|
|
ذلك الحلم الرائع
د. علي محمد عوين
كانت ليلة من الليالي الأخيرة بمكة - و أظنها ليلة 4/8/2010 ،بالحجرة 1542 بأبراج زمزم بالحرم المكي،كنت قد أكملت قراءة كتاب عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- و قبلها كنت قد انتهيت من ختم كتاب الله عز و جل.كنت متشوقا كثير الشوق أن أرى بمنامي شيئا يهدئ من حالتي إثر ما حصل من تداعيات المقال الذي كتبته في شهر 6/2010 حول رسول الله محمد الرسول العظيم داعيا فيه إلى توحيد الواحد الأحد و الرجوع إلى الطريق المستقيم،و خصوصا ما واكب ذلك من حملة منبرية و إذاعية وصحفية شعواء اتهمت فيها زورا و بهتانا بالإلحاد بل و بالكفر؛فكنت دائما أطلب الله العلي القدير أن يرشدني إلى الصواب و أن يريني ما إذا كنت أسير على الصراط السوي أم لا و أن ينصرني إذا كنت كذلك و أن يعاقب من قام بتلك الحملة النكراء. لا أنسى أن أذكر بأنني بعد أن قمت بأداء مناسك العمرة توجهت إلى الله سبحانه و تعالى و أنا أطوف بالكعبة متوسلا متضرعا "أن حسبي الله و نعم الوكيل" في كل من حاول تشويه سمعتي أو النيل مني بأي طريقة.
كانت الليلة كما ذكرت ،و التي ابتهلت فيها إلى الله أن أرى بمنامي ما يرشدني إلى الحق و أن أتبين الصواب من الخطأ.رأيت في منامي أن رجلا مهيبا ضخم الجثة محرما إحراما أبيضا يطوف بالكعبة، حيث بدت اسطوانية الشكل لا مكعبة كما أنها زيتية اللون بنقوش مرسومة بالأسود و كذلك صحن الكعبة، و مع الرجل أفراد أقل منه حجما و أقصر و هم أيضا محرمين بالأبيض الناصع و يبدون في شكل جميل جدا كما يطوفون معه في شكل شعاع و بتوافق كبير و كأنهم وضعوا على عقرب ساعة حائطية كبيرة لا ينزاحون عنها ، و كلما ابتعد الفرد عن قائد الطواف قل حجمه.كما أنه قبيل نهاية الشعاع كان هناك انثناء في الشعاع إلى الخلف يدل على عدم مواكبة طواف الأولين. و عندما نظرت إلى تلك الثنية ظننت في البداية أنني من ضمنها فحزنت كثيرا و تألمت و لكنني فجأة اكتشفت بأن الشعاع عاد ليستقيم بعد الثنية و كنت أنا بنهاية الشعاع بإحرام بال(مبهدل) و أهرول حتى أستطيع مواكبة الطواف ،ففرحت كثيرا ثم نظرت إلى الرجل المهيب الذي يقود الطواف فإذا به رسول الله ،صلى الله عليه و سلم، فصحت بصوت عال " يا لله رسول الله يطوف بنا"؛فالتفت إلي لفتة خاطفة و عاد ليكمل الطواف بنا.
لم استطع تبين ما إذا كانت تلك الالتفاتة تنم عن عدم رضاه عن الكلام أثناء الطواف أو أنها التفاتة تدل على لوم أو "زعل".أو أنه لا يريدني أن أرى وجهه جيدا و الذي لم أتمكن من تبينه كثيرا.لقد كان له جمال رجولي و هو ذو بشرة لا هي بالسمراء و لا البيضاء.كانت هذه هي نهاية الحلم.
على إثر حلمي صحوت و أنا فرحان و حيران، فالحلم في مجمله يدل على أنني أقتفي طريق الحق برحمة من الله و هديه و إذنه.كما أن الهرولة تدل على عمل كثير مطلوب للرجوع إلى طريق الحق و الطريق السوي.
لا يفوتني أن أضيف بأن عدد المنخرطين في الشعاع الطواف قبل الثنية هم في حدود التسعة أو العشرة و من في الثنية هم في حدود الاثنين أو الثلاثة و كنت أنا الأخير عندما ارتدع الشعاع إلى مساره المستقيم.كما أنه لا يوجد أي فرد آخر يطوف داخل الصحن عدا المذكورين؛ و لا أجد تفسيرا لذلك إل أنها القرون الأربعة عشر من عمر الإسلام. و السابقون سابقون.
تركت تلك المدينة ( التي قدمت لها الكثير و الكثير و أقلها تأسيس أول كلية جامعية و أول جامعة ) غير آسف و عدت إلى مدينتي الأصلية مباشرة بعد عودتي من العمرة...... و قامت الثورة.... و سبحان الله فقد نال كل من ساهم في تلك الحملة الشنعاء ضدي عقابه فمنهم من هو مشرد يتنقل من بلد إلى آخر و الله أعلم بحاله و منهم من هو في إقامة جبرية و منهم من هو في السجن ينتظر نحبه و آخرون أصبحوا كما مهملا بالمدينة لا وزن لهم بعد أن كانت لهم المكانة الاجتماعية المرموقة.تلك هي حكمة الله و من نصر الله و دينه نصره الله.
|
|
|
|
|