للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الخوارق و الكرامات - 1

د. علي محمد عوين

الباراسيكولوجيا هي الدراسة العلمية لظواهر تبدو خارقة أو يحتمل أن تكون خارقة،من هذه الظواهر باختصار شديد: ( الوساطة الروحية-التحريك الخارق و يقصد به إحداث تأثير على جسم ما عن بعد دون استخدام وسيلة فيزيائية-الإدراك الحسي الفائق من توارد للأفكار و إدراك مسبق و استشعار-السير على الفحم الساخن-الاستجلاب)
  و الأمثلة كثيرة على هذه الظواهر و من قاموا بها من مختلف الجنسيات و الأديان،بل إنه ما زلنا نراهم يقومون بذلك حتى يومنا هذا و خير دليل على ذلك برنامج مســـــــخ العقــــــــــــــــل( Mind Freak ) للمشعوذ كرس إنجيل( Criss Angel ) و الذي يعرض برنامجه من حين لآخر بالقنوات الفضائية (آخر بث لهذه الحلقات كان في فصل الخريف بقناة(MBC ACTION) يوم الثلاثاء على تمام الساعة السابعة مساء) و هذا اعتبره البعض محاولة للتقديم لمجيء المسيخ الدجال.أي أن الخوارق ليست حكرا على مجتمع معين أو حضارة معينة أو أصحاب فكر و دين معينين فهي ظواهر تحدث في كل مكان و زمان.
   لقد كنت في صغري،و أنا لم أتجاوز سن العاشرة،من المرتادين للزاوية السلامية بقريتنا صحبة والدي رحمه الله، و كنت من المنشدين باستعمال الدفوف و كانت تلك هي الطريقة السلامية،أذكار و مدائح و احتفالات؛ لكنني كنت أسمع عن الزاوية العيساوية أشياء عجيبة عن خوارق أو كرامات كما يسمونها مثل ضرب الحديد في البطن و أكل المسامير و الجلوس وسط كانون من النار و .....الخ.و بالطبع هم ينسبون تحقيق ذلك إلى بركات الشيخ بن عيسى.و عندما كبرت و درست الفيزياء وجدت أن الكثير من هذه الأمور إما أن تكون ألاعيب أو أن لبعضها التفسير العلمي المنطقي الذي لا يطوله البسطاء.و أن ما يقوم به هؤلاء لا علاقة له بالدين و لا بالطريقة.
دعونا ننظر إلى بعض هذه الظواهر من منطلق علمي:-
-    نحن نستعمل كفيزيائيين تجارب توضيحية عديدة تبدو لإنسان بسيط و كأنها سحر أو خوارق،مثلا من هذه التجارب يمكن وضع إنسان بين قطعتي قرداش كبيرتين بكل منها خمسمائة مسمار من النوع (10) ثم يتم وضع لقمة إسمنتية (بلكة) فوق القطعة القرداشية العليا ،ثم تضرب اللقمة بمطرقة كبيرة (ماصة) بقوة كبيرة فتنكسر اللقمة و لا يحدث أي ضرر للإنسان.لو تم إجراء مثل هذه التجربة أمام إنسان بسيط فإنه سوف ينده صائحا " تستور يا سيدي فلان ".و لكن لهذه التجربة تفسير علمي بسيط و هو أن القوة الدفعية توزعت على كل المسامير و نال كل مسمار منها جزء بسيطا من تلك القوة فلا يتأذى من كان داخل القرداش.
-    في مؤتمر للفيزياء بالصين سنة 94 قام أستاذ فيزياء ألماني بالمشي على جمر يتقد و عند درجة حرارة عالية، و لم يصب بأذى و كان بذلك يوضح مفهوما مهما في علم الحرارة و أن الضرر يأتي لا من ارتفاع في درجة الحرارة و لكن من سريان الحرارة إلى الجسم؛و الذي لم يسمح المجرب بحدوثه عندما مشى على الجمر الساخن بسرعة.
-    من عجائب الفيزياء أيضا أشياء استعملها بعض الدجالين لسلب لب البسطاء من الناس و تضليلهم.نذكر مثلا تلك الخدعة التي استعملها مسيلمة الكذاب عندما ادعى النبوة حيث كان يحضر قارورة و يضع فيها خرقة مشتعلة و على فوهتها بيضة مسلوقة و بعد برهة من الزمن تنزلق البيضة لتدخل القارورة بعد أن لم يكن بالإمكان إدخالها نظرا لكبر قطرها مقارنة بقطر فوهة القارورة.و هنا لعب الضغط الجوي دوره لا مسيلمة الكذاب.و في تجربة أخرى يتم وضع آدمي بصندوق حديدي معزول موصول بمصدر جهد عال يزيد جهده عن العشرة آلاف فولت و يبقى التوصيل لفترة زمنية لا بأس بها ثم يقطع التيار الكهربي و يخرج الآدمي سالما دون أي أذية.و السبب هو عدم وجود فرق جهد يسبب في سريان التيار و هو إن تواجد و مر التيار بجسم الآدمي فإنه يكون قاتلا لا محالة.
        إذا هي الظاهرة و التفسير العلمي الممكن لها و ليس السبب أي من الأولياء  ممن يبتهل إليهم هؤلاء الذين يريدون تغفيل و تجهيل عامة الناس.و لعل في قصة سليمان عليه السلام و بلقيس خير دليل على ذلك (قال يأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين*قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مكانك و إني عليه لقوي أمين*قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك..... 39-41 من النمل ) و فعلا كان لسليمان ما أراد.و هذه معجزة مؤسسة على علم كما جاء بالآيات الكريمة.
    و إنني هنا لا أتطاول على أولياء الله الصالحين غفر الله لهم و أثابهم،فهم بالتأكيد براء مما يقوم  به البعض باسمهم.و نحن اليوم مع بداية القرن الواحد و العشرين و خصوصا المتعلمين منا يجب أن لا نسكت عما يقوم به بعض الناس من تجهيل للعامة بتشجيع بناء الأضرحة و زيارتها و إقامة الحفلات عندها و التمسح بها و جعل الولي هو الواسطة بين العبد و ربه.فهذا مما لا شك فيه نوع من أنواع الشرك بالله.
      إن أولياء الله الصالحين هم أناس اجتهدوا أيام تواجدهم فقاموا بتوعية الناس و إرشادهم فجزاهم الله عنا أحسن الجزاء و أدخلهم فسيح جناته.لكن لا دخل لهم بحياتنا و لا حق لهم أو لغيرهم أن يكونوا الواسطة بيننا و بين الله.و لكن من حقهم علينا أن نذكرهم بالخير و بكل طيب و أن نخلد ذكراهم من خلال إنشاء المدارس و المنارات و الجامعات بأسمائهم و أن ندرس مناقبهم و نستفيد من سيرتهم.


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية