للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

صُنّاع بُشرة خير متهمون بالإساءة للغة العربية

حسام مصطفى إبراهيم

لا تزال ردود الفعل تتواصل، حول الأغنية الوطنية "بشرة خير"، التي غنّاها مؤخرًا الفنان الإماراتي حسين الجسمي، من كلمات الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر.

وبعد اتهام هاني شاكر للأغنية بأنها مسروقة اللحن، وأساءت للشعب المصري بأكمله، بإظهاره وكأنه يعيش في "كباريه" كبير، هذه المرة "بشرة خير" متهمة بالإساءة للغة العربية!

فعبر موقع التواصل الاجتماعي، هاجمت صفحة "اكتب صح ArabicIsMyLanguage" المهتمة بتصحيح الأخطاء الشائعة، والتي تحظى بـنحو 16 ألف معجب، الأغنيةَ، متهمة إياها بإفساد اللغة العربية، بسبب كتابة اسم الأغنية بشكل خاطئء.

يقول مدير الصفحة:

(بُشرى وبَشَرة

في كليب حسين الجسمي الأخير، وبعيدًا عن توجّهه الفني أو السياسي، طالعنا اسمه هكذا "بُشرة خير"، وهو الاسم الذي انتقل إلى المواقع الإلكترونية والجرائد والمجلات بنصّه، دون تمحيصه، أو اكتشاف الخطأ الموجود به!

فالبَشَرَة: هي الطبقة الخارجية من الجلد، أو ظاهر الجلد. والجمع: بَشَر.

في حين أن ما كان يقصده صنّاع العمل بالتأكيد: بُشرى.

والبُشرى: هي النبأ السار. وما يُبشَّر به.

يقول تعالى: "وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ"، و"بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ".

وعليه، كان يجب أن يكون اسم الأغنية "بُشرى خير". لكن صنّاع العمل طبعا انشغلوا بكل التفاصيل العظيمة الخاصة به، فلم ينتبهوا لهذا الأمر الذي يحسبونه تافهًا، وأحسبه عظيمًا، لما "للميديا" من انتشار وسُلطة على الناس، وقدرة على تشكيل وعيهم، فكم من شاب وفتاة الآن سوف تنطبع كلمة "بشرة" في أذهانهم بهذا الشكل، ويستخدمونها لا إراديا في حياتهم؟

نفس الأمر مع اللافتات التي تُحاصرنا في الشوارع بلغتها الركيكة وإملائها الخاطئ، فتتسرّب إلى اللاوعي، وتستقر هناك، لتوجّهنا فيما بعد!

وفي حال الاحتجاج بكون الكلمة عامية، فإن العامية لها أيضًا قواعدها، وفيها نحاول الاقتراب من شكل الكلمة الفصيحة قدر الإمكان، وإلا لأصبح لكل منا عاميّته الخاصة، ما يفقدنا في النهاية القدرة على فهم أحدنا الآخر، ويدمر الهدف الأساسي من اللغة، وهو التواصل.

ولعلّنا في هذا المقام يمكن أن نتذكّر تجربة سيد الرواية العربية نجيب محفوظ، الذي أنطق شخوص رواياته من الأميين والجهلة والباعة والبسطاء والعاهرات والسكارى بلغة عربية فصيحة وأنيقة وجزلة، ولم يرفع شعار "العامية"، بزعم أن الناس العاديين لا يتحدّثون إلا بها!)

وقد تفاعل العديد من المتابعين مع هذا المنشور، وشاركوه مع أصدقائهم، وفي حين حاول البعض تبرير الأمر بأن كلمة "بشرة" عامية، وتكتب كما تُنطق، دافع البعض الآخر عن وجهة نظر مدير الصفحة، وقالوا إن الكلمة كان يمكن أن تكتب بشكل صحيح إملائيًا، ثم تُنطق كيفما اتفق. أما اعتماد هذا الشكل العجيب في رسمها، فسيدفع الآلاف لتقليده، متصورين أنه صحيح ولا غبار عليه!

gn4me

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية