|
|
|
|

الجزيرة تطلق موقعاً لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
دوحة - الحسن أيت بيهي
إحتفالا بالذكرى السابعة لانطلاقتها، أعلن الدكتور مصطفى سواق المدير العام بالوكالة لشبكة الجزيرة يوم الجمعة الماضي خلال الكلمة التي ألقاها بحفل الذكرى عن إطلاق موقع «الجزيرة نت» لموقع جديد يهتم بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وكذا المهتمين بهذا المجال .
ويأتي تدشين هذا الموقع في إطار رؤية شبكة الجزيرة الإعلامية الراغبة في تنويع خدماتها المقدمة من خلال مؤسساتها وقنواتها، خاصة أن موقع «تعليم اللغة العربية» يعد خدمة إعلامية عربية الانتماء عالمية التوجه تطمح إلى أن تكون جسرا بين الشعوب والثقافات، كما أنه مخصص للبالغين من غير الناطقين بالعربية ويستخدم ما تنشره شبكة الجزيرة وتبثه من مواد وما هو متوفر من آليات تكنولوجية حديثة في إطار تربوي تتنوع فيه أنواع العرض لتلامس رغبات أوسع جمهور ممكن، فضلا عن السعي إلى الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية التفاعلية عبر واجهتين إحداهما بالعربية والإنجليزية، والثانية بالعربية والفرنسية، كما يحتوي الموقع على أنشطة تربوية صممت خصيصا له وأنتجها مدرسون وشركات عالمية وعربية متخصصة في المجال التعليمي والتربوي عبر الإنترنت.
وينطلق الموقع في معظم محتواه التعليمي مما تنتجه شبكة الجزيرة الإعلامية من مواد مقروءة أو مسموعة أو مرئية، حيث يستهدف أصحاب المستويات المبتدئة والمتوسطة في التعامل مع اللغة العربية، كما يعطي الأولوية للبالغين.
وتتمثل النشاطات التعليمية للموقع الجديد في الأساس من نشاطات يومية خفيفة ونشاطات أسبوعية أكثر عمقا، وذلك بهدف تقريب المعاني العربية، علما أن جل الاهتمامات تنصب على تعليم المفردات اللغوية وتعويد المتصفح على التراكيب العربية.
وفضلا عن ذلك، يقدم الموقع مجموعة من النشاطات الأسبوعية التي تنطوي على طموح تربوي أكبر يتجلى في إضافة قواعد نحوية، علما أن كل نشاطات الموقع التعليمية مصحوبة بتمارين تفاعلية تصحح بشكل تلقائي، أما بالنسبة للتمارين الشفهية والكتابية فقد تم إدخال وسيلة تصحيح إضافية مبتكرة تتيح للمتعلم فرصة نشر منتجه أو بالأحرى عرضه على مجتمع الموقع ليقوم بتصحيحه، مما يتيح لمستخدمي الموقع الفرصة للتعليق على المحتوى وتصحيح ما يمكن المتعلم من تطوير منهجه وما أنتجه من تقارير شفهية أو كتابية، علما أن الموقع يختلف في طريقة تدريسه للغة العربية عن الطرق التعليمية التقليدية، حيث يتيح للمتصفح اختيار نشاطاته التعليمية بكل حرية كما تساعده أيقونة مستويات الصعوبة المرتبة من 1 إلى 6 على اختيار ما يناسبه. ويسعى الموقع أيضا إلى إشراك المتعلم في نشاطات يومية ذات مغزى تكميلي لمشواره التعليمي الذي يتابعه في أحد مراكز تعليم اللغة أو في إحدى الجامعات على سبيل المثال، كما يقدم الموقع خدمات كثيرة، الغرض منها جعل عملية دراسة النصوص وأشرطة الفيديو أمرا سهلا وميسورا، علما أن الموقع يقدم أيضا من خلال النصوص التي يقوم بعرضها نسختين واحدة مشكلة والثانية من دون تشكيل من أجل مساعدة المتعلم على فهم القواعد النحوية وقراءة النصوص بشكل صحيح.
ومعلوم أن هذا الموقع تتم إدارته من طرف موقع «الجزيرة نت» الذي قام بإعداد وتطوير كفاءة فريق من الإعلاميين للإشراف عليه والتفاعل اليومي مع المستفيدين من خدماته وكذا القيام بعملية التحديثات اليومية، حيث يقود هذا الفريق الزميل الإعلامي منير الجالودي مدير موقع «تعليم اللغة العربية» الذي أكد في لقاء له مع «العرب» أمس بخصوص إنشاء هذا الموقع إلى أنه يأتي استجابة لحاجة ملحة من أجل الإسهام في نشر اللغة العربية خاصة في ظل طغيان لغات أخرى خاصة الإنجليزية حتى في الدول العربية، كما أن ما شجع «الجزيرة نت» على إنشائه هو الطلبات التي ما فتئت تتلقاها من طرف غير الناطقين باللغة العربية ومن دول إسلامية تطلب استعمال المحتوى الإعلامي لموقع «الجزيرة نت» لأغراض تعلم اللغة العربية، مما أوحى بفكرة إنشاء هذا الموقع الذي استغرق الإعداد له أزيد من سنتين، خاصة أن مرحلة العصف الفكري لإنشائه استغرقت نصف هذا الوقت تم خلالها الاطلاع على تجارب مماثلة، حيث تم التوصل إلى أن بعض المؤسسات الإعلامية تستعمل مواقعها لتعليم لغاتها مثل موقع «بي بي سي» الذي يخصص حيزا لتعليم اللغة الإنجليزية وموقع «الدوتشي فيليه» الذي يعلم الألمانية وكذا موقع «تي في 5» الخاص بالفرنسية. وأشار الجالودي إلى أن إنشاء الموقع لا يتناقض ورسالة الجزيرة الإعلامية خاصة أنه يدخل ضمن رسالة الشبكة إلى العالم وهو ما تم الاقتناع به من طرف اللجنة التي تم تشكيلها لتشرع في وضع قواعد وأسس الموقع والتي تختلف عن باقي مواقع تعليم اللغات الأخرى والتي تكتفي بوضع كتب أو مواد لتعليم اللغة دون الآليات التفاعلية التي تمكن المستفيدين من التحاور المباشر مع المشرفين على الموقع وهو ما يتفرد به موقع تعليم اللغة العربية الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي، مضيفا أن قوة الموقع تمكن في كونه يلجأ إلى توظيف منتجات الجزيرة من نصوص وفيديوهات وصور وتسجيلات وهي من الأدوات الأساسية التي تشكل محل جذب للزوار والراغبين في تعلم العربية.
وبخصوص طريقة التواصل مع المتعلمين، قال منير الجالودي: إنه يتم وضع نصوص في الموقع وإتاحتها أمام المتعلمين فضلا عن وجود مجموعات يتم التواصل معها خاصة أن الأساس هو الاستجابة لرغباتهم ووضع بعض المواد التي يقع الطلب عليها وكذا بعض الكتب من أجل الاستفادة منها وكذا الاستفادة من خبرات بعض المتعاونين التربويين لإعطاء زخم أكبر لما يقدمه الموقع من خدمات تعليمية مجانية ويمكن الولوج إليها على مدار الساعة.
وأشار منير الجالودي إلى أن موقع تعليم اللغة العربية وخلال يوم واحد ونصف من افتتاحه الرسمي في الأول من نوفمبر الحالي زاره 31500 شخص من مختلف أنحاء العالم حسب ما تم رصده من طرف «الجزيرة نت»، كما تم رصد عودة %15 من زواره السابقين لمعاودة الزيارة، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يكون هناك إقبال كبير من طرف الراغبين في تعلم اللغة العربية على الموقع سواء من داخل منطقة الخليج أو من باقي قارات العالم، خاصة أن هناك طفرة في عدد الراغبين في تعلم العربية سواء من المسلمين من غير الناطقين بها والراغبين في تعلم لغة القرآن الكريم أو من غير المسلمين والذين يرغبون في التوفر على أداة لغوية جديدة، مضيفا أنه ومنذ افتتاح الموقع تم التواصل مع مجموعة من المؤسسات المهتمة بتعليم العربية، ليؤكد في النهاية أنه تم الانطلاق من خلال توفير أداتين لتعليم الفرنسية من خلال النسخة العربية- الإنجليزية والعربية – الفرنسية، على أن يتم لاحقا إطلاق نسخ بلغات عالمية أخرى مثل الإسبانية والصينية واليابانية للانفتاح على عدد أكبر من الجمهور، خاصة أن البرامج والتطبيقات التي تم وضعها في الموقع تتفوق على الكثير من مواقع اللغة ويشكل إضافة للجزيرة التي تتفاعل مع كل ما يهم الإنسان أينما كان، فضلا عن أنه سيتم الحرص خلال الفترة القادمة على إضافة كل جديد للموقع من أجل كسب الرهان الذي تم وضعه منذ البداية والكامن في تحويل موقع «الجزيرة نت» إلى منصة أساسية للراغبين في تعلم اللغة العربية.
العرب
|
|
|
|
|
|