|
|
اللغة العربية واهميتها
د. ابتسام صاحب موسى الزويني
تعد اللغة ثمرة من ثمار التفكير الإنساني وعن طريقها يؤدي العقل الإنساني العمليات التفكيرية من تجريد، وتحليل، واستنتاج، وموازنة، وربط ، وإدراك للعلاقات بيـن الظواهـر، وبـذلك تكـون اللغـة أداة المـرء في السيطـرة على بيئتـه.
اما لغتنا العربية فانها لغة عبقرية ، تحددت بها النماذج العليا للفصاحة والبلاغة ولها من الخصائص ما جعلها لغة حية قوية، عاشت واستمرت في تطور ونماء وكانت ولازالت أداة التفكير ونشر الثقافة. واللغة العربية هي لغة العروبة والإسلام
ودعامة القومية العربية، فهي لغة حية، قوية ، متجددة، قادرة على استيعاب مستجدات العصر.
واللغة العربية أفضل اللغات وأوسعها بين لغات العالم قديماً وحديثاً ، فهي لغة رسالة سامية ، وحضارة إنسانية راقية ، اتسعت طاقاتها لكي تعمل وتستوعب أرقى حضارة شهدها التاريخ الإسلامي .
ففخرت العرب منذ القديم بلسانها وبيانها، وفخرت بأصولها وأنسابها، كأنما أدركت بسليقتها الصلة الوثيقة بين الجانبين، فاللغة مرآة حياة الأمة والسجل المعبر عن خصائصها،فهي ذاكرة الإنسانية تحفظ لها جميع مكاسبها في الماضي والحاضر والمستقبل وهذا الذي هيأ للإنسان أن يشيد الحضارات المختلفة عبر القرون.
فهي أمتن اللغات ، وأوضحها بياناً ، وأذلقها لساناً ، وأمدها رواقاً ، وأعذبها مذاقاً ، ومن ثم اختارها الله تعالى لأشرف رسله ، وخاتم أنبيائه ، وخيرته من خلقه ، وصفوته من بريته ، وجعلها لغة أهل سمائه ، وسكان جنته ، وأنزل بها كتابه المبين.
ولما شُرفت اللغة بنزول القرآن الكريم أصبح الاعتزاز بها منوطاً بتلك الكرامة لاسيما الإلهية. فهي قومية، إنسانية، وان لغة القومية هي لغة تحمل رسالة إنسانية، فقد استطاعت ان تحمل مبادئ الدعوة الجديدة، وان تبشر بها بين أقوام مختلفة. وخير دليل على ذلك ان القرآن توجه الى الناس كافة، وقد وصف بكونه عربياً في اكثر من آية من آيات الذكر الحكيم ((إنَّا أنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبيّاً لَعَلَّكُم تَعْقِلُون)) ( سورة يوسف /آية : 2)
وقد حظيت اللغة بهذه المكانة العالمية، لا لقوتها فحسب بل لانها لغة القرآن الكريم ولغة الإسلام. ولما كانت دعوة الإسلام عالمية كانت لغته عالمية، واكبت مسيرة انتشاره تقوى بقوته وتضعف بضعفه.
وفي عصور الضعف والجمود، مرت بالعربية أزمات حادة، تعرضت في أثناءها الى التراجع والانحسار، ولكن سرعان ما يعود اليها دبيب الحياة وما ذلك الا لأن الله سبحانه وتعالى تعهدها بالحفظ، إذ تعهد به كتابه الذي نزل بها ((إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِكْرَ وإنَّا لَهُ لَحافِظُون)) (سورة الحجر/ آية :9) ، فاللغة ليست بدائية، لا تقبل التجديد والتطور، فهي على العكس من ذلك لغة حية تملك من الوسائل اللغوية ما يجعلها لغة العلم، ولغة الحضارة الحديثة.
وتنماز لغتنا العربية بانها إحدى الوسائل المهمة في تحقيق المدرسة لوظائفها المتعددة ، لأنها أقوى وسائل الاتصال والتفاهم بين المتعلم وبيئته ، وهي الأساس الذي تعتمد عليه تربيته من النواحي جميعاً ، ويعتمد عليها كذلك كل نشاط يقوم به التلميذ سواء أكان من طريق الاستماع والقراءة ، أم من طريق الكلام والكتابة.
فهي أداة لتحصيل العلم وتوسيع التجربة فالإنسان يتعلم بوساطتها من تجربة غيره وعليها يعّول في تعليم الطلبة المـواد التعليميـة المختلفـة في مراحل الدراسة جميعها.
لقد ارتقت اللغة في العصر الحديث الى درجة أصبحت فيها لغة رسمية في البلدان العربية جميعها، فهي نافذة مشرعة على تجارب الأمة الواحدة وخبراتها وعلى تجارب الأمم الأخرى وخبراتها ، فهي التي تحفظ تراثها الأدبي، والديني، والعلمي، وفي الوقت نفسه تطلع أبنائها على تراث الأمم الأخرى.
وعلى مدرسي اللغة العربية ان يشعروا باعتزازهم بلغتهم، وان يغرسوا هذا الاعتزاز في اذهان الناشئة لان محبة لغتنا دليل على احترام شخصيتنا العربية وكياننا القومي، وان من شعائر الإسلام إتقان لغة القرآن، اللغة العربية الفصحى.
واخيرا يمكنني القول بان كل عربي ان يفخر بهذه اللغة التي فضلها الله وكرمها على جميع دول العالم
|
|
|
|
|