للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

الاعتداء على اللغة

تحسرت على اللغة العربية وأنا أسمع ممثل النيابة فى قضية الرئيس مبارك. ما إن بدأ حديثه حتى عجت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى بالانتقاد الشديد. بقدر ما تألمت مما أسمعه فى المحكمة. بقدر ما سعدت بهذه الضجة على فيس بوك بصفة خاصة. ذلك معناه أن الناس تعرف العربية الصحيحة. على الأقل لم تستسغ الآذان كل هذه الأخطاء. لم تعتد كل هذا الكم من الركاكة.

إذاعة المحاكمة على الهواء كشفت الفاجعة. قبل النيابة مباشرة ترافع الأستاذ فريد الديب على مدى أربعة أيام بلغة عربية صحيحة. لم لا يكون أعضاء النيابة كذلك. هل هو تعليم المدارس الأجنبية. هل هى حقوق الإنجليزى والفرنساوى فى غياب حقوق العربى. هل لأن الانضمام إلى سلك النيابة قد شابه الكثير من الأهواء كما تردد وسائل الإعلام. أيا كانت الأسباب فقد بدا واضحا أهمية اللغة العربية فى حياة رجال القضاء بصفة عامة. الأمر لا يقل أهمية عن مذيعى نشرات الأخبار الذين يخاطبون الناس على الهواء مباشرة.

للأسف سمعنا ركاكة فى الإلقاء. سمعنا خطأ فى نطق آية قرآنية. سمعنا رفع المنصوب وجر المرفوع. ربما فى كل الكلمات والجمل بلا استثناء. لم يأخذ المتحدث بالأحوط على قاعدة «سكن تسلم». لم يدرك أن هذا الأمر يضعف من شأن الادعاء. هو يضعف أيضاً من المرافعة إذا كان المتحدث أحد المحامين. ربما تكون فصاحة المحامى أحد مصادر قوته كما عضو النيابة سواء بسواء. هو يضعف أيضاً من شخصية هذا وذاك أمام هيئة المحكمة وأمام جمهور المتابعين.

الأزمة ليست فى القضاء فقط. فقد استشرت حتى فى الصحف. إلا أن هناك مراجعين فى الصحف ينقذون ما يمكن إنقاذه. الوضع يختلف فى التعاملات المباشرة. ما حدث فى المحاكمة المشار إليها يجب أن نتوقف أمامه. يجب إعادة النظر فى مناهج كليات الحقوق بما يجعل اللغة العربية مادة أصيلة. يجب أن تكون هناك دورات تدريبية فى هذا الشأن. هى مسؤولية نادى القضاة بالنسبة للعاملين بسلك القضاء. مسؤولية نقابة المحامين بالنسبة للعاملين بمهنة المحاماة. يبدو أنه لا هذه موجودة ولا تلك.

بالتأكيد أى فرد حريص على تطوير نفسه. رفع مستواه. كل فى موقعه. إن فى القانون. أو فى اللغات الأجنبية. أو فى الحاسب الآلى. إلا أننا جميعا نعتقد أننا نجيد التحدث بالعربية. هذه ليست حقيقة. المسألة أكبر من ذلك بكثير. هى لغتنا الجميلة. يجب أن نبذل جهدا من أجلها. إن تجاهلناها إلى هذا الحد فماذا تبقى لنا. يمكن الاستعانة بكلية دار العلوم. بالمجمع اللغوى. بمجمع البحوث الإسلامية. الوسائل كثيرة والطرق عديدة. إلى أن يتم ذلك فليقرأ مرافعته. أحد من الناس يتولى تشكيلها، على الأقل إذا كانت مذاعة على الهواء.

المصري اليوم

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية