|
|
الخوارق و الكرامات - 3
د. علي محمد عوين
و إعطاء البيعة يجب أن تكون باليد بالنسبة للرجال(أما بالنسبة للنساء فيمسكن مسبحة الخليفة الذي يمسكها من الطرف الآخر) و هي فرض على الذي شاهد في الرؤية بأنه قد أعطى العهد و عليه أن يبايع باليد تصديقا لرؤياه.و لا يملك الواحد منا إلا أن يتساءل: أين يعيش هؤلاء و نحن نشهد اليوم بدايات القرن الواحد و العشرين؟أما المبايعة فهي تتم على يد الرسول ثم على يد السيد علي بن أبي طالب ثم على يد الحسين ثم على يد الشيخ عبد القادر الكيلاني فإسماعيل الولياني فعبد الكريم شاه الكسنزاني فحسن الكسنزاني فعبد الكريم الكسنزاني إلى آخر المبايعة التي تنص على ما يلي:- ((استغفر الله من كل ذنب،تبت و بايعت يدا بيد على يد أستاذ الطريقة الحاضر حضرة السيد الشيخ محمد الكسنزاني و قبلته أستاذي و مرشدي في الدنيا و الآخرة و الله على ما أقول شهيد.))،أي أن الشيخ محمد الكسنزاني أصبح واسطة المريد عند الله.فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم!!!
بعد ذلك ينتقل الباحثان للحديث عن الخوارق و التي تغير اسمها الآن في الكتاب فأصبحت كرامات فهي عند أهل الطريقة (كرامات) و عند الشعوب الأخرى غير المؤمنة هي (خوارق).و يركزان في حديثهما عن مجموعة الدرباشة و هي جماعة مثل جماعة العيساوية و توجد بأنحاء متفرقة من العالم الإسلامي مثل العراق و أفغانستان.و أي مريد يمكن أن يقوم بخارقة شريطة أن يطلب الإذن و الاستمداد و الذي يعني طلب المريد من شيخه أن يتدخل روحيا للقيام بالخارقة أو الكرامة و الصيغة الشائعة للاستمداد عند الدرباشة هي:-
(( مدد يا شيخ محمد الكسنزاني ))
و هل يكون المدد إلا من الله .أليس طلب المدد من غير الله هو شرك به؟!
و يجادل المؤلفان –للتفريق بين ما يحصل في الهند و سرلانكا و غيرها من البلاد البوذية و بين فعاليات الدرباشة-بأن العملية عند المريدين لا تحتاج إلى استعداد،كما أن الاستمداد لا يستغرق سوى ثانية أو ثانيتين.و المريدون على استعداد لاستعراض تلك الكرامات في أي وقت.إضافة إلى ما تقدم يلاحظ بأن معدل التكرار عال و لا تحديد لمناطق الجسم.كذلك التعمق في الجسم عند إحداث الضرر المتعمد و عدم تعقيم الأدوات و عدم التدرب على ذلك مسبقا،كما أن عدد المريدين كبير.من المهم ملاحظة أن ما تقوم به الدرباشة ظاهرة إرتباطية غير مستقلة،بمعنى أن المريد ينجح فقط عندما يمارس الفعاليات بشكل متعمد.و هو بذلك عندما يتعرض في الحالة الاعتيادية لأذي كجرح سكين فإنه يعاني مثلما يعاني بقية البشر.
و حسب الطريقة الكسنزانية يمكن تفسير الكرامات أو الخوارق من خلال النظرة الروحية التي تستند إلى وجود ( مخلوقات روحية).و حلقات الذكر ،التي تمثل روضة من رياض الجنة ،هي لطرد الشيطان.و القاعدة الأساسية للطريقة هي أن:-
(( من لا شيخ له فشيخه الشيطان ))
وأن ذكر الله هو الواسطة بين المريد و شيخه؛و أن الوساطة الروحية هي عبارة عن قيام أحد الأشخاص بدور وسيط بين مخلوقات من عالم الروح من جهة و بشر من جهة أخرى.و بالطبع فإن الشيخ هو الوسيط مرة أخرى.و لا أراني هنا مضطرا للتعليق على ما تقدم فهي ممارسات تتنافى مع ديننا الحنيف و استغلال سيء له.و يردف الكاتبان بالقول :-
(( في حالة الطريقة الكسنزانية تكون ممارسات الفعاليات المختلفة من ظواهر إصلاح و مقاومة التلف الجسمي المتعمد بتدخل من مخلوقات روحية صالحة بينما لغير مريدي الطريقة من هنود و أمريكيين و غيرهم من معتنقي الأديان الأخرى هو بتدخل مخلوقات روحية شريرة)) ، و لا أملك هنا إلا أن أقول: (( لعمري إن هذا لتناقض رهيب!!!!)).
و يذكر المؤلفان بأن للدرباشة أهمية خاصة من الناحية العلمية التجريبية لأنها ظواهر تكرارية 100 % و أنها أي الطريقة تتفوق على غيرها من بقية الطرق.
و يختم الكاتبان حديثهما بالتطرق لأهمية دراسة مثل هذه الفعاليات و يتحدثان في هذا الصدد عن خبرتهما و عن المختبر الذي أسساه استنادا إلى فكرة (بارامان) و التي تعني (بجانب الإنسان).نلاحظ أن التسمية ذات جذور يهودية و دليلنا في ذلك أن مخترع هذا الاسم –إلى جانب المؤلف الأول-طالب يهودي نمساوي و لقبه (هابلغنشتاين)،و هذه الطغمة اليهودية هي غالبا ما تكون وراء كل الانحرافات في العالم و منذ القدم.
في ختام هذه الحلقة دعوني أحكي لكم الحكايتين الصغيرتين التاليتين:-
روى لي أحد الأصدقاء أن أحد اليهود التقى عربيا من المغرب العربي بإحدى الدول الأوروبية و بعد أن تعرفا سأل اليهودي العربي قائلا:- أما زلتم تزورون الأضرحة و تجدبون ؟أليس كذلك؟ فأجاب العربي بنعم؛عندئذ صاح اليهودي جذلا :- لا زالت إسرائيل بخير ، لا زالت إسرائيل بخير!
و القصة الثانية هو أن إحدى الإنجليزيات مات زوجها في الحرب العالمية الثانية فخرجت للبحث عن قبره مستعينة بخارطة أعطتها إياها دولتها و عندما وصلت إلى المكان المحدد وجدت ضريحا يرفرف عليه علم من تلك الأعلام التي نشاهدها على الأضرحة.
|
|
|
|
|