|
|
الجاريـــــــة الثامنة
د. عياد زويرة
يتحدى نفسه ليظهر بسمت الرجال، وما ذاك إلا لأنه يعلم أنه في نظر الآخر، خفيف الوزن، قليل الفهم، وافر الاعتراض بلا أدنى علم.
قد بلغ منْ شقوته أنه يذهب ذلك المذهب حتى مع أقرب المقربين، مع صاحب الفضل والنعمة عليه، والده الأسنُ، يأخذ منْ كلامه ويرد، وينسف ما فيه ويتمرد .
إن عينه لشديدة الحرص على الغوص، ليس تفرسا، ولا فضولا، وإنما لحاجة في نفس " يعقوبة ؟ أذكر أنه كلما جالسه أحد صار يتفرج على صناعته العنكبوتية، ويُنصت إلى كلماته الثعلبية. ولما تشعر به العين الصغيرة، وتعلم أنه لا فائدة لها من صيدها اليوم، تستبدل مشهدها التافه بآخر مثله، وهكذا دواليك عينها في تلون، تبتسم وما ابتسمت، وتُظهر التأسف والأسى، وما تأست وما تأسفت.
|
|
|
|
|