للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

قواعد اللغة العربية يجب أن تكون حاضرة في أسماء الشوارع

محمد العقيدي

تلقت بوابة الشرق ردود افعال حول التحقيق الصحفي الخاص بضرورة اعادة النظر في مسميات الشوارع والطرق مؤيدة ما تم طرحه من آراء. فقد قال السيد أحمـد عبدالـرحيـم في رسالة ارسلها لـ بوابة الشرق معقباً على التحقيق لقد طالعتنا جريدة الشرق "وبالتحديد قسم التحقيقات" بتاريخ (23 يونيو 2014، ص 27) بتحقيق راقني، حول أسماء بعض الشوارع في قطر، وضرورة الاحتفاظ ببعضها، وتعديل بعضها الآخر؛ لأسباب.. منها: الغرابة، وعدم اللياقة، وعدم الاستخدام... وهكذا.
فأثار هذا التحقيق رغبتي في التعليق على ملف "أسماء الشوارع" فيما تابعتُ في الدوحة.
طوال حياتي.. لم أرتح يوماً لأن تكون الأرقام هي "أسماء" الشوارع، لا سيما في مدينة أسكن فيها. أشعر في الأحياء المنظمة شوارعُها وفقاً لأرقام وفقط بأنها قادمةٌ من رواية "السيد من حقل السبانخ" لصبري موسى ورواية "حديقة الحيوانات" لجورج أوريل.. وما شابه، حيث برودة "التقدم"، وجفاف الآلة، و"تنميط" الإنسان و"تشييئه"!
من هنا جاءت سعادتي الغامرة بأن أُوفَّق أوائلَ قدومي دولة قطر إلى "فِريج" ابن عمران، في قلب الدوحة العاصمة.. حيث سكنتُ في شارع "الطبري" (الفقيه المفسر، الفقيه، المحدث، المؤرِّخ: أبوجعفر الطبري)، مجاوراً شوارعَ أطلقت عليها أسماء عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلماء الأمة المسلمة ونابغيها عبر القرون، ومن أبرز هؤلاء: سعد بن معاذ، نُعيم بن مسعود، عُمير بن وهب، مالك بن سنان، صفوان بن أمية، أبوبُرْدة، ابن مجاهد، الأبَّار، جرير، الفرزدق، ابن الفارض، الشريف الإدريسي، أبان بن سعيد... وغيرهم.
وقبل أن أتوقف عند بعض هؤلاء الأعلام في مقالاتٍ تالية (إن شاء الله تعالى وقدَّر).. أحب أن أذكر أنني أول ما سمعت اسم الحي ظننته مسمًّى على اسم رجل اسمه "فِريج بن عمران". ثم لما تكرر "اسم" فريج أثناء تجوالي في الدوحة وما حولها، وجدت عدداً من الأحياء مسماة بـ"اسم" فريج هذا، فهناك أيضاً: فريج "بن" محمود، فريج العلي، فريج الهِتمي، فريج السودان... وغيرها.
وهو الأمر الذي حداني إلى تأمل الموضوع.. فوجدتُ، بمراجعة مصادري المكتوبة، أن "فريج" ليس علَماً لرجل، بل كلمة معناها فيما ظهر لي حتى الآن "الحي"، وتطلق عادة في عدد من مناطق شبه الجزيرة العربية على الأحياء القديمة!
إذن.. فحق اللافتات أن تكون هكذا: فريج ابن عمران وفريج ابن محمود مثلاً، لا: فريج بن عمران وفريج بن محمود.. حيث إسقاط ألف "ابن" توهم مثلي القادمَ والزائرَ بأن عمران ومحمود هما أبوا فريج!

وعندما يقال "ابن عمران" و"ابن محمود"، مراداً بهما الحيان في الدوحة؛ فلا يحسُن أيضاً حذف ألف "ابن"؛ إذ القاعدة أن تُثبَت ألف "ابن" في مثل هذه الحال.
وهذه ملاحظة أتمنى ألا تبدو شكلية، فهي جزء (وإن بدا يسيراً) من احترامنا، نحن العربَ، للغتَنا وقواعدَها المستقرة.. ولهذا الحديث، بإذن الله، عودةٌ ولا بد!
غير أن هذه الملاحظة، لن تنسيني التوجه بالتقدير العميق لأولئك الكرام المجهولين لي، الذين فكروا في إطلاق هذه الثلة من الأسماء المنتقاة على شوارع هذا الحي الجميل في قلب الدوحة.. فما أجمل أن يشعر الإنسان بأن ثمة عقلاً ذكيًّا واعياً فكر أثناء التخطيط العمراني في جانب يتصل، بوجهٍ ما، بروح العمران..
فلأولئك الكرام تحيتي وتقديري، والله يجزيهم وكلَّ مجوِّدٍ ومحسنٍ في عمله خير الجزاء في الدارين.
ولا أخفي أن من مقاصد كتابتي حول هذا الموضوع توجيهَ هذه التحية الواجبة.
......
أما عن "ابن عمران" هذا الذي سُمِّي الحي باسمه؛ فلم يتبين لي من مراجعة ما لديّ من مصادر.. وأتمنى على الإخوة والأخوات المهتمين أن يتفضلوا عليّ بما لديهم حول هذا الأمر.. مما قد يكون مدوَّناً، أو مما قد يكون في صدور أهل قطر الكرام من أهل الاهتمام بتأريخ مثل هذه الأمور.

بوابة الشرق

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية