التوجيه والتأهيل والتدريب.
إعلام حديث
من جهته قال الدكتور عبد الله العوضي رئيس قسم وجهات نظر بصحيفة الاتحاد إن على كليات الإعلام في الوطن العربي أن تواكب تطورات الإعلام الحديث، وأن يكون لديها «كورسات» تدريبية على فنون الإعلام والاهتمام بالجانب العملي، وأن تتزامن الدراسة النظرية مع الجوانب العملية، حتى يتم تأهيل الطالب «الصحفي» تأهيلا متكاملا وليس بشكل نظري فقط.
وأضاف الدكتور العوضي أن طالب الإعلام إذا لم يكن لديه فكرة عن وسائل التواصل الاجتماعي فستكون معلوماته ناقصة إذا أراد أن يقوم بإعداد تحقيق أو إجراء استطلاع او تقرير، لأن كثيرا من الشخصيات والمسؤولين لديهم حسابات على «الفيس بوك» و«تويتر» وجزء كبير من أخبارهم موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وعلى الصحفي أن يكون على اطلاع ودراية بهذه المواقع والأخبار المنشورة عليها.
وقال إن التدريب الميداني يجب ان يتغلب على الجوانب النظرية للطالب في كلية الإعلام، وأن يكون هناك تعاون وتنسيق بين هذه الكليات والمؤسسات الصحفية، لتأهيل صحفيين على مستوى عال من المهنية والمعرفة، ويمكن من خلال التعاون العمل على تدريب الصحفيين تدريبا منظما وعلميا، وهذا لا يتم إلا بالتنسيق الكبير والتعاون لإيجاد برامج تدريبية عالية المستوى في الصحف والمؤسسات الإعلامية.
البيان
|
|
|
|
|