ناقشت طالبات الدفعة الأولى من برنامج ماجستير اللغة العربية وعددهن ست طالبات مشروعات تخرجهنّ والتي تناولت موضوعات لغوية وأدبية مختلفة تعكس اهتمام كلية الآداب والعلوم بالهوية واللغة العربية ودورهما الهام كجزء من المشهد التعليمي والفكري الذي تنتهجه الجامعة.

وقال الدكتورعلي الكبيسي رئيس قسم اللغة العربية إن جامعة قطر تعتز باللغة العربيّة وتولي لها اهتمامًا كبيرًا خاصة مع إطلاق برنامج ماجستير اللغة العربية وآدابها وإرشاد طالبات الدفعة الأولى على تقديم مشروعات قيّمة تتناول موضوعات متنوعة تصبّ في جوهر المجتمع القطري ولغتنا العربية.

وفيما يتعلق بموضوعات البحوث المُقدمة، أشار د. الكبيسي إلى أنّه تم اختيار الموضوعات البحثية الست التي ستقدمها الطالبات لتتماشى مع توجّه الدولة وجامعة قطر نحو تعزيز اللغة العربية، وقال: في بداية الفصل الدراسي، يقوم أعضاء هيئة التدريس في برنامج الماجستير بطرح موضوعات متعددة ليتسنّى للطالبات اختيار أيّ منها، وللطالبة الحرية في اختيار موضوعات أخرى على أن تخضع للموافقة من قِبل لجنة متخصصة من أساتذة القسم بعد مناقشتها بدقة وموضوعية، وشريطة تصبّ الموضوعات في جوهر الأوليات البحثية لدولة قطر لتكون موضوعات حديثة ومتفرّدة وتطبيقيّة.

كما تحدث عن معايير اختيار طالبات ماجستير اللغة العربية موضحا أن الدافعيّة والرغبة في التعمّق في البحث العلمي من أهمّ معايير اختيار الطالبة المُتقدّمة لاستكمال دراسة الماجستير، خاصة وأن مقررات الماجستير تعتمد على الطالب بشكل مكثّف ويقع على عاتقه البحث في مختلف المصادر. كما يجب أن يكون لدى الطالبة خلفيّة عامة عن المسار الذي تودّ اختياره لتتمكّن من إجراء بحث علمي دقيق.

من جهته، قال د. حبيب بوهرور منسق برنامج ماجستير اللغة العربية وآدابها يرتكز اهتمام قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم على خلق ما يُسمّى بالملمح البحثي للطالبة، حيث لم تدّخر الجامعة والكلية والقسم أي جهد يُذكر لتوفير فضاءات بحثية متعددة للطالبات كحضور مؤتمرات وورش عمل وجلسات نقاشيّة، وتتجسّد مشاركة الطالبات ليست في المشاركة فحسب، وإنما في تقديم أوراق بحثية محكمة كان آخرها تقديم 4 طالبات 4 أبحاث مُحكّمة في مؤتمر بالجامعة الأمريكية بالشارقة، ومؤتمر اللغة العربية بدبي، ويعتبر ذلك عاملاً مُحفزّا لغيرهنّ من طالبات ماجستير الدفعات القادمة ليقفن على عتبات البحث العلمي تطبيقيًا وليس نظريًا فحسب وليُساهمن في تقديم أبحاث تخدم اللغة العربية والبيئة القطرية وليس اجترارًا لموضوعات كلاسيكية.

من جانبها، تحدّثت الطالبة نورة خليفة آل ثاني عن بحثها بعنوان "النحو التعليمي وواقع تعليم اللغة العربية .. مدارس قطر نموذجًا" وقالت: " تكمن أهمية البحث في معرفة ما توصلت إليه اللسانيات التعليمية في مجال النحو التعليمي الذي يستند في صياغته إلى نظرية لسانية في الاكتساب، ونظرية نفسية في التعلم، وأوصاف لسانية في اللغة المستهدفة ولمتعلميها في كل المراحل، وإحدى النتائج التي خلص إليها البحث هي الحاجة الملحة لصياغة نحو تعليمي للغة العربية في مدارس قطر".

وأضافت زميلتها جيهان أبو العمرين : تناول بحثي موضوع "جماليات المكان في المتن الشعري عند الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي"، وتكمن جدّة هذه الدراسة في كونها قاربت تشكل وتمظهر المكان بكافة أبعاده ودلالاته ومستوياته عند تميم البرغوثي، من خلال نصوصه الشعرية المنظومة بالفصحى كأداة للكشف عن الأنساق الثقافية والرؤى الأيديلوجية المضمرة في نصوصه الشعرية".

وأشارت الطالبة هيا ناصر الشهواني إلى بحثها الخاص بـ "صورة الرجل في المتخيل النسوي في الرواية الخليجية"، وقالت: عملت هذه الدراسة على تتبع صورة الرجل في الرواية النسوية في منطقة الخليج العربي، لبيان حضور وتمثل الرجل في المتخيل النسوي، من خلال طرح البحث العديد من التساؤلات الإجرائية المفصلة بإسهاب في متنه، منها: كيف نظرت الروائية - كساردة أولاً وامرأة ثانيًا - من خلال نصوصها المتخيلة إلى الرجل؟، وهل كتبت ذاتها من خلاله؟، وهل تجلى الرجل كفاعل ذكوري في مجتمع سلطوي، أم بقي مجرد تشكيل سردي يحكمه التخييل داخل البنية السردية ذاتها؟ وغيرها من المحاور ذات الصلة".

الراية