للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الضعف النحوي عند أبنائنا

د. عائشة صالح بابصيل

إنَ المتصفح لكتابات أبنائنا يلحظ الضعف الذي أصيبوا به ، فلا يستطيع الواحد منهم أن يكتب مقالا صحيحة لغته ، قوية عبارته ، فاللهجة تسابق الفصحى في أسلوبه ، والعامية تزاحمها ، والملهيات لأبنائنا تبعدهم عن العودة إلى مظان لغتهم ؛ لينهلوا منها .
     وقد تعددت الدراسات حول أسباب الضعف النحوي عند ابنائنا ، وخلصت معظمها إلى أن أسباب الضعف تعود إلى الطالب ، وإلى العملية التعليمية ، وإلى المجتمع المحيط . وسوف نركز الحديث هنا في الأسباب المتصلة بالعملية التعليمية ، حيث يمكن تصنيفها على النحو الآتي :
-    ما يتصل بعلم النحو :
   إن تعدد الأحكام النحوية ، وكثرة الخلافات حول المسألة  الواحدة من أهم الأسباب التي تجعل الطالب يعزف عن دراسة النحو ، يضاف إلى ذلك كثرة الأوجه الإعرابية والمصطلحات التي تزيد العبء على الطالب بحفظها مما لا يرى فائدة فيه .
   كذلك فإن الدرس النحوي يركز على المبنى دون الالتفات إلى المعنى ، فصار النحو قواعد مجردة ، مبنية على ظاهر التركيب دون اهتمام بالمعنى ؛ مما زاد جفاء القواعد النحوية ، فبدا عند الدارس جسدا بلا روح .
 
-    ما يتصل بمقررات النحو وطرق تدريسها :
   لا تقوم دراسة القواعد النحوية من خلال النصوص الأدبية ، إنما تدرس من واقع امثلة متفرقة ، لا رابط بينها في المعنى ، ومن ثَم يعجز الطالب عن تطبيق هذه القواعد النحوية في نص من روائع البيان العربي
   يضاف على ذلك ، قلة التطبيقات التي تتاح للمعلم أو الأستاذ الجامعي وللطلاب ؛ لكثرة الموضوعات المقررة في مرحلة دراسية معينة ، مع عدم اففادة من تقنيات التعليم ، ومن مصادر التعلم الحديثة إلا نادرا ، والاقتصار في تدريس النحو على الطريقة الاستقرائية ، أو الطريقة القياسية ؛ مما جعل الطلاب ينفرون من لغتهم .
   إن الطريقة الأمثل في تعليم اللغة تكون بدراسة نصوص اللغة ذاتها ؛ ليكون الطالب قادرا على تقويم ما يكتبه ، وما يقوله ، وما يقرؤه دون حاجة إلى من يرشده في ذلك.


-    مايتصل بمعلم اللغة العربية :
   من المعلوم أن كثيرا ممن امتهن مهنة " معلم اللغة العربية " لم يكن راغبا في ذلك، حيث إن مجموعه التراكمي ، أو ظروفه الاجتماعية ، أو غير ذلك من المبررات تجبر الطالب على اختيار تخصص " اللغة العربية " ، دون رغبة منه ، وكما قيل : " فاقد الشيء لا يعطيه " .
   وقد يكون المعلم ذا كفاءة علمية تؤهله لتدريس اللغة العربية ، ولكنه ينسى احيانا المستوى الفصيح للغة ، ويعمد إلى استخدام العامية في مناقشاته مع طلابه ، مما يرسخ على المدى البعيد عند الطلاب ان الفصحى لغة الكتاب ، لا لغة الحياة .
  أيضا، وقوف المعلم عند أعتاب الزمن الماضي ، وعدم استفادته من وسائل التقنية الحديثة في تيسير مادته العلمية ، وفي تحبيب طلابه بلغتهم ، وتشويقهم لتعلمها والغبحار في البحث عن مكنوناتها .
 
-    ما يتصل بمعلمي التخصصات الأخرى :
   قد يتصرف معلمو المواد الأخرى بما يسيء  إلى اللغى ، وقواعدها حينما لا يطبقون قواعد اللغة – تحدثا وكتابة – وقد يكون ذلك استخفافا منهم ، أو لاعتمادهم على أن ذلك من مهمات معلم اللغة العربية ، هذا الأمر الذي يؤكد لدى الطلاب صعوبة العربية ، وضرورة انحصارها في حصص اللغة العربية .

    كل ذلك ساعد على ضعف ابنائنا في النحو ، وجعل الواحد منهم – مع انشغاله بما حوله من وسائل الترفيه- لا يقبل بحماس على تعلم لغته الفصحى ، وهو يرى العامية تتداول على الألسنة بسهولة ويسر ، محققة التواصل المنشود بين الأفراد والجماعات.   


 

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية