|
|
|
|
الدكتور وافي حاج ماجد مستشار جامعة الدول العربية الإعلامي: التيار المتنامي في خدمة اللغة العربية في تقدّم متواصل
خالد محمد اللحّام
أكد الدكتور وافي حاج ماجد مستشار جامعة الدول العربية ان سلسلة الكتب الجديدة التي أصدرها تحت عنوان «مفاتيح النجاح» تثبت ان التيار المتنامي في خدمة اللغة العربية هو في تقدم، وان هذا التقدم مستمر في ظل العوربة جاء ذلك خلال حوارنا معه كالتالي:
{ ماذا عن مفتايح النجاح؟
- مفاتيح النجاح كسلسلة جاءت تلبية لحاجة ملحة وانعكاساً لواقع بدأ يزدهر في احتضان اللغة العربية ودفع مسيرتها إلى الأمام، أولاً بالنسبة للتربية فالناس والأهل والأسر والمدارس تشكو من قلة الكتب التي تعنى بالتطبيقات الجيدة ذات المستوى الجيد خصوصاً في العروض والبلاغة فقد باتت أذواق وثقافة الطلاب ضحلة جداً وبعيدة عن مستوى ثقافة الكتاب وبالتالي صارت هناك فجوة بين الطلاب وبين الكتب المنهجية التعليمية.
اليوم البيئة الحاضنة للطالب عناصرها ثلاثة: المعلم، المدرسة، الكتاب نحن نظرنا ووجدنا في كل من هذه العناصر اشكالية ورأينا ان البداية تكون في معالجة الاشكالية بين الطالب والكتاب لأنه متى ما تمت هذه المعالجة على قاعدة من كان له واعظ قد يستغني عن المواعظ فإذا اقبل الطالب بهمته وانصرف برغبته إلى المادة العلمية سواء في اللغة أو غيرها صار عنده حب المعرفة وتجدد فيه ذلك الشعور بتحصيل المزيد لا ان يتحول الكتاب إلى مجرد عبء يلقيه الطالب عن ظهره إلى ورقة الإجابة وبعد ذلك على الدنيا السلام لا بل بعد ذلك يصير عنده تشوق إلى التحصيل العلمي الجاد.
ثانياً نظرنا في المكتبات فوجدنا انه يوجد كتب تتعلق بتطبيقات النحو والقواعد، في الإنشاء والتعبير، في معالجة بعض النصوص وتحليلها لكن وجدنا ثغرة فيما يتعلق بالبلاغة والعروض مع العلم ان الشعر هو ديون العرب وعنوان الأدب فإن كانت العلاقة بين الشعر وبين الطالب بعيدة نستطيع ان نعرف مستوى ثقافته، وشريان من شرايين الأدب هو البلاغة فإن كان هذا الشريان مقطوعا فلا عروض ولا أدب ولا شعر ولا بلاغة، وإذاً، أين الطالب؟
{ والمراحل التي تناولتها؟
- من أمرئ القيس حتى أمين نخلة وإلياس أبو شبكة.
{ والأساس فيها؟!
- ركزنا على المرحلتين الثانوية والمتوسطة لأنها المرحلة الأساس في انتقال الطالب عبر نضجه المعرفي وتأمينه للجامعة، كثيرون يعتقدون ان تحضير الطالب للجامعة تبدأ من البكالوريا وهذا غير صحيح لأن البعض يبدأ بتركيز ابنه من مرحلة الثالث ثانوني ولكن البداية حقيقة تكون من المرحلة المتوسطة بعد انتقال الطالب من طور الدراسة الابتدائية ووصوله إلى سن معينة ونضج معين يحتاج إلى تأسيس واضح، ولم تكن هويته الثقافية وارتباطه واضحاً بلغته وكان عنده فقر في البلاغة والقواعد والأساليب واللغة عموماً، تلك الملكة يصعب بعد ذلك تحصيلها.
{ ماذا حفظ الشعر وتأثيراته؟
- كنا نسمع أحياناً عن الكثير، الحفظ مهم جداً والبعض يعده أساساً في الإنشاء وفي تأسيس الجيل المثقف الواعي الناضج تصفح مسيرة الشعراء المعاصرين والقدامى تجد أن احدهم بدأ بالحفظ أبو نواس معروف كم حفظ حتى صار شاعراً وحتى الياس أبو شبكة وبشير يموت وناصيف اليازجي وإبراهيم اليازجي، كان هنا اندفاع لحفظ الشعر وكان عندنا شعراء حقيقيون وعندما غاب الحفظ أو غيّب لم نعد نسمع بشعراء لهم وزن واعتبار.
{ كيف يمكن للطالب الانتقال من النظرية إلى التطبيق؟
- المران هو وسيلة الطالب للعبور من النظرية إلى التطبيق، من التصور للمسائل والأحكام والقواعد إلى وضوح الرؤية، فلا بد من هذا التطبيق ونتائج التطبيق تظهر تباعاً في ثقة الطالب بنفسه وبراعته وأسلوبه، لماذا يدرس البلاغة؟ هل ليحفظ التعريفات ثم ينساها أم ليتأثر أسلوبه ارتقاء بذلك؟
{ هل يمكن ان تحقق المطلوب عبر طرق الحل المطروحة؟
- في بعض الأحيان كانت تصطدم بجدر متعددة، هي عادة تسعى إلى الانطلاق إلى الأمام ودون بلوغ الأهداف عقبات، هي تسعى إلى عقد المؤتمرات والمنتديات وطرق الحل والحلول المقترحة وتطرح توصيات متعددة تظل غالب الأحيان حبراً على ورق، وقد مضت عشرات السنين ويجتمع أهل الاختصاص ويتدارسون ويبدأ جلد للذات ثم خلاصات وتوصيات لا تجد تنفيذاً وتعرض إضافة من هنا وتعديلاً من هناك ولكن في السنوات الست الأخيرة شهدنا نهضة ما أو صحوة باتجاه اعادة تعزيز اللغة العربية وحصل ادراك إلى ان هناك من يسعى إلى سبقنا في الهوية العربية.
وهنا نشير إلى ان مثقفي العولمة سبقوا أجيال مثقفينا وشعوبنا بمراحل فبتنا نحن في خانة المتلقي وردة الفعل.
هذا الأمر دفع بعض الأطراف العربية إلى اخذ المبادرات، على مستوى الخليج، الإمارات، السعودية، كلنا نعرف مؤسسة الفكر العربي والأمير خالد الفيصل، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حصل تحرك حاضن للغة العربية وأنا عضو فيه وهو متصل بأعلى الهيئات الدولية في الأمم المتحدة في اليونسكو ولأول مرة يشهد الواقع العربي ان التوصيات ما عادت مجرد حبر على ورق فمؤتمر 2011 وهو الأول بعد التأسيس عقد في بيروت ومن توصياته العشرين توصية تقول لا بد من ايصال الرسالة وتخصيص يوم عالمي للغة العربية في الأمم المتحدة وهذا ما حصل بعد اشهر وقرر يوم الثامن عشر من ديسمبر يوماً عالمياً للغة العربية وعمم على الدول الأعضاء وهذا إنجاز.
{ كيف يمكن تفعيل هذه المؤتمرات؟
- في ندوة الأردن سنة 1998 لأول مرة قالوا اننا سنرفع التوصيات في التسمية إلى التزامات، واشاروا إلى اللغة العربية داعين إلى الإهتمام بمرتب استاذ اللغة العربية وبتخصيص منح خاصة لمعلمي اللغة العربية لإعادة تدريس اللغة العربية.
اللواء
|
|
|
|
|
|