للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

المأزق

أ. ناجي السنباطي

أعوام عديدة مرت . والرجل على العهد قائم , لم يتخلف يوما عن عمله اليومي , فى الشتاء أو فى الصيف , فى البرد أو فى الحر , فى الغيظ الشديد وفى المطر الكثير .
يحمل كل يوم عصاته الطويلة , ومصباحه  المنير , متوكلا على الله , فقد حان ميعاد الآذان لصلاة الفجر .
كان الوقت تماما , قبل الصلاة بنصف ساعة ..سار فى الشارع الموصل الى المسجد.. نفس الطريق الذى يقطعه كل يوم , الظلام يحيط بالاجواء المحيطة , فيما عدا بعض المناطق حيث تنتشر مصابيح الكهرباء , الكل يغط فى نومه , و الشوارع خالية من الناس , لاصوت يعلو الا أصوات زوار الليل , حيوانات سائبة تلهو فى الشوارع , أهمل صاحبها أو اصحابها , أمرها , وأصوات ضفادع تأتى من الحقول , وأصوات كروان تأتى من السماء وصوت لأقدام خفر الدورية يأتى من الشوارع الاخرى وصاحبنا فى مشواره اليومى , لاجديد , وقد تعود على هذا سنوات طويلة , الا هذا اليوم , فما كاد يقطع مسافة , ليصل الى منتصف الشارع المظلم , حتى سمع جلبة شديدة فى زقاق مظلم , متفرع من نفس الشارع , أسرعى الخطوة نحو الزقاق وأضاء مصباحه , ورفع عصاه , أعتقد أن لصا يسرق , محلا من المحلات الصغيرة المنتشرة , المملوكة لبسطاء الناس , إعتقد المؤذن ذلك , فرفع عصاه ليضرب اللص الضربة القاتلة أو على الاقل ليشل حركته , حتى يأتى المدد , الإ أنه فوجئ بشئ لم يخطر على باله , وجده وقد حشر رأسه فى علبه محكمة , وهو يحاول أن يخرج رأسه منها بلا فائدة , كان يصدمها مرة بحائط الزقاق , وأخرى بحائط الزقاق الاخر وأخرى بأرض الزقاق , دون جدوى , وبلا فائدة كلما حاول التخلص منها إ زداد اضطرابا وعصبية . حاول المؤذن أن يساعد ه , شك فى تصرفاته بعد محاولة الضرب فقد رأى الرجل وهو يرفع عصاه ويسلط ضوء مصباحه , ليحكم الضربة , فكيف يثق به , فإنطلق هاربا , خوف الرجل وخوف العصا , والرجل من خلفه يجرى , ويحاول أن يساعده لكن الاخر مازال على شكه , يجرى وهو يتخبط فى العلبة التى تمنطق رأسه.. هكذا الفرار.. هكذا الهرب سريعا ليفلت من أذى الرجل حتى وصلا إلى أعتاب المسجد وقد حان وقت الآذان , تركه الرجل المؤذن بعد إستنفذ طاقته , فى المطاردة , والآخر يجرى مرعوبا , تركه الرجل ليؤذن لفجر جديد , بينما الآخر ( قط ) ؛؛؛ مازال فى هربه , محشورا فى علبة معدنية صدأة من فوارغ علب المأكولات


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية