للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الخوارق و الكرامات - 2

د. علي محمد عوين

إن كتاب " الباراسيكولوجيا بين المطرقة و السندان " يعرض بحثا تجريبيا رائدا(كما يقولون) في الخوارق المحمدية للطريقة العلية القادرية الكسنزانية.و الكتاب نشرته دار الطليعة ببيروت سنة 1995 .يتصورون أن الباراسيكولوجيا على أنها علم يدرس تطبيقات فيزيائية تتجاوز في تعقيدها و تختلف في نوعيتها عن تلك التي تدرسها الفيزياء المتعارف عليها؛و كأنهما بذلك يفيدون بأن ما يحدث من خوارق له أساس فيزيائي لم يصل الإنسان إلى فهمه بعد.و يسوقان انتقادات عدد من المحللين و المؤلفين للطب الغربي الحديث و مطالبتهم بنموذج طبي جديد يأخذ في الحسبان ما يسمى بالعلاج الخراج مثل التصور و التأمل و التنويم المغناطيسي و حتى الجراحة الخارقة.ينتقلان بعد ذلك  للحديث عن الفكر الصوفي و عن نظرة التصوف الإسلامي و خوارق مشايخ الصوفية و كتاباتهم عن الطريقة و علومها و هي تقسم إلى قسمين:
1-    كتب للعامة و تسمى بعلوم الطريقة الظاهرية.
2-    كتابات خاصة تحوي علوم خاصة للخاصة من أهل الطريقة.
و يقول الكاتبان " لقد أخطأ الكثير من الناس من عامتهم و مثقفيهم على حد سواء في عدم التمييز بين الكتب العامة و الكتب الخاصة؛بين ما يجدر بهم قراءته و ما ليس لهم الحق في أن يقرءوه ".أليس هذا احتكار واضح للمعرفة،أيهما أعقد هذه القراءات أم العلوم الطبيعية و التقنية التي انخرطت جيوش كبيرة لتعلمها.
و يستمر الباحثان يتحدثان عن الطريقة و أتباعها و سالكي الطريقة فيذكران "  إن إخلاص السالك لشيخه و الطاعة الكاملة له شرطان أساسيان " أي للانتماء للطريقة.و يخلصان بعد ذلك إلى القول بأن أتباع مشايخ الطريقة هو فرض في حق الباحث عن الحق و الحقيقة و الراغب في التقرب إلى الله!!!!! و يتساءل الواحد منا هنا " أي مقارنة هذه بين الشيخ و الله ؟؟"إن الأعمال الصالحات هي التي تقربنا إلى الله.و نسرد هنا بعضا من أقوال الشيخ محمد الكسنزاني:-
-    (يجب على المريد أن يكون أمام الشيخ كالميت أمام الغاسل )
-    (إن المريد يجب أن يكون كالتراب )
-    (من أراد الصلاح فليصبر أرضا تحت أقدام الشيوخ )
أليست هذه دعوى للعبودية؟؟! و ما نراها إلا لله و لا حبا و لا طاعة إلا لله سبحانه و تعالى و لرسوله صلوات الله و سلامه عليه.و أنوه هنا بأن الكاتبان يستنتجان مما سبق بأن الطريقة هي (أن يصل المريد إلى تمام العبودية و استسلام العبد العابد بالكامل للمعبود عز و جل ).
و يصف الشيخ محمد الكسنزاني الطريقة بأنها : (( مدرسة روحية بها مراتب يتم الوصول إليها حسب الالتزام بالطريقة و يقسم هذه إلى ثلاث مراتب: الفناء في الشيخ و الفناء في الرسول و الفناء في الله )).أي غرور هذا الذي نقرأه فلولا أن كان محمدا هو آخر و خاتم الأنبياء لأصبح لدينا من مثل هؤلاء المشايخ الكثير من الأنبياء.لا ننسى أن مثل هذه الممارسات خلال عصور الانحطاط عند المسلمين أدت إلى استغلال و فساد كبيرين.
و يتطرق الكاتب إلى ديمومة حياة الرسول فيورد حديثا قدسيا يخاطب الله عز و جل فيه رسول الله(ص) قائلا : (( لولاك لولاك ما خلقت الأرض و الأفلاك !!!!؟؟؟؟؟؟))؛ثم يضيفان بأن الرسول لم يسبقه خلق حيث كان نوره أول ما خلق و حتى آدم و هو أب البشرية و أول من خلق الله من الناس كان به نور من نور الرسول(ص)،كما أن النور المحمدي هو نور غير منته حاضر بين الناس في كل زمان و مكان من خلال آل البيت و مشايخ الطريقة.و هكذا نرى التناقض مع ما جاء بالقرآن الكريم و الحديث القدسي المزعوم.
و لو سلمنا جدلا بذلك فلا نلومن المسيحيين عندما يزعمون بأن المسيح هو ابن الله (معاذ الله ).أما النور المتوارث عن الرسول في آل البيت و مشايخ الطريقة يوضح بجلاء القصد من وراء ذلك و الذي ربما يصل يوما حد تقديس آل البيت و مشايخ الطريقة و هو أمر لم و لن يقره الإسلام الدين الحنيف و الدين العظيم.و المهم هنا حسب ما جاء بالكتاب هو استمرارية وراثة الرسول في الإرشاد و في العلوم الروحية من محمد إلى علي إلى الحسين إلى.........إلى مشايخ عدة من آل البيت حتى الشيخ الكسنزاني.و نجد عبارة غريبة جدا واردة عن السكندري و هي :- (( من لم يكن شيخ يوصله إلى سلسلة المتابعة فهو في الطريق لقيط لا أب له و في المعرفة دعي لا نسب له )).
و لا أملك هنا إلا أن أقول (( لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم!!)).إن ما ورد بالعبارة السابقة يعني أن معظم المسلمين الموجودين اليوم على وجه البسيطة هم لقطاء و لا آباء لهم و بدون نسب ؟؟؟؟ و أين إذا مكانة كتاب الله و سنة رسوله؟؟؟؟ إن العبارة السابقة تؤكد مرة أخرى على ضرورة الوصاية من طرف المشايخ على بقية البشر و لربما نصبح يوما ما في حاجة إلى صكوك الغفران كما حدث يوما عند المسيحيين. و المشيخة حسب ما جاء بالكتاب متوارثة و يعطيها شيخ لآخر حسب الاستحقاق؟
أما عن عبادات و طقوس الطريقة الكسنزانية فهي متنوعة مثل الأوراد اليومية و هي ثمانية و أوراد دائمة و هي تسعة عشر و هذه الأذكار مجتمعة تصل مئة ألف و أكثر؟!و هذه الأذكار تتم باستعمال الطبل،كما يركز على حركة الرأس في حلقات الذكر و التي تتمثل في الرأس من منطقة أسفل الحجاب الحاجز للبطن(و تسمى بمنطقة سر الأسرار )ثم رفعه نحو الكتف الأيمن و من ثم سحبه نحو القلب.(( أليس هذا بعجب!!!))
    


التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية