احتضنت امارة دبي المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية للمدة من7-10/5/2014والموسوم (الاستثمار في اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي) برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي,ويوم وصولنا إلى دبي لم اكن احمل فكرة كاملة عنها , سوى انها مدينة اقتصادية عمرانية يطمح حاكمها بجعلها المدينة الاولى في العالم,المشاريع فيها تنفذ ولا عوائق أمامها , وسأبدأ من مطار دبي الواسع وحسن الاستقبال من القائمين عليه , ولما تمتلكه هذه الامارة من شهرة واسعة ولكثرة الوافدين اليها فإن اقلاع الطائرات يتمثل بكل خمس دقائق , أخذني الحماس وأنا أصل دبي قبل يومين من المؤتمر لمشاهدتها والتعرف عليها وعلى معالمها , فكانت جولتنا أنا وزميل لي مثمرة ورائعة اذ تيقنت بعدها ان الشهرة لم تأت لهذه المدينة اعتباطا وان ما سمعته عنها لمسته هذه المرة , وكنت اعلم سابقا ان بغداد والقاهرة أخذتا صيتا ذائعا في القرن الماضي ويحق لنا القول الآن بأن الامارات العربية المتحدة وبالذات امارة دبي هي العاصمة الاقتصادية والعمرانية والثقافية للعرب في هذا القرن من دون منازع , ادهشني مارأيت وابهرني ماسمعت, الناس يتحدثون برجل يقول ويفعل , يبني ويشرف على ان يكون البناء راسخا وعاليا, ينحو بالامارة نحو التقدم والازدهار اقتصاديا وعمرانيا وثقافيا واجتماعيا , الجميع وجدتهم يتحدثون بانجازات هذا الرجل الذي جعل امارتهم تتقدم الصفوف لتصبح الاولى في كل شي , انه الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم هذه الامارة الجميلة, يومه يتوزع بين افتتاح مشاريع اقتصادية وعمرانية وثقافية وتربوية , مشرفا ومتابعا للتي تنفذ والتي على الورق مؤشرا بتنفيذها بالسرعة الممكنة , يرعى الجميع من دون أن يفرق بينهم ,فضلا عن مهامه الحكومية والتزاماته الرسمية , أحسست لحظتها أن هذا الرجل أعطى كل وقته للسير قدما بهذه المدينة وجعلها الاولى بامتياز , وامارة دبي تبلغ من المساحة 3885كيلومتراً مربعا وهي تعادل 5% من مساحة دولة الامارات العربية المتحدة ومعظم اراضي الامارة عبارة عن صحراء ماعدا شريطا من الاراضي المنخفضة على طول الساحل , يخترقها خليج مائي يسمى(الخور) يمتد داخلها مسافة 10كيلومترات ليقسمها على قسمين :
القسم الجنوبي ويسمى دبي ويمثل مركز النشاط الرسمي اذ يوجد مكتب حاكم الامارة ومعظم ادارات الشركات والبنوك والجمارك والميناء وغيرها , والقسم الشمالي ويسمى(ديرة)وهو مركز للحركة الدائمة ويضم معظم المتاجر والاسواق والمدارس والفنادق وغيرها , كل ذلك منظم عمرانيا يذهل المشاهد بهندسة جميلة رائعة , الناس فيها يحترمون القانون ونظاميون جدا , أهلها والاجانب الذين يعملون فيها,كلهم كخلية نحل يخرجون صباحا إلى العمل يؤدون ماعليهم , هنيئا للشيخ محمد راشد آل مكتوم بشعبه وهنيئا للشعب بشيخه المثابر الطامح إلى مستقبل واعد وزاهر..
اما المؤتمر فقد رعاه الشيخ محمد بن راشد بحضوره مراسيم افتتاحه بقاعة جميلة رائعة بهية بزخارفها وبنائها الهندسي الراقي في فندق البستان روتانا مكان المؤتمر,القائمون على المؤتمر قرأوا  كلمات يحيون فيها راعي المؤتمر الشيخ ابن راشد موضحين الأهداف من اقامة هذا المؤتمر في الوقت الذي تمر به اللغة العربية بمرحلة خطيرة يجب التكاتف فيها لدرء هذا الخطر من خلال تجسيد ما جاء من بحوث تقدمت إلى المؤتمر فعلا وليس قولا, والبحوث كثيرة والقاعات توزع فيها الباحثون لقراءة بحوثهم , اللقاءات بين الباحثين هي من اجمل لحظات المؤتمر,والاروع من ذلك المبادرة الرائعة التي اطلقها الشيخ ابن راشد بتخصيص جائزة للغة العربية باسم (جائزة محمد بن راشد للغة العربية) استقبل الحاضرون أطلاق هذه الجائزة بحماس مصفقين لصاحب المبادرة , اذ أنها ستكون حافزا للمشتغلين باللغة العربية أن ينهضوا بها ويعملوا على تقديمها كلغة حية معطاء, الأيام التي قضيتها في دبي كانت أياما جميلة والأجمل منها أيام المؤتمر الاربعة وما جنيته من فائدة للبحوث التي ألقيت في المؤتمر ..ألف تحية إلى حاكم دبي وتحية إلى شعب دبي ومثلها إلى القائمين على المؤتمر وآملين اللقاء مجدداً .