للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  المؤتمر الدولي الحادي عشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

استطلاع للرأي : 55 % يحملون الحكومة تدني مستوى اللغة العربية في قطر


أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “البدع” الإلكترونية عبر موقعها حول المسؤول عن تدهور مستوى اللغة العربية في قطر، أن حوالي 55% من المشاركين في الاستطلاع يحملون الحكومة ومؤسساتها المسؤولية، وقد يكون ذلك عائدا إلى كونها الوحيدة المسؤولة بالدرجة الأولى عن تعليم الطلبة ورفع مستواهم التعليمي عبر المناهج التعليمية التي تقدمها.

وأشار الاستطلاع إلى أن حوالي 20% يحملون المقيم الأجنبي المسؤولية، في حين أن حوالي 10% فقط  يرون المواطن هو المسؤول، لاهتمامه باللغة الإنكليزية على حساب اللغة العربية مما أثر على مكانتها فلم يعد هناك من يهتم بها أو لها، إضافة إلى هجرها في الحياة اليومية مكان اللهجات العامية الأخرى.

كما كشف الأستطلاع أيضا أن 7% ممن تم استطلاع آرائهم يرون مأزق اللغة العربية أوضح مايكون في وسائل الإعلام، ذلك أنها تمثل الواجهة التي تعكس مختلف التفاعلات الثقافية والقيمية في أي مجتمع، وبالتالي فإنها تؤدي أخطر الأدوار في الارتقاء باللغة العربية أو الحط من شأنها، ذلك أن التأثير الهائل الذي أخذت تلك الوسائل تمارسه في حياة الناس أصبح يضعها في مقدمة العوامل المؤسّسة والمشكِلة للإدراك العام.

من جهة أخرى يرى 6% أن ذلك راجع إلى عوامل متداخلة فيما بينها ولايمكن تحميل طرف واحد على حساب آخر، حيث إن الاهتمام باللغة الإنكليزية على حساب اللغة العربية أثر على مكانتها فلم يعد هناك من يهتم بها أو لها، هذا إضافة إلى هجرها في الحياة اليومية وشيوع وانتشار اللهجات العامية والأجنبية بدلا عنها.

ورغم اختلاف المشاركين في الاستطلاع في من يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى عن تدني مستوى اللغة العربية، إلا أنهم مجمعون على تراجع مستواها سواء لدى طلبة المدارس بشكل خاص أو في الشارع بشكل عام.

كما أن أعدم تعليم الأطفال في المراحل العمرية الأولى وعدم تشجيعهم لدراسة مبادئ اللغة العربية، بدل لغات أخرى يؤثر سلبا على مسارهم التربوي ويهدد في الأخير هوية المجتمع، الذي عجز عن تكريس لغته كلغة أساسية للتدريس ولم يعد لها مكان سوى عبر نشرات الأخبار أوفي خطب الجمعة.

وقد كشف تقرير أعدته هيئة التقييم  بالمجلس الأعلى للتعليم حول الأداء المدرسي إلى تدني مستوى الطلاب في مادة اللغة العربية، تليها الرياضيات والعلوم، مما يعني وجود خلل يتعلق بالعملية التعليمية التي تدرس بها هذه المواد.

أهمية اللغة الأم

تكمن أهمية اللغة الأم فيما يلي:

    أن الإنسان لايستطيع أن يستوعب العلوم ولا أن يبدع فيها على النحو المنشود، إلا إذا استخدم لغته الأم.
    أن اللغة الأم هي وسيلة الاتصال والتواصل، ومن خلالها تتضاعف قدرة الإنسان على الاستيعاب والإبداع.
    أصدرت منظمة الصحة العالمية أحد الأبحاث التي ذكر فيها أن الدول التي يدرس فيها الطب بغير لغتها هي الأكثر في زيادة الأمراض لنشوء بعد معرفي كبير بين المتخصص والشخص البسيط.
    دراسة أخرى أكدت أن الدول التي سجل فيها عدد براءات اختراع أكثر هي الدول التي تدرس العلوم بلغتها.

 اختلاف أسباب تدني مستوى اللغة
السياسة التعليمية:

رغم تفشي ظاهرة تدني مستوى اللغة العربية في قطر، إلا أن هناك أسبابا عديدة مختلفة وراء ذلك التدني، فالإهمال الذي تلقاه اللغة العربية مثلا عند طلبة الجامعة والمدارس له دور كبير في التأثير على مكانة اللغة العربية في الحقل التربوي وعلى مكانتها عند الأجيال القادمة، ويرجع ذلك إلى السياسة التعليمية الماضية التي كانت ترتكز بشكل كبير على اللغة الإنجليزية في كافات المستويات التعليمية قبل قرار سياسة التعريب الأخير، الذي جاء رغم إكراهات سوق العمل ومقتضيات سوق الإنفتاح على العالم، وتعكس هذه السياسة الجديدة تمسكا بالثوابت وتعزيزا لحضور لغة المجتمع.

ويرى البعض أن المدارس المستقلة أكثر حاجة إلى التعريب من الجامعة، ذلك أن التعريب يجدي فائدة أكثر عندما يبدأ من القاعدة إلى القمة وليس العكس.
افتقار المناهج لعنصر التشويق

أضحى الاهتمام بالمناهج الدراسية وبمحتواها وصناعتها وانعكاسها على الفرد والمجتمع سمة بارزة من سمات التحول والتطور في القرن الحادي والعشرين، ولعل ذلك هو ما تفتقده اللغة العربية في عصرنا اليوم، وقد أكدت دراسة قام بها باحثون لمناهج تعليم اللغة العربية افتقار كتبها إلى عنصر التشويق، لعدم ارتباطها بواقع الطالب وحياته العلمية وحاجاته ومتطلباته وظروف عصره، وافتقارها كذالك إلى الترابط.

ويرى البعض أنالمشكلة تكمن في نوعية الكتاب المقرر فبعض الكتب المقررة كتب تراثية كتبتبلغة عصرغير الذي نعيش فيه وتغلب عليها أمثلة لا تتردد على ألسنة الناس فيعصرنا مما يسبب فجوة فكرية وصعوبة في فهم بعضها.

وبالتالي فلاغرابة أن يكون لمناهج تعليم اللغة العربية نصيب من النقد والاتهام لدورها في ضعف الطلبة والطالبات في فنون ومهارات اللغة، ولقصورها عن تحقيق الأهداف اللغوية والتربوية التي وضعت من أجلها، وهذا يوضح أن هناك أسبابا تعود بصورة مباشرة إلى مناهج اللغة العربية بالمفهوم الواسع للمنهج المدرسي الذي يشمل الأهداف ومحتوى الكتب المقررة، وطرق التدريس وطرق التقويم المتبعة.

ومما يؤخذ على مناهج التعليم ليس في قطر خصوصا، بل في أغلب الدول العربية عموما هو عجزها عن بث الاعتزاز في نفوس الطلبة بلغتهم العربية والشعور بقوتها ومرونتها وقدرتها على استيعاب التطورات العلمية والتقنية الحديثة، كما يؤخذ عليها أيضا أنها لاتولي اهتماما كافيا بتنمية مهارات الطلبة اللغوية وتعويدهم على ممارسة اللغة واستخدام مفرداتها حتى تستقيم ألسنتهم .
إغفال المراحل التعليمية الأولى لدى الأطفال

ففي مرحلة نشوء الطفل تجد العائلة تهتم بتعليمه اللغة الإنجليزية قبل تعليمة العربية، وللأسف يعتقد البعض او الغالبية أن هذا شيء جيد، ولكن من الخطأ تعليم الطفل لغة أجنبية في مرحلة مبكرة، بل يجب تأخيرها قليلا حتى تكون لغته الأصلية قد ترسخت جيدا بداخله.
تغليب العامية على الفصحى

يرى البعض أن انتشار العامية يمثل خطرا حقيقيا على الفصحى، وخاصة العامية المكتوبة، لأن المكتوب هو الذي يحفظ ذاكرة الأمة الثقافية والدينية والتاريخية والاجتماعية، فعندما ننتقل بكتابة الفصحى إلى العامية سيبدأ اضمحلال العربية الفصحى.

ومن الملاحظ في أغلب المدارس المستقلة وغيرها وحتى الجامعة حرص الأساتذة على استخدام العامية بدل الفصحى أثناء تقديمهم للدروس بدافع تقريب المعلومة للطلبة، فالنص الذي يُدرسِّه الأستاذ بالعربية، بينما يأتي الحديث على لسانه بالعامية، واللغة بطبيعتها لاتتجزأ ولاتكون صالحة للآداب دون أن تكون صالحة للعلوم ولاتكون صالحة في التعليم دون أن تكون صالحة في الشارع.

وللأسف، فقد احتلت اللغات الأجنبية عقول الكثير قبل ألسنته، وأصبحت متداولة في المدارس والشوارع وحتى في البيوت، وهناك من يخجل أن يتكلم باللغة العربية، معتبرين التحدث باللغة الأجنبية هي الثقافة والموضة والأناقة و”الإتيكيت”، وأصبح البعض منا يتباهى بها، إننا لسنا ضد تعلم اللغات الأجنبية، فمن تعلم لغة قوم أمِن شرهم، ولكننا ضد تغلغلها واحتلالها لمساحات شاسعة من تفكيرنا.

ويختلف الباحثون حول مستقبل الثنائية اللغوية في الوطن العربي، فيقول بعضهم أن اللغة العربية الفصحى سوف تغلب العامية وسوف تصبح تستخدم بشكل عام حتى خارج المعاملات الرسمية، وذلك بزيادة المادة الصوتية الفصيحة التي يتم الاستماع إليها يوميا، بالإضافة إلى الرسوم المتحركة التي سوف تساعد الأطفال على تعلم الفصحى قبل دخول المدرسة. وهناك اقتراحات بتبسيط قواعد العربية الفصحى قليلا لتسهيل تعلمها.

بينما يرى باحثون آخرون أن اللهجات العامية سوف تتطور أو سوف تندمج في لهجة عربية واحدة تتوازى مع الفصحى. وهناك الكثيرون ممن يؤيدون دمج العامية والفصحى معا بحيث تتكون لغة جديدة بين الإثنتين. لكن هذا الاقتراح لا يحظى بالكثير من التأييد نظرا لأن الفصحى هي لغة القرآن والشعر والأدب.

سيظل هذا الخطر ماثلا إذا ما فقدنا التوازن بين وظيفة اللهجة ووظيفة اللغة‏،‏ فاللهجات لها احترامها ولها أهميتها‏،‏ وهي في كثير من الأحيان متفرعة عن اللغة‏،‏ ولكنها تؤدي وظيفة الاتصال العملي ولغة التحدث والتراث، أما اللغة العربية الفصحي فهي الأم التي تشكل لغة الكتابة‏،‏ وتؤدي وظيفة الاتصال العلمي والفكري والجمالي والإبداعي.
محنة اللغة في وسائل الإعلام

إعلام

تتمثل محنة اللغة في وسائل الإعلام في ثلاث مظاهر رئيسية:

    شيوع الأخطاء النحوية في العربية الفصحى المستخدمة.
    شيوع الكتابة بالعامية في المقالات والإعلانات، وفي تقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية.
    كثرة استخدام المفردات الأعجمية في ثنايا الخطاب الموجه إلى المتلقي العربي، وفي بعض الأحيان يتم نشر إعلانات كاملة باللغات الأجنبية.

من أجل هويتنا

إن ارتباط اللغة بالهوية ارتباط وثيق وقوي ومقدس،‏ يحفزنا نحو مزيد من الاهتمام بلغتنا العربية والنهوض بها وعلاج مشكلاتها والتصدي للأزمات العديدة التي تمر بها، وليكن معلوم لدينا أنه وبدون لغتنا لن نستطيع أبدا أن نقدم بطاقتنا للآخرين‏، ولن نتمكن من أن نجد لأنفسنا مكانا وموطئ قدم في خضم حضارات العالم المتطور، وبدونها سنظل نفرط في تراثنا الأصيل وفي ثقافتنا ومفرداتنا الشرقية العربية، وسنظل نتطلع إلى الثقافات الغربية باعتبارها من علامات التقدم الحضاري والفكري.
النهوض باللغة العربية

من أجل نهوض اللغة العربية من كبوتها فإنه لا بد من تجاهل الكثير من القواعد الفرعية التي لم تعد تستخدمها العربية المعاصرة والتي تثقل كاهل الدارسين وتنفرهم من تعلم اللغة والإقبال عليها‏، وفي نفس الوقت‏ محاولة إيجاد أو استحداث قواعد جديدة تتسم بالمرونة يتم إدراجها ضمن القواعد الحديثة المكتشفة في مناهج تعليم اللغة‏ دون المساس بالقواعد الرئيسية الجوهرية‏.‏

اللغة العربية لغة متطورة وقابلة للتجديد والدليل استخدامها في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، إنها بالتأكيد لغة مختلفة عن تلك اللغة التي كان يتحدث بها الفرزدق وعمرو بن كلثوم في العصور الماضية، وهي مختلفة كذلك عن لغة طه حسين في العقود القريبة التي خلت.

وقد بينت سمو الشيخة موزا بنت ناصر في منتدى النهوض باللغة العربية بمركز قطر الوطني في شهر مايو/ أيار 2012، أهمية اللغة العربية ودورها المحوري في توطين الثقافة وحماية الهوية.

ويرى موجهوا اللغة العربية إلىأهمية تفعيل جهود النهوض باللغة العربية في المدارس من خلال توعية النشءبوجوب إلمامهم ومعرفتهم جيدا باللغة الأم، إضافة إلى الدور الإيجابي الذييمكن أن تلعبه المنتديات والفعاليات المختلفة.
الحلول المقترحة:

    يجب علينا أن نذكي في نفوس الناس أهمية هذه اللغة ومكانتها وأنه لاغنى لنا عنها كما يجب أن نعتز بها لا بغيرها من اللغات.
    علينا أن نقلل قدر المستطاع من اللهجة العامية وخاصة في كتاباتنا ومقابلاتنا وأن نحاول التجديد في استعمال الكلمات العربية.
    محاولة التخلص من الألفاظ الدخيلة على اللغة العربية.
    تبيين الأخطاء اللغوية الشائعة والتشهير بها وتصحيحها كي يتجنب الناس الوقوع فيها.
    إصدار قوانين تعزز وجود اللغة العربية والنظر إليها بوصفها لغة بحث علمي وفكرة قادرة على استيعاب التطورات والمتغيرات المتلاحقة.
    إنشاء الجمعيات الأهلية التي لها دور كبير في حماية اللغة العربية وترقيتها، كما هو الحال في كثير من البلدان العربية مثل: الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة الغربية، الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، الجمعية العلمية السعودية للغة العربية وجمعية حماية اللغة العربية في الشارقة.
    البرامج والمبادرات لحماية مكانة اللغة العربية، حيث تنفذ جمعية قطر الخيرية برنامج “الفصحى بالممارسة” بالتعاون مع بعض المدارس لتلقين الأطفال اللغة سليمة كأداة تخاطب رئيسية بين الطلبة والمعلمين خاصة في مرحلتي الروضة والإبتدائية.

أهمية سياسة التعريب الأخيرة

يعكس قرار تعريب التعليم، رغم إكراهات سوق العمل ومقتضيات الإنفتاح على العالم،تمسكا بالثوابت وتعزيزا لحضور لغة المجتمع وهويته.

وكان المجلس الأعلى للتعليم قد أصدر مؤخرا، اعتبارا من ربيع 2012 قرارا بتعريب لغة التعليم في جامعة قطر وقبول الطلاب فيها مباشرة دون الحاجة إلى دراسة برنامج تأسيسي باللغة الإنجليزية.

وينص القرار على أن تكون الدراسة باللغة العربية في تخصصات القانون والشؤون الدولية والإعلام والإدارة والاقتصاد.

سيساعد القرار الجديد على ترقية اللغة العربية وتعزيز مكانتها في مختلف المجالات، وسيساعد ولو قليلا على تغيير واقعها.

ويى الكثير أن قرار التعريب قرار حكيم ، لكنه يجب أن يبدأ من القاعدة وليس من القمة، أي أن يبدأ من المدارس المستقلة التي هي أكثر حاجة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية من الجامعة.

البدع

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية