|
|
الجاريـــــــة السادسة
د. عياد زويرة
لمْ يكنْ شيئا مذكورا لولا حرصه... وبيعه المروءة والكرامة بال ثمن، فقد كان يلهث، ومع كل مرة كان يلهث، يستأنس لبعض الوقت بحمقه، فيعود له نشاطه، ويروح يُتمتم: كيف أصل ؟ فقد مكث أياما يتردد على الباب، ولبث خلالها زمنا يُفكر، حتى انتهى إلى فمه العظم النخر.
كان يوما انتابه فيه فرح شديد، فراح يفترش - الحين بعد الحين- الرقاب لمنصبه الجديد. فتكاد لا تراه إلا عابسا، وإلا صارخا متصرخا، لو لقيته يومئذ وهو يتسلى بعظمه، لما شعرت بإنسانيته، بل بدا لك خطبه وحراكه أشبه ما يكون بثعلب حقير.
وقرّت عين الحمق بالعظم النتن، وطفقت تتحسسه بشراسة ونهم، إلى أنْ انتُزعَته بغتة، فلم تجد له أثرة ؟
" فقل لمُجي معالي الأمور ** بغير اجتهاد رجوت المحالا "
|
|
|
|
|