|
|
اللاعب
أ. ناجي السنباطي
كنت انتظره مع المنتظرين معركة رهيبة كانت لكن عبد الدايم صديقى فيما بعد استطاع ان يحشر الملك فى لعبة صفق لها جميع الحاضرين لم يستطع معها عبد السميع سويدة أشهر لاعب شطرنج فى الاسكندرية الا ان يصفق له هو ألاخر ثم طلب (النادل ) قائلا له "اغرقنا بالمشروبات المختلفة وعلى حسابى "ثم أخرج منديله ليجفف عرقه ثم استأذن فى الانصراف ومعه جمهرة من اصدقائه
اقتربت من عبد الدايم كنت مازلت صغيرا ولكننى تغلبت على خوفى وخجلى وبادرته كانت معركة رهيبة !! لقد شاهدها الجميع وانا منهم الجميع ياسيدى حولك معه وضدك عيونهم والسنتهم تعلن الحياد وسيوفهم معدة لذبحك عيونهم تظهر الوداعة واعماقها تكشف الاتجاه
رد عبد الدايم قائلا لايهمك !! حينما تدلهم ألامور لايهمك !! الثقة فى النفس العامل ألاول انت يابنى ثقتك بنفك ارادتك كالصلب لاينثنى ولاينحنى
شجعتنى كلماته قلت له :أتسمح لى بأن تلاعبنى ؟! قال بابتسامة حانية ليس لدى أى اعتراض شكرته قائلا اعتقدت أنك لن توافق فأنت ألاستاذ وأنا تلميذ تلميذ تلميذك أجاب ولم لا؟! ولم لا ألاعبك على ألاقل لآشجعك قلت له لقد هزمت منذ قليل عملاقا من عمالقة اللعبة ولاعب لايشق له غبار مشهور مشهود له بالكفاءة قال ان غلب الكبير ماأتى الا بعد مشوار طويل لاعبت خلاله الجميع وبكل مستوايتهم عرفتهم ودرست خصائصهم وطبائعهم وتعلمت ألعابا من صغار لم أجدها لدى الكبار واستفدت منها أيما استفادة ثم أن التواضع أساس الرياضة كل رياضة بكافة أنواعها واللعب مع الكبار يعطى المهارة واللعب مع الصغار يعطى الكبار التواضع والحيوية والرشاقة والمرونة وضرب النموذج القدوة والمثل الطيب كما يعطى للصغار الخبرة من الاحتكاك ومن الممارسة
انظر الى التليفزيون وشاهد المباريات المختلفة التى يعرضها كرة قدم كرة سلة كرة يد ملاكمة مصارعة مصارعة يابانية او كورية او صينية ألعاب قوى ألعاب الدفاع عن النفس سباحة كرة ماء كرة الريشة رفع ألاثقال جمباز سلاح رماية فروسية هوكى تنس اسكواش بولو جولف رجبى بيسبول دراجات شراع سيارات الكثير الكثير من ألالعاب انواع متعددة لايمكن حصرها فكل يوم تنبت لعبة جديدة انظر كل هذا انظر المستويات المختلفة انظر التدريب تأمل اللاعبين والمدربين والاداريين ألم يكن المدرب أوالادارى لاعبا من قبل ثم تراكمت الخبرة لديه ممن سبقوه على طول الزمان ألا يحول كل هذه الخبرات الى لاعبيه من الجيل الجديد
كل هذا يابنى مجمع فى الرياضة خليط من الشباب ومن اصحاب الخبرات خليط من الحيوية ومن الحنكة من التواضع ومن الثقة بالنفس ومن الشموخ ومن الكبرياءومن الفخر الفخر البرىء غير المشوب بالزيف وبالبهتان
مازال حديث لاعبى الكبير ممتدا يقول دعنا من التليفزيون بعروضه الحية والمسجلة انظر الى اللاعبين على الطاولات المختلفة فى المقهى ألعاب النرد والدومينو والشطرنج نفس الاسلوب لكنه التنافس الشريف لاعب مقابل لاعب كبيرا كان ام صغيراويقوم المغلوب بمصافحةالغالب بروح رياضية اصيلة استعرض كل الانشطة التنافسية انظر على البعد اترى صالة الياردو؟!ان الموائد منصوبة وبهاايضا نفس عناصر اى لعبة اللاعب الكبير واللاعب الصغير المحترف والهاوى لكن لايأنف احد منهم فى ملاعبة الاخر فى ملاعبة من هو احق باللعب بل لايأنف فى ملاعبة من هو اصغر منه سنا اوحتى اقل منه خبرة
عندما ينزل الجميع الى الملعب تذوب كافة الفروق والاختلافات ويبقى اللاعبون مجرد نمر متصارعة فى تنافس شريف وشديد الوطأة
قلت له لكن عبد السميع لاعب من نوعية مميزة نموذج خاص ياسيدى رد قائلا احسنت القول يبدو انك تتابع المباريات منذ طويلة حتى تستطيع ان تصل الى هذا الاستنتاج
اجبته منذ كنت تلميذ ابالمدرسة الاعدادية وأنا احضر الى هذا المقهى للمشاهدة وللاستمتاع وللتعلم وملاعبة المبتدئين من أمثالى واذا لاعبت لاعبت لاعبا كبيرا نوعا ما اشعر بالفخر لانه سمح لى أن ألاعبه وأن أجلس أمامه وأن أواجهه وبمرور الوقت وأيام والشهور والسنوات عرفت كل اللاعبين القدامى والجدد وكنت اراك بعين المحب وبانبهار شديد دون أن ترانى كنت اختفى دائما خلف وجوه المتفرجين الكبار والصغار وخلف صفوفهم المتراصة حول الملعب ومن كل جانب وجوههم ترقب وحركاتهم انفعالية وأناملهم كأنها هى التى تلعب وأنا معهم فى كل هذا فرد منهم وان كنت لست فى مثل سنهم كنت نقطة ضوء بينهم بل نقطة صغيرة جدا فى تشكيلهم فى لوحتهم التى ابدعها اللعب واللاعبون وتشكلت لوحتهم او لوحتنا البشرية الحركة المتحركة
كا ن اعجابى بك اكثر من اعجابى بمنافسك عبد السميع كان اعجابى به اعجاب حذر لجفاء طبعه وكبرياءه المويفة دائما أحب البساطة فى ألاشياء والتواضع مع الثقة لاأحب التعالى حتى ولو كان على أساس أو منطق
ابتسم أستاذ اللعبة (عبد الدايم ) قائلا هكذا هو عبد السميع لم تعرفه أنت الا حديثا ولكننى عرفته منذ عمر طويل كنت فى بداية الشباب وكان هو لاعبا مشهورا يتحدث عنه الجميع وغطى وسائل الاعلام نشاطاته ويعرفه القاصى قبل الدانى بينما أنا على الهامش رغم معرفتى بأصول اللعبة معرفة عميقة وأحفظ قواعدها واصولها الخاصة عن ظهر قلب حبى الشديد لها جعلنى اخلص لها من اجل المعرفة كل المعرفة وتمرست عبر العديد من المباريات مع أساتذة كبار الا انه كان الهالة والنور والنار وأنا الظلمة والضباب والماء الذى لايقربه عطشان كنت قد تمكنت من الجميع الا هذا ألإستاذ !! كنت دائما أحاول أن ألاعبه وكان دائما يرفض ويسخر منى ويزجرنى العب بعيدا ياولد أقول له ولد؟! اننى ياسيدى على أبواب التخرج من الجامعة فيرد قائلا ولد!! مالنا والجامعة؟! ولد فى اللعبة ألم يعد لدينا غير ملاعبة الشباب؟! لقد مررت بهذه الفترة أنت ايضا فيجيب وكأشيئا فى صدره لايفصح عنه نعم مررت بها وكان من قبلى اذا قلنا لهم الشباب يقولون الخبرة !! فلما بلغنا من الرجولة مبلغا ومن الخبرة شأنا قالوا الشباب فلما تحيرنا من امرهم فبحثنا ماوراء الكلام وجدنا الابناء قد كبروا (ابناؤهم) !!!ومن ثم اختلفت مقاييسهم حيث أرادوا لآولادهم ان يخلفوهم على عرش اللعبة!! بدون خبرة او موهبة وانما ميزتهم الوحيدة أنهم من نسلهم !!وكفى هذا شرفا لهم فى عرفهم بينما هذا لايكفى للعرش فالعرش ملىء بالمسئوليات ولو كانت وراثة لكان ابن اينشتين عالما ولكان ابن اسحق نيوتن عالما ولكان ابن بيليه لاعب كرة ولكان ابن كل لاعب ناجح لاعبا ناجحا ولكن التاريخ والتجارب علمتنا ان اسوأ اللاعبين هم ابناء المشهورين فى أى لعبة من لعب الحياة بل دائما هم الفاشلون!!
وقد تؤدى بهم ممارسة لعبة من العاب الخطر!! الى الموت !! ولكن رغم ذلك فهم يستمرأون اللعبة ويعيشون فى نشوة ان تكون على العرش ويخشون من ضياع الابهة والسلطان ويغيرون من قواعد اللعبة من اجل كل هذا الهيلمان ولم نعرف احدا غير قواعد اللعبة الا اورد نفسه وزمرته موارد التهلكة
من كل هذا ياهذا فهمنا اللعبة لعبة الحياة وانها صراعات خبيثة ومكائد ومؤمرات فقتل كل هذا البراءة فينا وحملنا بهموم دفينة وغرس فينا حشائش ضارة واشواك مميتة واحقادا وفسادا ماله من حل ومالنا قدرة على تخليص أنفسنا منه خاصة وألانجال يمارسون الان دور البطولة رغم أن الاباء مازالوا على عرش اللعبةولكن الانجال لايقيمون وزنا لهم أولنا او لمحبى اللعبة
يابنى دعنى أحذرك وقد اوضحت لك كل الخفايا لم أدخل فى الحلقة الضيقة من لعبة الحياة عامة او او لعبة الوقووف على حد السيف كما أسميها حيث أنك اما قاتلا او مقتولا وعلى وجه الخصوص هذه اللعبة الا على أجساد الاخرين وهم أيضا مروا بهذه التجربة فهم ليسوا أقل سفالة منى لم ندخل حلقة الصفوة الا بعد صراعات مريرة كانوا يضعون العراقيل أمامى وخلفى وبراءة الاطفال فى اعينهم !!
كانوا يضعون المستحيل لغيرهم ولغير نسلهم وتكلمنى الان عن التواضع وتكلمنى عن البساطة وتكلمنى عن تواصل الاجيال وتكلمنى أن ألاعبك لا لا لا لن ألاعبك !!
لم يرضخ عبد السميع ابدا وقد اوضح ماخاضه فى سنوات حياته من صراعات وكأن الايضاح مبررا له لعدم اللعب مع نكرة مثلى ولم يتنازل قيد أنملة ه وفى الحقيقة كنت أعذره بعض الوقت وألومه باقى الوقت فالرجل مملوء بما مر به من أهوال ومن الام ومن ادماء لادميته وكيانه ووجوده حتى يصبح من الصفوة حسب تقييم المجتمع!!
رفض الرجل أن يلاعبنى رغم حجم الاتصالات بمعارفه وبأحبائه وبمعجبيه من الجنسين!!
كنت يابنى فى مثل سنك تماما ورفضه المستمر جعلنى مصمما على أن أجبر الجميع من المتفرجين ومن اللاعبين القدامى على أن يطلبوا منه أن يلاعبنى وأن يطلب هو منى ذلك ولاأكتفى بملاعبته بل وأهزمه أيضا فترة طويلة مرت وزمن عجيب انقضى وأنا أتمرن وأستوعب كل فنون اللعبة ألاعب جميع اللاعبين من مستويات مختلفة وخطوة خطوة تمرست تماما باللعبة واصبحت جزءا منى وأصبحت جزءا منها وسرعان ما أصبح الجزءان كيانا واحدا وذاع صيتى فى المقهى وتجمع حولى المعجبون والمريدون من الكبار ومن الصغار وبعد أن كان يمر على دون أن يلتفت الى ملعبى ويجلس بعيدا موليا ظهره لى بدأ ينظر على استحياء ومن طرف خفى!!
لاأعرف سبب تجاهله لى ولاأعرف سبب حقده على ولاأعلمموقفه منى هل يخلص من ما فعله الكبار به من قبل ؟!أم أنها الغيرة الحمقاء رغم أنه الكبير أو ألاكبر فكيف تأتيه الغيرة ومن من ؟!من صغير مثلى أم أنه غرور الرجل وقد وصل الى مالم يكن يحلم به فى يوم من ألايام ؟!أهذا ماهو مسطر بمكنون قلبه ؟! حقيقة ألامر أنه شىء فى صدره!! لايعرفه الا هو ولايجيب عليه الا هو لن يجيب أبدا !!أيا كانت الدوافع التى تحركه والتىيخفيها عنا تحت قناع وجهه فان الاهمال لى والحط من قدرىلم يعد يجدى وقد عرف الجميع الحكاية وصارت قصة تروى لم يعد لديه من ألاسبا ب والتبريرات لهروبه المستمر وها هو قد بدأ ينظر الى كلما مر أوجلس بالقرب منى 00وكان عقله يحاوره ويحاورنى من هذا المخلوق؟! ما مدى قدرته وقوته وطاقته وعلاقته ؟!كان ينظر وكنت أنظر لكنه كان يتحاشى أن نلتقى أو تلتقى ألاعين وعندما شعرت بهذا التحول قلت لمن حولى ان الاوان ريد أن ألاعبه !!
أشفق على الكثيرون رغم التمرينات العديدة والعنيفة التى قمت بها والاختبارات الكثيرة التى اجتزتها والمباريات المتنوعة التى خضتها والحواجز الظاهرة والخفية التى وضعها فى طريقى لكن شفقة المتفرجين من قسوة الصراع غير المتكافىء ليس الا
من رحم المتفرجين كان هناك الراعى لى انه واحد من اللاعبين الكبار ومن عواجيز اللعبة القادر عليها المدرك لفنونها وعلومها المقدر لكل لاعب والعالم بحجمه وبوزنه وبمقدار مهارته لكنه فى نفس الوقت كان من المتواضعين هذا العملاق ألاكبر تعهدنى بالرعاية وأعطانى من خبرته ومن ممارسته ومن تجربته الكثير
عجوز مر الزمن على كل شىء فيه على جسده فصار واهنا وعلى نظره فصار ضعيفا مابقى فيه حيا يعيش شبابه لم تصبه الشيخوخة بشىء من شوائبها هو( عقله ) من هنا اتت الحكمة بكل خصالها خبرة ورعاية ومعرفة ونبوغ وكم هى عناصر مؤثرة فى النجاح
علمنىالرجل وشجعنى ووقف بجانبى واستقطب الجميع من أجل مشروع المباراة ومهد لى الطريق لمقابلة عبد السميع استفزه ذات مرة وقال له لماذا يارجل لانراك فى ملاعبنا؟!لماذا تتحاشى أن تلاعبنا فرد عبد السميع بسخرية واضحة راحت أيامك ياعزيزراحت أيامك أيها الرجل العجوز !!ابتسم العجوز فى سخرية واضحة قائلا لست أنا ياعبد السميع انه عبد الدايم !!(فشخر )
عبد الميع عبد الدايم ؟! من هذا العبد الدايم ؟!!
لقد غلبتك يارجل وأنت فى قوتك وعنفوانك فقال العجوز دعنا من الزمن الماضى والرياضة غالب ومغلوب لكن يجب أن يبذل
كل لاعب الجهد المطلوب فى التمرين وفى الممارسة وفى الاحتكاك محليا وعالميا وقبل كل شىء التواضع والثقة فى النفس يا عبد السميع!!من واجب الجيل القديم أن يحتك بالجيل الجديد ليعطيه خبرته ويأخذ منه حيويته بدلا من أن يتحكم فى كل وسائله ويحرمه من ممارسة حياته فى العلن وفى الخفاء، يحتك بالجيل الجديد الجيل القادر والنابه والمتمكن والمستعد أليس هذا أسلوبك ياعبد السميع اللعب فى الخفاء أليس هذا هو أسلوب مستشاريك وأسلوب مريديك ؟!! فرد عبد السميع ونحن لانفعل الا ماتطالب به أيها الرجل العجوز ومن هؤلاء الذين نحتك بهم أولادنا أليسوا من الجيل الجديد فرد عزيزليس بالضرورة أن يكون أولادكم من الجيل النابه اننى أتحدث عن جيل بأكمله عن الجميع وليس عن أولادكم فشهادتكم فيها مجروحة
كما أن عبد الدايم لم يعد صغيرا عيبه أنه ليس من أولادكم ولكنه ابننا جميعا اذن لماذا ترفضه يارجل؟! أعطيه من خبرتك أم أنك لاتملكها؟!فانفعل عبد السميع قائلا لاأملكها !!لاأملكها يارجل أتستفزنى أم تقرر حقيقة فرد عزيز اذن لابد أن هناك أشياء أخرى فى صدرك!! هل هل هى حقد كره حسد غيرة نقص فيك حدد الاسباب والمبررات ولماذا كل هذا وأنت الكبير هل هو خوف؟! وكيف يخاف المفتتن ببطولته وزعامته ؟! فرد عبد السميع بسخرية أخشاه ؟! عجيب !! أتستفزنى مرة أخرى فرد عزيز اعتبره إذن استفزازااستفزاز دائماستفزاز شامل اعتبره تحديا لكننىأقول لك أنه قادر على أن يلاعبك ليس فقط بل قادر على أن يتلاعب بك ويهزمك هزيمة نكراء!!
غضب عبد السميع وتوقف اللعب على جميع الملاعب بالمقهى وران صمت عجيب وغريب والتف الجميع حول الرجلين بينما انزويت بعيدا أريد أن أسمع رد عبد السميع على عرض عزيز وأخيرا نهض وهو منفعل موجها الحديث لعزيز الاسبوع القادم موعدنا !!
قال عبد السميع ألاسبوع القادم موعدنا اللقاء ألاول وألاخير إما أن أكون أو أن أنسحب من اللعبة إلى ألا‘بد عاد الصمت مرة أخرى إلى المقهى وطفى شبح إبتسامة باهته على كل وجه وإنتابنى شعور عجيب مابين الفرح والقلق وإنتظرنا كلمة منه وهو منصرف ذكر أكثر مما توقعنا كل تفاصيل اللقاء عرض لها الميعاد هنا قالها ضاحكا أو ساخرا وأضاف وبحكام محايدين ثم أتجه بكلامه ألى الرجل العجوزأظن هذا يرضيك ياعمنا الكبير فرد عزيز قائلا يرضينى(ويسرنى) وقال رجل يتبع عبد السميع ستكون الصحافة حاضرة وسينقل (التليفزيون) المباراة وسينقلها (الراديو )أيضا وقد ندعو بعض وكالات ألانباء العربية وألاجنبية
إنفض الجميع من حولنا ولم أقوى على القيام ومازال الرجل العجوز موجودا لم يبرح مكانه وبعص من الصحفيين والصحفيات ألاصدقاء وبعض من الخلان إنتقل العجوز إلى جوارى وربت على كتفى بأبويةوأريحية قائلا وأن ماذا عندك يابطل؟!!ماذا عندك ياعبد الدايم قلت له ليس عندى غير العرق والجهد والكفاح أصولى وعزوتى ذوتى من سنوات طوال العرق والجهد والكفاح وقبل هذا ومن بعد هذا نصائحك الدائمة لى وتشجيعك الذى لاينتهى وليس عندى ولاأعز عندى من هؤلاء ألاصدقاء والصديقات صحبة ممتدة عبر ألايام والليالى وخلال سنوات طوال ألايكفى هذا ياأستاذنا؟! قال عزيز لاأشك فى قدرتك ياهمام وإلامادبرت للقاء بينك وبين عبد السميع ولكن اللقاء يحتاج إلى إستعداد وإلىمباريات وديه عديدة معى ومع الآخرين من خلصائى ويحتاج إلى تحليل كامل لنقاط الضعف والقوة عند خصمك نحتاج كل هذا ولكى نعدك إعدادا جيدا للقاء الحاسم لكن ليس هنا بعيدا عن الجواسيس وبعيدا عن مصادر التوتر والقلق والحرب النفسية التى سيشنها عبد السميع وهو أستاذ فى هذا المجال ومعه أنصاره
قلت له والشكر يسبق الكلمات والرضا له وعنه يظهر فى وجهى قبل كلماتى كما تريد ياأستاذى اليوم موعدنا إذا رغبت فقام مودعا على ميعاد فى المساء بمنزله ومعه صحبته صحبتى
قمت على أثره ولحقت بى صديقتى (غرام )فأوصلتها إلى منزلها فاليوم ليس يوم الغراموعدت مرة أخرى لم أذهب إلى منزلى فاليوم ليس يوم الراحة وأتخذت طريق البحر محاولا الانفراد بنفسى فى رحلة تأمل صوفى أتمشى بالبدن والعقل فى ملكوت اخر أتأمل البحربإمتداده العميق وعقلى يعود ليراودنى عن اللقاء مشغول به مجترا كل السنوات السابقة بمبارياتها العديدة وخدعها المعروفة وغير المعروفة ومكائد عبد السميع الظاهرة والخفية القانونية وغير القانونية اللاعبون وخططهم وطرق لعبهم كيف كسبوا وكيف خسروا ولماذا ماهى ألاسباب وماهى المعوقات؟!
إستمر سيرى بلا هدف غير تأمل البحر ماذا عندك يابحر ياأيها الهادى حينا ياأيها الهادر حينا ماذا تخفى بداخلك موجات حب وسلام أم موجات غدر وخيانة حنانيك أيها البحر الممتد إلى اللامنتهى ماذا فى أعماقك لى لؤلؤ محاراتك أم أسنان قرش جامح أيها البحر مثلك مثل البر وعلى مسافة منك سنجتمع فهل تساندنى أم تعاندنى معى أم مع عبد السميع ؟!أيها البحر اللقاء فى برك وبرك كان بالامس جزءا منك ثم جفت مياهه واصبح من اليابسة فهل جفت عواطفه أيضا وكيف يكون ذلك وانتما من منبع واحد وصلة الدم تربطكما معا فمع من أنت وبرك ؟؟!!
لم يكن تأملى البحر وبره فقط بل كان شاملا داخل النفس وخارجها تأمل يذهب إلى الماضى ويعود ألى الحاضر ويستشرف المستقبل ولكن بقلق عميق وريبة مقيته وشك دفين
كان هذا مساحة من الزمان قطعتها ومساحة من المكان ذرعتها أستهلك وقتا وأدارى إضطرابى وتورى حتى يحين ميعاد أستاذى خائف اناأصدقكم القول يا نفسى ياكلماتى التى أخطها يا من تقرأ هذا خائف وكيف لا وهو الاستاذ الاكبر وأنا التلميذ الاصغر خائف أرتجف وووووأهتز وأرتعش ولكن الثقة فى قدراتى والثقة فى خلصائى والثقة فى أستاذى كل مااملكه فى مواجهة الخوف وماتأملى سوى زاد الطريق فى التغلب على كل هذا وهاأنذا أعود إلى نفسىوأعود إلى عقلى وأعود بكلنفسى وعقلى وبدنى إلى منزل معلمى بعد ما حان الميعاد لاجد الاحبة وقد إجتمعوا والرقعة معدة لنبدأ التدريب!!
مرت ألايام القليلة سريعة والجدول اليومى مستمر تنفيذه تدريبات شاقة وإذا إختلسنا بعض من الوقت وذهبنا إلى المقهى كانت ألاسئلة تتسابق ماهى ألاخبار ؟ (شد حيلك يابطل) نريد مباراة جيدة فخصمك ليس بالسل اه لو فعلتها !! إنه مغرور ولكن أحذرك
من ألاعبيه الخفية والظاهرة الجلية إحذر جواسيسه فإنه يدس عليك إحد رجاله ليشى لك بخططه المزيفة وليوقع بك فى الشرك وليعلم خططك وينقلها إليه ولاتلتفت إلى وسائل الاعلام فقد حشدها لصالحه ولصالح أقرانه ولن تنال ثقة النقاد لانهم يعتبرون عبدالسميع البطل ألاوحد لسنوات سابقة ولاحقة ولاندرى السبب لكنه إستقطبهم وحتى الشرفاء من الاعلاميين والنقاد وقفوا موقفا سلبيا وأكثرهم أصبحوامن الصامتين وهاهى حملة التمجيد له ولآترابه قد بدأت وأهملتك تماما كأنك غير موجود كأنك نكرة فلايهمك فهذا عهدهم مع كل فارس حرب نفسية قديمة قدم العهد فعلها من قبله فرسان سابقون وفعلها من قبل مدعوا الفروسية وفعلها من قبل مع متنافسين آخرين مثلك إستمر فى الصمود الصمود والعجوز معك ونحن معك هو بنصائحه وخبراته ومهاراته ونحن بقلوينا وعقولنا وأرواحنا وأنفسناإذا رأيت صاحبنا!!إبتسم فى ثقة لايهزك ضحكه العالى هو وزمرته
كنا على هذا العهد حينما نقتطع من وقتنا سويعات نقضيها فى المقهى وكثيرا ما تقابلنا فكان الصوت العالى صفته والسخرية المريرة بلسمه وهمس الحوار مع مريديه ومع منافقيه وطرقعة الضحكات ديدنه وعبارة مسجلة ها قد حضر بطلنا (عبد الدايم)!!
مرت ألايام الباقية كأنها الدهر وزاد من صعوبتها تأجيل اللقاء اكثر من مرة حتى جاء الميعاد ولم يستطع أن يتهرب منه ولم يعد لديه من الحجج التى يسوقها ليتهرب فليس هناك ظروف طارئة!!
استعدت المقهى للقاء فوفرت مكانا منعزلا للقاء وجهزت القائمة المختارة بشاشة تليفزيونية كبيرة لتنقله لباقى رواد المقهى علاوة على التجهيزات الفنية لنقله على الهواء مباشرة وفى اليوم الموعود حضر العديد من المشاهدين وممثلوا وسائل الاعلام المكتوبة والمقروءة والمرئية
جلست فى مقابلته واللوحة ذات المربعات السوداء والبيضاء تمتد بينى وبينه مسافتها قليلة ولكنها بالنسبة لى مسافة عظيمة تقاس بالكيلو مترات تترافص أمامى كأنها أمواج البحر الذى عشقته والذى ناجيته منذ أيام مسافة كبيرة ولكنها تمثل قفزة واحدة وأكون بطل الرقعة
وحامل وسامها وحزامها مسافة قليلة من حيث المساحة وقطعة مربعة صغيرة ولكنها عتبتى إلبطولة وإلى النصر وإلى قهر الغرور وإستعادة الكرامة ليست كرامتى فقط بل كرامة كل الشرفاء
الحكام قبالتنا وبعض من كبار اللاعبين من القدامى جالسون فى هدوء والجمهور يحيط بنا من كل جانب أعلن الحكام بداية اللقاء بعد مراسم إفتتاحية من تقديم اللاعبين وإلتقاط الصور التذكارية الفوتوغرافية والتليفزيونية وإجراء أحاديث تليفزيونية وإذاعية وصحفية
أصابنى التوتر واصابه الاستعلاء حتى أنه لم يسلم على فى بداية اللقاء وقلت "بسيطة" جاءت فى السلام !!ولكن التوتر أدى بى إلى بعض النقلات الخاطئةولكن عيون المحبين أعادت إلى الهدوء وإلى نفسى السكينةوالاطمئنان وبدأت أركز فى المربعات البيضاء والسوداء وفى الجيوش التى تتحرك فوقها ولم أشعر بالعالم من حولى كل إحساسى فى أسلحتى كيف أحركها لتواجه أسلحته وكم هى خطيرة فى يديه وكم هى مخيفة وهى تتحرك من مربع إلى آخروكنت على أهبة الاستعداد لتحركاته فأعددت له كمائن عديدة وحيل جديدة أجهضت كل تحركاته بل وقضت على جزء من قواته
حاصرنى مرات عديدة وكلما أوشك أن يطبق على قواتى ليضربنى الضربة القاضية فلت منها بالعقل مرة وبالشجاعة مرات وبالالهام أيضا
إستمرت المعركة ساعات طوال تخللها إستراحة لبعض من الوقت تناولنا فيها الشطائر والمشروبات ثم عدنا إلى أتونها المشتعل بلا نهاية تبدو يحاصرنى فى كثير من المواقع وسرعان ماأفك الحصار واتحول إلى الهجوم المكثف كر وفر سباق نحو إحتلال مواقع متقدمة وفى ظل حماية مؤكدة أحتل مواقعه ويحتل مواقعى يد بيد وعقل بعقل وبصيرة ببصيرة لامكان للخطأ لان الخطأ قاتل حتى جاءت اللجظة الحاسمة حرك بعض من قواته فى محاولةقاتلة ومميتة لحصار قواتى ثم محاصرة ملكى ليعلن موته وفى نشوة زهوه وإنتصاره المؤقت بهذه التحركات التى جعلته يقوم من علىكرسيه على أساس أن ملكى قد سقط وليس له منفذ إنقاذ جاءت ضربتى القاضية لقد حركت القطعة التى لم يكن يتوقعها لقد حركت(حصانى ) من مكمنه ليضع( مليكه) فى موقف التسليم أو الاستسلام لقد إعتقد أنه يحاصرنى
ويحاصر قواتى بينما هو فى الواقع وقع فى كمينى فهو محاصر منذ تحركه لمحاصرتى وقواته محاصرة منذ حاول محاصرتى ليجد نفسه أمام النهاية "كش" يا عبد السميع !!ولم يستطع أن" يكش" ولم أر شيئا صمت رهيب لثوانى وإنعدام رؤية مؤقت خلتهما عمرا طويلا حتى دق صوت التصفيق رأسى دقا عنيفا وأضاءت(فلاشات )التصوير وأضواء الكاميرات المحمولة كل المكان وإنعكست أضوائها على وجهى وإنفتحت قاعات المقهى لتصبح ساحة فسيحة ولم يعد المكان منعزلا كما بدأنا وتدفق الجميع مهنئين فرحين وأولهم (غرام ) خطيبتى وعزيز أستاذى وكل الصحبة كل الاحبة حتى عبد السميع !!إنحنى محييا بينما المشروبات توزع على الحاضرين0زكما إانتشر أخبار اللقاء فى أول البدء أنتشرت نتيجة اللقاءوأخباره فى المدينة بل فى كل مكان بعد أن نقلته وكالات ألانباء ومحطات إلاذاعة والتليفزيون المحلىوالعالمى ووسائل الاتصال الحديثة فاليوم المشهود جاء فى عصر لايمكن فيه (التعتيم )على خبر أو واقعة أو حادثة أو حتى على شخص ما !!فالعالم كله معروض على الهواء (24 ساعة ) ببشره وأجهزته وجبروته وضعفه
العالم كله يرانا ونراه ولكننا نتخيل أن احدا لايرانا أو أننا لانرى أنفسنا ونعتقد أننا فىغرفة مغلقة مظلمة لاتبين!!
صمت عبدالدايم قليلا ثم إستطردأرأيت يابنى قصة هذا (الغول )؟!
منذ هذا التاريخ الذى ذكرته وهو بنفسه يطلب أن يلاعبنى ويلح فى طلبه ويقول لى لننسى الماضى ونقيم بيننا علاقة طيبةوكنت أقول له أنت الذى خلقت الماضى ولم نخلقه نحن أنت الذى سيطرت على المقهى ومن قبل على اللعبة وعلى المكان وعلى البشر أصبحت السيد الاوحد أنت الذى تعاليت وإنعزلت إلاعن أصدقائكوإعتقدت أنك فى برج عالى لايطول قامتك فيه أحد ليس نحن ولاغيرنا
من يومها اللعب بيننا- لم يتوقف بعد أن أوضحت له الامور-يغلبنىمرات وأغلبه مرات عديدة والنتيجة النهائية لصالحى وكما رأيت فى آخر مباراة كانت لصالحى أيضا
يابنى قال عبدالدايم منذ هذا الموقف عاهدت نفسى أن أعطى جهدى وخبرتى وممارستى للجميع وأن أنقلهاإلى الجيل التالى ولمن يستحق منه لالقريب أو لصديق ولكن لمن يستحق من هذا الجيل إنه حقهم حق لهم لدى ولدى جيلى واليوم أنت تطلب منى نفس ماطلبته من عبد السميع عندما كنت فى مثل سنك ورفض ولم يقبل إلا بضغط الرأى العام من محبى اللعبةوعشاقها وسوف ألاعبك وأعلمك مصداقا لقولى وأنت لست بالقريب صلة دم ونسب ومصاهرة ولاأنت بالصديق فالعمر بيننا فرقه شاسع وإنما لانك تستحق
إبتدأ اللعب ولم يبخل على بعلمه وبخبرته علمنى كل فنون اللعبة وأساليبها كيف أخطط كيف أنظم قواتى ماهى أسلحتى التى أستخدمها وأين ومتى كيف اتحرك متىأدافع ومتى أهاجم كيف أخلط أسلوب الدفاع بأسلوب الهجوم ماهو أسلوب الحماية؟! كيف أفكر بشكل عام وبشكل تفصيلى ؟!ماهو ألاسلوب الملائم لكل حالة؟!ماهو التكتيك؟! مادمنا قد حددنا الهدف الاستراتيجى!!
ماهوأسلوب مواجهة الخصم؟!كيف تحرك هذه القوات وأسلحتها فى نسق وتنسيق كاملين
تعلمت الكثير منه فى مجال اللعبة وفى غير ذلك من المجالات كيف يحترم الصغير الكبير وكيف يحنو الكبير على الصغير علمنى أنه لامكان إلا للكفاءة ولامكان إلا للجهد وللعرق وللكفاح وأنه لامكان ولازمان إلا للعلم والمعرفة المحاطة بقيمنا وتقالينا وتعلمت منه أن الفرد لايستطيع أن يعيش بمعزل عن الجماعة وأناالجماعةلاتسطيع أن تعيش بمعزل عن المجتمع وأن مجتمع مالايستطيع أن يعيش بمعزل عن مجتمع آخر وأن المعيشة مبنية على إحترام حقوق كل فرد وكل جماعةوكل مجتمع كأساس ثم يأتى التعاون والتكافل والتراحم
تعلمت من معلمى ومن لعبتى الثقة بالنفس والتواضع لاغرور قط ولاكبرياء مصطنعةوألآ أكون فظا فألفظ أو لينا فأهمل وإنما لكل مقام مقال!!
هذه لعبتى وهذا هو معلمى بل قل أنها صارت صداقةعميقة مع السنوات الطوال تعلمت منه كيف يكون اللعب!!وكيف يكون اللعيب!!وكيف يكون المدرب !!ومتى تصبح لاعبا وتظل لاعبا مهما طال العمر!!
|
|
|
|
|