|
|
من هو المعسر قرائيًّا؟؟
د. نوال بنت سيف البلوشية
يعدّ برذجل مورجن Pingle Morgan أوّل من نشر في موضوع العسر القرائي، في المجلة الطّبيّة البريطانيّة عام 1896م، توالت المنشورات والأبحاث الأكاديميّة في مجال عسر القرائي، وكان يغلب عليها الطّابع الطّبيّ في بداية الأمر، حتى اتسعت لتشمل العديد من المجالات التّربويّة والنّفسيّة والبيولوجيّة والعصبيّة والوراثيّة واللّغويّة.
فبدأت الدّراسات الأكاديميّة في العسر القرائي، على وجه الخصوص فيما يتعلق بمجال اللّغة في اللّغة الإنجليزيّة، حيث بذلت الحكومة البريطانيّة جهدًا في تشخيص الطّلبة، وصرّحت بتواجد المشكلة رسميًا؛ فخصّصت مصادر التّمويل المختلفة للبحث والدّراسة والنّشر، وتنمية الوعي بها.
عرّف المعهد القومي لصحة الأطفال والتّنمية البشريّة، والجمعيّة الكويتيّة لدسلكسيا عسر القراءة بأنّها: "صعوبة تعلّم محددة ذات منشأ عصبيّ، تتسم بصعوبات في التّعرّف الواضح للكلمات بسبب قدرات التّهجئة وقدرات فك التّرميز الضّعيفة".
حينما حُددت تلك الصّعوبة بأنّها ذات منشأ عصبيّ قُصد أنّ هناك صعوبة في طريقة عمل الدّماغ يجعل الشّخص معسراً قرائياً؛ وهي صعوبة تعلّم لغويّة تكمن في معالجة الجزء الصّوتي للّغة أو الأصوات المنفردة المكونة للكلمات.
وكان تعريف الجمعية البريطانية لعسر القراءة 2003 كوصف لتلك المشكلة " أنّه خليط من القدرات والصّعوبات ". باعتبار صعوبات المعسر قرائيًا لا تقتصر على صعوبات القراءة والكتابة والتّهجئة؛ بلّ تمتد لتشمل صعوبات في التّعامل مع بعض المعلومات وبطء استيعابها.
لذا كان المهم أنّ نفهم ليس كل الطلاب الذين يعانون من صعوبة في تعلم القراءة مصابون بعسر القراءة، هناك أسباب أخرى لصعوبات القراءة مثل نقص الدّافعية والاهتمام والخبرة القرائيّة الضّعيفة في البيت قبل سن المدرسة، والمهارات اللّغويّة الضّعيفة القدرات المعرفيّة الضّعيفة. من هذا المنطلق كان عُسر القراءة؛ هو السّبب المحتمل لمشاكل تعلّم القراءة في المدرسة.
فالطلبة المعسرون قرائياً يمكن أنّ تظهر لديهم علامات تدلّل على تواجد صعوبات لغويّة قبل سن المدرسة، تظهر عادةً تلك المشكلة بصورة واضحة، عند بدء تعلم القراءة في المدرسة؛ متمثلة في صعوبة نطق الكلمات، وهذا يؤثر بدوره على وضوح قراءتهم وطلاقتهم، لذا تجد الطّلبة المعسرين قرائيًا سرعان ما يتخلفون عن الطّلبة الآخرين في الصّفّ، ويستمرون في التّدني كلّما زادت أعباء القراءة والكتابة عليهم.
ومشكلة العسر القرائيّ لا تقتصر على ضعف الطّلاقة القرائيّة؛ وإنّما تتعدى إلى قلّة الحصيلة اللّغويّة لدى الفرد، وصعوبة فهم المقروء، وضعف امتلاك المهارات اللّغوية في الجانب القرائيّ والكتابيّ، الّذي بدوره يؤدي إلى ضعف الخطو الذّاتي لدى الطّالب في تحقيق التّحصيل الدّراسيّ وفق العمر العقليّ والزّمنيّ له مقارنة بأقرانه الأسوياء من الطّلبة.
ومن الضّروري أن نضع في أذهاننا أنّ أعراض صعوبات القراءة تختلف من شخصٍ إلى آخر؛ هذا ما أكّدته دراسة سوانسون والكساندرSwanson 1997 عدم وجود نمط موحد بين الأطفال المعسرين قرائيًا؛ إذ توجد اختلافات كثيرة في الأخطاء الّتي يقعون فيها.
لذّا كان من الضّرورة فهم شخصيّة المعسر قرائيًا؛ من خلال فهم الأعراض الّتي تطرأ عليه، المتمثلة فيما يلي:
صعوبات اللّغة اللّفظيّة
* صعوبة تعلّم الأبجدية.
* صعوبة تسمية الأشياء، وتتبع الاتجاهات.
* صعوبة اكتساب المفردات، واستخدام القواعد اللّغويّة .
صعوبات في القراءة
* صعوبة تذكر أسماء وأشكال وأصوات الحروف.
* صعوبة فهم المقروء من الكلام.
* القراءة بصورة بطيئة و مجهدة.
* قلب الحروف/ قلب ترتيب الحروف عند القراءة.
صعوبات في اللّغة المكتوبة
* صعوبة كتابة الأفكار على الورق -ضعف التّعبير الكتابيّ-.
* كثرة الأخطاء الإملائيّة.
* قلب/ تغيير الكلمات والأرقام أثناء النّقل من السّبورة الصّفيّة.
صعوبات في الكتابة
* تتسم كتاباته بالفوضى، والأخطاء، والمسح المتكرّر.
* ضعف المهارات الحركيّة الدّقيقة كاستعمال المقص والإمساك بالقلم.
صعوبات في الرياضيات
* صعوبة العدّ بشكل متتالٍ صحيح.
* صعوبة تفسير المرادفات / المفاهيم والرّموز الرياضيّة.
صعوبة التّنظيم
* الشّعور بالضّغط عند تلقي المثير من المعلومات.
* فقدان الأشياء - منها الأدوات المدرسيّة-/ نسيان الواجبات
صعوبات أخرى
* تفاوت الأداء بين يوم و أخر
* مشكلات في الذّاكرة قصيرة الأمد، وتذكر الأسماء ذوات الأمكنة و التّواريخ.
* التّشتت التّهور , عدم الانتباه وفرط النّشاط.
الخاتمة/ لا ينبغي للمعلم رغم دوره الأساسي في مساعدة المعسر قرائيًا؛ أنْ يشخص المعسر قرائيًا دون الرّجوع إلى اختصاصيّ تشخيص _ يفضل أنّ يكون اختصاصيّ نفسيّ/ تربويّ_.
المراجع:
البحيري، جاد( 2014). الدسكلسيا كيف يمكن المدرس المساعدة؟ اسراتيجيات لتدريس المعسرين قرائيًا. المؤتمر الدّولي لصعوبات التعلم. الرياض وزارة التربية والتعليم. تاريخ الاسترجاع 1_8_2014.
البحيري، جاد وغيرهم ( 2010). تدريس الأطفال المعسرين قرائيًا دليل المعلم، مركز تعليم وتقويم الطفل. الكويت. ط1.
Thomson,M. 1984 Developmental Dyslexia Lond ; Edward Arnold.
The International Dyslexia Association 2008 Dyslexia .www.interdys.org.
Snowling, M2000 Dyslexia –Second end-. Oxford; Black well.
Richandson, A 2002 Dyslexia, Dyslexia and ADHD-Can Nutrition Help.
|
|
|
|
|