|
|
الجارية الثانية
د. عياد زويرة
أجمعوا على مكانته، وأشادوا بأثره، حتى صار إمام عصره، وواحد دهره. بل قالوا في شأنه : إنه قد برع براعة فاق بها أقرانه، ولم يلحق به أحد ممّن تقدمه، فقد ثقف علما في الحليب ومشتقاته، وألم بشتاته، ثم تحول من ذلك إلى مُدرس؟
إنه ببساطة أحد المهرة، وسمته وصفة ناذرة، إنه كما علمته يبذل الجهد في شرح أفكاره، ويُشرق ويُغرب لأجل بسط بيانه، ولكنْ.. مع ذلك لا تستطيع أن تستبين كلامه، ولا أنْ يعلق بخلدك شيء مما قاله. فقد يستعين بيديه، وتقاسيم وجهه بين الحين،بل قد يبلغ به الأمر مرات أن يُؤدي لك الفكرة حراكا كما ارتسمت على مخيلته. ومع ذلك كله تتحمس لأن تصرخ في وجهه بشعر للمتنبي:
وليس يصح في الأفهام شيء*** إذا احتاج النهار إلى دليل
|
|
|
|
|