|
|
أسبوع اللغة العربية
أ.د. يحيى جبر
منذ أكثر من عقد، وانطلاقا من إحساس بواقع اللغة العربية في الوطن العربي والعالم الإسلامي، كنت عرضت على بعض من المعنيين بالثقافة والتعليم في فلسطين فكرة تنظيم أسبوع للغة العربية، فمنهم استجاب ومنهم من لم يستجب، وتقلّصت الفكرة لتكون يوما بدلا من أسبوع، ولكن حتى "اليوم" لم يكن كما ينبغي أن يكون. وكان المحطط أن نبدأ في في تنفيذ الفكرة في فلسطين وتنتشر من بعد في أرجاء الوطن العربي.
ويهدف هذا النشاط إلى الارتقاء بمستوى التحصيل اللغوي لدى ألناطقين بالعربية، وترميم ما تصدّع من علاقة بين العربي ولغته، إذ بتنا نلحظ أن كثيرا من أبنائها لا يولونها ما تستحقه من العناية والاحترام، وقد نجم ذلك عن السلب الحضاري الذي تعرضت له الأمة في الحقبة الاستعمارية المباشرة وما تلاها حيث أناط المستعمر المهمة ببعض المنتسبين للأمة لاستكمال ما بدأ به من تهجين لأبنائها، وإفساد طال كل صعيد.
والفئة المستهدفة في هذا النشاط هم المدرسون والمدرسات الذين يتولون مهمة تدريس العربية في المدارس والجامعات، وأئمة المساجد والخطباء، ذلك أنهم أولى الناس بهذا النشاط من حيث الدور الذي ينهضون به، وما يعتري أداء كثير منهم من خلل وتقصير يؤديان إلى ما لا تحمد عقباه.
وتتمثل آلية التنفيذ في أن يلتقي المدرسون والمدرسات في كل منطقة في مكان بعينه، ليتلقوا محاضرات في واقع العربية وماضيها، وفي الدعوات الهدامة التي تتعرض لها، والسبل الكفيلة برد الاعتبار إليها على الصعيد الاجتماعي والدولي، وخلق مشاعر الحمية تجاهها بين الطلبة...لا سيما أن التعليم أصبح آليا يخلو من القيم التي كان عليها الأجداد، والروابط النفسية والأخلاقية بين الطالب والمدرس معدومة أو تكاد.
ويتولى نفر من أصحاب الحمية القومية والإسلامية تنفيذ ذلك، والمحاضرة في المدرسين، على أن يُنظم مؤتمر سنوي عامّ؛ كل عام في قطرعربي، يجتمع فيه القائمون على الأسبوع، يخططون لأنشطته ويطورونها من خلال تغذية راجعة.
وتتشكل لهذه الفعالية لجنة وإدارة لها مكتب تابع لجامعة الدول العربية، التي يُفترض فيها أن تخصص له الدعم اللازم، والإدارة الفعالة، وأن تسعى لدى الدول المعنية لتخصيص مبالغ إضافية لهذا النشاط. فهل من سامع أو مستجيب؟
|
|
|
|
|