للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

مساقاة الدّود

أ. محمد مغناجي

 أنت يا زهرة الفكر الجامحة، أتسمعين يدي ترتجفان، كأنهما قبتان من الدمع
في قلب مدينة باردة، أو كأنهما قنديلان مسكينان في جسد غريب، أنت يا زهرة
العين، براري الخيثعور الكونية تصهل في جسد الخيال الفائض، أتدرين أننا
تراب، لكننا تراب يحور قبورا هباء تحلق غربان المأساة لمساقاة الدود
يوما، ما فائدة الصباح يا زهرة المطر الخفي، أنا وردتك البائسة، وأنا
شهقة الخجل في شفاهك الصامتة إلى الأبد...
يقين ديكارت
الحب له شكل سماء تعانق سماء، ومهامه رمادية تبلل الرواحل والحداءات التي
تحمل حنينها كالحمام المهاجر في الربيع إلى أراض لا يعرفها ويعود فوق شجر
الانتظار المحروق على بحيرات الأهل يوما، الحب هو اليقين اللوزي،  لا
يقين يعلمه ديكارت ولا يشكك الصخر في رقته، هو نخلة نعلق عليها أبصارنا
كالأشلاء الحزينة لفقير، حينما يجف الماء من قلب الماء وينكمش الورد في
الحدائق الأبدية الخضرة، وينفجر العسل المكتوم التعبير عن مشاعره في
ألسنتنا، كم يخنقني الحديث عن الحب كمن يجلد بسياط الموت كمن يعلق على
ساحة كلها لذة فيما يحب ويسقط مغشيا عليه من الشهادة.

أدخلي أشبارك أيتها الشبابة الحسناء للحياة، أعمدة الضوء تدفنني في
البرد، وأصوات الليالي المعلقة في نجوم الكلام تودّ أن تقول خفرها، تودّ
أن تغازل شيئا ما في هذا الوجود، في هذه الحياة التي كالسراب، كماء
أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض، ثم نصبح ذكرى مع ماء الصباح، أو
يتذكرنا الواقفون على قبورنا يوما بإلقاء دمعة أو ترحم أو عشبة يعلق بها
الحنين والشفقة.

الله..أمدّ إليك جديلة من دمع، كزهرة نامت على جنة القلب، أبسط نظرة
يغشّيها نورك، العصافير أطلَقتها، يرّاوح الصباح المخضوضر على جبين
التعب، رماديّ درب المسير، بقيت ياسمينة تظلل شجرة الاحتراق..ثوانيَّ
كألوان الضوء، كأعواد الخرز التي لعبت بها أصابع السنين، والحمام يرسل
غناءه في وجه القباحات، ويدكّ غيوم الفناء.

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية