للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

التّعايش اللغوي بين العربية والأمازيغية - قراءة في بُعدي الانسجام والتنافر في المجتمع الجزائري

أ. شهرزاد بن يونس

يتشكل المجتمع اللّغوي الجزائري من بنيات لغوية كثيرة، تتشابه أحيانا في مستوياتها الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية وتتباين مرّات أخرى، وهذا ما هو إلاّ صورة من صور التّعدد اللّغوي في هذا الوطن، حيث إنّ كلّ جهة من ربوعه تتميّز بلهجة متميّزة ليضعنا أخيرا كباحثين أمام لوحة فسيفسائية في غالبية أوجهها تلتقي مع اللغة الأم وهي اللغة العربية، ولكنها قد تتمايز عنها أحيانا فتبدو دخيلة عليها.
الأمازيغية كلغة إفريقية، وكلهجة جزائرية تمثل واحدة من أهم التشكيلات اللغوية التي أسالت حبر الكثيرين، ومثلت حلقة من الحلقات المفقودة في الثقافة الجزائرية الحديثة والمعاصرة بكل أبعادها، وهذا نظرا لاختلاف التيارات في تمثيل أبعاد هويتها ؛ فبينما يسير تيار المستعمر الفرنسي في خط زعزعة الوحدة الوطنية عندما يُنسب سكان شمال إفريقيا عرقيا إلى العنصر الأوروبي و عليه يحكم على أجنبية هذه اللغة المتحدّث بها، ومن ثمّ يعمل على خلق البلبلة والنزعة البربرية، بينما نجد في المقابل تيارا آخر يقول يعكس هذا الطّرح ويرجع البربر إلى أصول سامية حامية، ومن ثمّ ينسبونهم إلى العرب أصلا ولغة.
إنّ هذه الإشكالية التي تقوم على ربط الأمازيغية بالعربية أو تبيان التنافر بينهما ستبتعد قدر الإمكان عن التأصيل للمجتمع الأمازيغي، نظرا لأنّ الإجابة لم تصل إليها الدراسات الأنثروبولوجية أو تلك المتخصصة في علم الآثار بعد وإلى يومنا هذا، وإنّما ستحاول تقديم قراءة ثنائية لتحقق الانسجام أو التنافر بين اللّغتين ، لأننا أصبحنا في واجهة أزمة مجتمع وأزمة ثقافة وأزمة تطور، مما يجعل موضوعنا متشعبا ومعقدا يصعب توصيفه، ولكننا رغم ذلك سنحاول جهدنا الإجابة عن جملة من الإشكالية نوجزها في الآتي :
- هل يوجد تعايش لغوي بين العربية والأمازيغية ؟ وما هي أبعاد هذا التعايش إن وجد ؟ ما هي طبيعة العلاقة بين العربية والأمازيغية في مستوياتها اللغوية ؟ وما دامت الهوية هي السّمة العامة لثقافة من الثقافات فما تأثير هذا التقاطع أو التنافر في هوية الجزائريين ؟ وهل يجدي أن يقول العربي الأمازيغي الجزائري لكم لغتكم ولي لغتي ؟ أسئلة سنجيب عنها في تفاصيل هذه الدّراسة.



أولا : الأمـازيغ :
تباينت الدراسات في تحديد دلالة هذه الكلمة، وهذا لأنّها لم تظهر إلاّ في العهد الإسلامي، حيث سبقها إلى ذلك كلمة (بربر) التي كانت الوصف الذي أطلق على سكان شمال إفريقيا بعد التسميتين السابقتين لها وهما : لوبي وإفري.
فتسمية (لوبي) كانت شائعة لدى اليونانيين، و (إفري) من مبتكرات الفينيقيين وكلمة (البربر) هي تسمية الرومان بتأثير من اليونان حيث « يقال أن مصدرها الأول هي الكلمة اليونانية (فارفاروس) Varvaros وهي تعني اللّفظ وتداخل الأصوات في الكلام »  ، بذلك فهم ينعتون بها كل ناطق بغير لغتهم، كما عدّت عندهم مصطلحا يقال استخفافا وتحقيرا لهذه الشعوب التي خرجت عن نفوذهم فيقولون عنها بارباريسي أو باربارجيا، وتوجد بمصر مدينة سميت (بارباري)، وفي الصومال توجد منطقة (بربرة )، كما سميت الشعوب الجرمانية (بربار) بمعنى القساة والهمج والجهلة.
لقد أجمع الدارسون على أنّ كلمة (بربر) لا تخرج عن سياق دلالتين ؛ إمّا أنّها تعني الشخص الغريب الذي يتكلم لغة لا يفهمها الرومان، وإما هي من باب التنابز بالألقاب تحقيرا لهؤلاء الأقوام. أما الباحث (Bousquet) فقد فسّر الكلمة بقوله :<< أنّها مشتقة من كلمة برباروس (Barbarus) وهي كلمة لاتينية تنعت بها فئات مختلفة ؛ ليست خاضعة لسلطان الرومان ؛ والقصد منها هو وصف تلك الفئات بالتّخلف » .
وهذا يعني أنّ الكلمة لا تخص المجتمع المغربي الكبير في شمال إفريقيا، إنما أطلقت على شعوب كثيرة اختلفت لغة وجنسا وعادات وتقاليد عن المجتمع الروماني، ولكنها أضحت لصيقة بهذه الفئة البشرية لأنّ الفتح الإسلامي أقرّها بدلالة أخرى حيث إنّها تعني الرّجال الأحرار الأقوياء.
هذا عن التّسمية، أما إذا أردنا أن نبحث في الأصول الحقيقة للبربر فإن السبل تتشتت بنا، وهذا لاختلاف الآراء والأخبار الواردة عن طريق الدارسين والمؤرخين، بالإضافة إلى ذلك عدم إمكانية صحة الاقتراضات الأنثروبولوجية المقدمة دائما ؛ فعلم الحفريات عن الجماجم البشرية اكتشف أربع جماجم في مناطق مختلفة من البلاد العربية (الجزائر، ليبيا، اليمن وفلسطين)، تتطابق كليا وعمرها ما يقارب 50.000 ق.م سنة وهذا يؤكد الأصل المشترك لتلك السلالات البشرية . وتوصلت دراسات أخرى من خلال الأبحاث الأثرية التي تمت في مناطق عديدة من المغرب العربي إلى اكتشاف أقدم أثر لإنسان الأطلس (Atlanthropes) الذي حدّدت الفترة الزمنية التي عاش فيها إلى 400.000سنة ق.م.
« ويعتقد المختصون أنّه شبيه بالأثر المكتشف في الصّين ؛ الذي سموه (Sinnanthrope) ؛ ثم الذي عثر عليه في جاوة وتانزانيا المسمى (Pithecanthrope) » .
وهذا في العصر الحجري السفلي ، يضاف إلى ذلك تلك البقايا المكتشفة في مناطق عدة في شمال إفريقيا

التي صعب على العلماء تحديد إنسانيتها لأنّها أقرب إلى البهيمية، وهذا دليل آخر على أنّ هذه العيّنات لم تحدّد كيف ظهر الإنسان في شمال إفريقيا وما هو موطنه الأصلي، ومن أي سلالة هو ؟
وإنّنا نتفق مع الباحث 'بوزياني الدّراجي' الذي يرى أن سكان البلاد المغربية مشكلين من مزيج بشري فكوّن عبر قرون قديمة قد خلت من سلالات مختلفة، وأجناس متباينة هاجرت من مناطق عديدة واستقرّت في شمال إفريقيا، ولا تزال الدراسات إلى يومنا هذا لم تصل إلى الحقائق العلمية الدقيقة.
أما الطرف الثاني من الخيط وهو تسمية شعوب شمال إفريقيا (الأمازيغ) أو (تامازيغت) فينسبها الدارسون إلى جدّهم (مازيغ) الوارد في الخبر الذي مفاده : فسألهم -كما جرت عادة العرب- عن نسبهم ؛ فأجابوا : أنّ جدهم هو مازيغ .
وتبقى هذه الرّواية قابلة للمناقشة ما دامت الأدلة القطعية مغمورة في تلابيب التاريخ، ولكن الذي يجب تأكيده في هذا المقام هو أن (الأمازيغية) هي إحدى اللغات الشفوية الحيّة المنتشرة في شمال إفريقيا، وهي لها هويتها التي تميّزها عن بقية اللّغات تبعا للمنطق القائل لا وجود لهوية خارج المجتمع وخارج التاريخ، و قد أثبتت القواميس اللّغوية عروبة المصطلح المشتق من 'الأمازر' وهم الرجال الأقوياء أشداء القلوب.
تنتشر هذه اللغة بأشكالها المختلفة في المغرب الأقصى، الجزائر، تونس، ليبيا، غرب مصر، شمال السودان، مالي، النيجر، بوركينافاصو، جزر الكناري، الأندلس وجزر صقلية بإيطاليا. وسنركز في دراستنا على الجزائر التي تضم مجموعات من المتكلّمين الذين تتمايز لغاتهم، من ذلك الشاوية : تطلق على سكان الشرق الجزائري نسبة إلى الشاة، كذلك الميزابية : متواجدون بمنطقة غرداية نسبة إلى وادي ميزاب الذي يقيمون به، أما القبائل فهي الكلمة عربية التي تطلق على المتواجدين في شمال الجزائر .



ثـانيا : اللّغة الأمازيغية :
تحدّثنا في العنصر السابق وقلنا أنّ الجزائر تشهد تلوينات لغوية كثيرة في مناطق عدّة منها، وهذا يرجع أساسا إلى تعدد القبائل التي تقطن هذه المنطقة حيث منهم من كان من قبيلة كتامة مثل قبائل بني خطاب في القل وبجاية ومجانة أو قبائل بني سيلين قرب الميلية وأولاد محمد قرب جيجل أو قبائل عياد قرب أقبوا وغيرها .
أما القبيلة الثانية فهي صنهاجة حيث نجد منها نجدا مزتية، عجيصة، واسيني ،بني يفرن في جبال الأوراس، وجبال جرجرة المسماة القبائل الكبرى. أما في منطقتي شرشال والتنس نجد زوارة، فليسة، بني راتن، بطرون، عمور، وغيرها.
وتظهر قبيلة زناتة في الغرب الجزائري خاصة في شمال غرب تلمسان مع الطرارة ولهاصة، ومديونة في مستغانم، أما في الجهة الشرقية على مقربة من قسنطينة تنتشر قبائل أولاد عبد النّور، تالَغْمَهْ امتدادا إلى سطيف، وزردانة بين عزابة والحروش، وصنهاجة بالقرب من عنابة وبني ولبان في السمندو، النمامشة بتبسة، والحنانشة في سوق أهراس وغيرها .
القاسم المشترك بين كل هذه القبائل هو لغتها الأمازيغية رغم تباينها من منطقة إلى أخرى، هذه الأخيرة التي أرجعها المؤرخون إلى أصول حامية من خلال جنس الأمازيغ المننتمي إلى حام، حيث إنّ هؤلاء السكان كانوا من القوم السمر البشرة سكنوا إفريقيا الشمالية قبل الإسلام وكذا تعلموا العربية بسرعة، وقد كان هذا مبعث تساؤل وتأويل بين المؤرخين، وقد علّل المؤرخ 'بيروني' هذا الاتساق والانسجام بين العربية والأمازيغية إلى تقارب العربية من الفينيقية فضلا عن تشابه العرب والبربر في العادات والأخلاق، والاتحاد في النّسب الذي يقرّب الطبائع .
لهذا نجد الأمازيغ يشيدون قصورهم على النّمط العربي، ولم يرفضوا لغة العرب، ولم يكتبوا بغيرها، وقد خدموا الإسلام بإخلاص، فتطوّعوا في جنود حسان بن النّعمان، وكذا مع موسى بن نصير، وفتحوا الأندلس بقيادة طارق بن زياد البربري تأييدا للخلافة بدمشق، والسؤال المطروح هنا : هل تلقي العربية بالأمازيغية في بعض الخصائص اللغوية ؟


ثـالثا: التقاطع اللّغوي بين العربية والأمازيغية :
يمثل موضوع التقاطع اللّغوي أو التقارب الحاصل بين اللّغات موضوعا إشكاليا ومتداولا لدى الدارسين منذ القديم، فقد فطن ابن حزم الأندلسي (ت 564هـ) إلى علاقة القربى بين العربية والعبرية والسريانية حيث جعلها من الأسرة السامية إذ يقول : « فمن تدبّر العبرانية والعربية والسريانية، أيقن أن اختلافها إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الزّمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم وأنّها لغة واحدة في الأصل » ، كما كشف النقاب أبو حيان (ت 754هـ) الأندلسي على أواصر القرابة، والتقاطع القواعدي بين اللّغة العربية واللغة الحبشية حيث تتفقان في حروف المضارعة وتاء التأنيث وهمزة التّعدية .
وهو الخط نفسه الذي سارت على إثره دراسات المحدثين من علماء اللغة، كالاكتشاف الذي تقدم به السير وليم جونز (w.jones) عندما كشف أوجه التشابه بين اللغة السنسكريتية واللّغتين اللاتينية واليونانية .
ولم يكن مبدأ التشابه بين اللّغات هو محور هذه الدراسات فحسب، بل إن منها ما اتجه عند الدّارسين في سياق الكشف عن التنوعات اللغوية، مرّكزين على العناصر الاختلافية ومواطن التباين بين اللّغات ؛ وهذا لأنّ اللّغات البشرية عموما تشهد تنوعا إمّا داخل الإطار العام للغة، وهذا يكون في الشكل والرّموز الصوتية، حيث يمكننا التمييز بين اللّغات الإنسانية بصريا وفق نوع الخط المستخدم كالاختلاف العربية عن الروسية والفرنسية.
أمّا التنوع الثاني فيقع داخل اللغة الواحدة جغرافيا، وهو ما يصطلح عليه اللهجة، حيث يتجلى لنا بوضوح في « التباين الفونيمي والصرفي والتركيبي للغة الواحدة، وهو إما تباين كلّي وإما تباين جزئي » . مثال ذلك مثلا نطق كلمة (بطاطا) بطرق مختلفة في الأقطار العربية، فتسمى (بطاطا) في الشام وشمال إفريقيا، وتسمى (بطاطس) في مصر والخليج.
سنحاول من خلال دراسة نقاط التلاقي والاختلاف بين العربية والأمازيغية أن ننطلق من الفكرتين : فكرة المشابهة وفكرة التباين وهذا حتى تكون دراستنا أكثر موضوعية للإجابة عن هذا التساؤل : ما هي نقاط التقاطع بين العربية والأمازيغية ؟
إنه قبل الإجابة عن هذا السؤال علينا أن نشير أوّلا إلى أنّ اللّغتين تنتميان إلى أسرة لغوية واحدة، وهذا إذا سلّمنا بصحة ما ألمع إليه ماكس مولر (Max Muller) الذي ذهب إلى أن اللّغة البربرية (الأمازيغية) تنتمي إلى اللغة الحامية، وتنتمي العربية إلى اللغة السامية وكل منهما جزء من أسرة اللغات السامية الحامية .
ويستند دارسون آخرون على الموطن المشترك للساميين والحاميين مما يدعّم فكرة المشابهة بين النظامين اللغويين، فالمستشرق (تيودور نولدكه) يقول في هذا السياق نفسه : « والقرابة الكائنة بين اللّغتين : السامية والحامية، تدعو إلى الاعتقاد بأنّ الموطن الأصلي للساميين، كان في إفريقيا ؛ لأنّه من النّادر أن يظنّ أن الحاميين، كان لهم موطن أصلي، غير القارة السوداء » ، وعليه فقد استند هذا الباحث في تعميق افتراضه على التشابه الخلقي بين الحاميين والساميين وعلى الأخص بين سكان جنوبَيْ الجزيرة العربية وسكان إفريقيا الأصليين.
وفي دائرة المعارف الفرنسية (Encyclopedia Universalis ) ، المحرّرة بعد الاستقلال سنة 1968م، نجد إشارة إلى نسبة البربر إلى العرب أصلا ولغة حيث ورد فيها : « أكثر طريق إلى الحقيقة إعادة البربرية إلى أصول حامية سامية التي تجمع في بوتقة واحدة البربرية، والمصرية  القديمة، والكوشية، والسامية » ، ويقر أصحاب هذه الموسوعة بأن جميع اللّهجات البربرية مطبوعة بطابع اللغة العربية.
ويرى من ناحية أخرى الباحث (ويليام لا نغر) بأن العربية والبربرية تتصلان بأصل سام، ومن ثمّ فهما تنتميان إلى أصل واحد، وهذا في قوله « وتتصل اللغة المصرية القديمة باللغات السامية ولغات البربر بأصل واحد » .
تسير الأمازيغية أيضا باتجاه الشرق الأدنى، فهي لغة الكنعانيين الذين هاجروا في عصور ما قبل التاريخ، كما هاجروا إلى شمال إفريقيا خلال اجتياح الإسرائيليين بقيادة يوشع لبلادهم واستقروا في ليبيا والجزائر، تونس، وليبيا ، حيث صنّفها (مرسيل كوين) العالم اللغوي مع اللغات الحامية الكنعانية وهي فرع من اللّغة السامية الأصل، وذكر منها الكنعانية، الفينيقية، العبرية، المصرية، الليبية، البربرية، ولغة الزنوج (الأثيوبية).
ويؤكد هذا الطرح المقولة الآتية : « وقد ظلّت اللّهجات الكنعانية حيّة بين سكان شمالي إفريقيا حتى القرن الخامس الميلادي، وإلى ما بعد دخول الفاتحين العرب، ولكن اللّغة العربية طغت على اللّغة الكنعانية عندما أصبحت اللّغة الرّسمية ابتداء من عهد الأدارسة ومع ذلك فقد ظلّت الكنعانية موجودة في الصدور وعلى ألسنة سكان السهول والجبال خصوصا بين قبائل صنهاجة ومصمودة وزناتة » . هذا إنما يدل على الاحتكاك المستمر بين العربية والكنعانية لقرون خلت، وهذا يفسر نقاط التشابه بينها.
يضيف 'عثمان سعدي' المؤرخ الجزائري من ناحية ثانية دليلا آخر على عروبة الأمازيغ، عندما قال بأن البربر من العرب العاربة استقروا بالمغرب العربي بسبب الهجرات السابقة للفتح الإسلامي، حيث أكّد على ذلك التعايش بين اللغة البونيقية (عربية قديمة) وبين العربية الحديثة ومنها البربرية ، وهو ما ذهب إليه الكثير من الدارسين أمثال : (Marcais   و  Grantier) اللّذين قدما الدلائل على أن البربر عرب في أصولهم وأن البربرية لهجة من لهجات العربية القديمة (اللغات السامية).
وإلى هذه الفكرة ذهب المؤرخ التونسي 'عثمان العكاك' الذي أشار إلى« أن البربر قدموا من الجزيرة العربية في زمن لا يقل عن ثلاثين قرنا قبل الميلاد، وأن الفينيقيين اختلطوا بالبربر على طول السواحل الإفريقية المغربية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ولما كان البونيقيون عربًا من بني كنعان، فقد اختلطوا بالبربر، الذين هم من العرب القحطانية » .    
إنّنا أمام هذه الدلائل التاريخية نستنتج أن 'الأمازيغية' ذات أصول عربية ماضية في القدم، ليس من السهل التعرف عليها أمام هذا التعدد اللّغوي للأمازيغية، حتّى أنّه لا يكتشف لنا المصدر اللغوي الرئيس لها، فالبربرية في الجزائر ليست هي القبائلية، وليست هي الشاوية، وليست هي الطوارقية، وليست هي الميزابية، مما يجعلنا نتساءل أين هي اللّغة الأم في كل هذا ؟ إننا أمام واقع لهجوي محيّر سنقف مع ما اتصل منه باللّغة العربية في هذه الدراسة ونترك الباقي لدراسات أكثر عمقا وأكثر استقصاء، حتى لا نحكم على اللغة البربرية بأنّها لم تكن ولن تكون لغة الحضارة لأنّها لم تقدم لغة واحدة موحّدة كما يقول الباحث أندريه باسي (Besset) في كتابه "اللّغة البربرية" المنشور سنة 1929م.
أ/ التقاطع بين العربية والأمازيغية في المستوى القواعدي :
تحقيقا للمقولة التي تؤكد الطابع العربي لبعض القواعد في اللغة الأمازيغية مع مشابهتها لها، ارتأينا أن نقف عند بعض من هذه القواعد الصرفية والنحوية لتعيين سمات التشابه بين الأمازيغية والعربية.
1 - تـاء التـأنيث : المعروف في اللغة العربية أنّ التّاء تأتي حرف بناء في الكلمة، كما تأتي حرفا زائدا. فقد تجيء اسما إذا كانت ضميرا متصلا له محل من الإعراب باعتبارها فاعلا مثل كتبتُ. وقد تكون حرفا مثل : ذهبتْ. فقط لأجل الدلالة على التأنيث. وللتاء وظائف دلالية كثيرة بحسب موقعها داخل السياق، وما يهمنا منها فقط هو دلالتها على التأنيث.
تكتب التاء في آخر الأسماء بغرض التفرقة بين المذكّر والمؤنث كقولنا : معلم / معلمة. وهي تحذف في الجمع المؤنث وتحل محلها ومقامها الألف والتاء فنقول معلمة / معلمات.
نجد الحالة نفسها أو القاعدة نفسها في الأمازيغية حيث تستبدل التاء بالثاء في تحديد المؤنث من الأسماء أحيانا، وتبقى تاء أحايين كثيرة، مثال ذلك :
إمْغَـارِ   امْغَـارِثْ    أي العجوز  العجوزة
وقد لا تستبدل بالثاء مثل قولهم :     لَحْبِيبَتْ : حَبِيبَةٌ  .
                    تاجنانت : الحديقة.
                    تونزّارتْ : الأحجية مغربية.
                    تودمِتْ : المحسوبية.
                    تاحْقْرنت : المرأة المحقورة .
تابَحُّوتْ : حنجرة.
تاحْنِيتْ : شاوية بمعنى نافذة.
تام حّارتْ : المحارة.
أسَتُّوتْ : امرأة خبيثة (قبائلية شاوية).
توغريفتْ : خبزة، كسْرة (رغيف).
تيمخدَّت : مِخدّة.
- تاقرنيت : ركن أو زاوية (شاوية).
                                             - أخلخال - تاخَلْخالتْ : خلخال (شاوية)
                                            - تازْلافت : القصعة (الزّلفة : الصحفة ممتلئة : (عربية + قبائلية).
                                            -  أوشنّ :الذئب / توشنّت: الذئبة.
الثـاء - تافلكوث : سفينة / الفلك (قبائلية).
          إحلاوث: حلوى
 -  تازربيث : زربية (قبائلية).
 
والغريب أن هذه ليست قاعدة قارة حيث وجدنا مذكرا به تـاء وثـاء من مثل :
        - تازُّولاَّتْ : عبث (شاويه).
        - تازِمَّارْثْ : مزمار (قبائلية).
وهنا نرد على الباحث 'عثمان سعدي' لنقول أن الأسماء المؤنثة في الأمازيغية نعم تقع بين تاءين في أغلبها وكما وضح ذلك في معجمه ، ولكنها قد تكون بين تاء وثاء، وقد تكون هذه قاعدة للمذكر أيضا، وهنا نتساءل لماذا ؟ أهو من الشاذ الذي يحفظ ولا يقاس عليه ؟ أم نحن بحاجة إلى نظرة أكثر عمقا لمعرفة القواعد في اللّغة الأمازيغيّة ؟
    الاسم المذكر : المشهور في الأسماء الأمازيغية بصيغة التذكير أن تبتدئ بهمزة مفتوحة في الغالب الأعم ، ويجيء على أوزان متنوعة ، مثل :


الكلمة الأمازيغية    مقابلها بالعربية    الكلمة الأمازيغية    مقابلها بالعربية
أمـازيغ    أمـازيغي    أزّاغـار    السهـل
أمْغَـار    الشيـخ    أمـالو    الظـل
أكـاز    الـرجل    أضـو    الهـواء
أدرار    الجبـل    أعـلاّو    البرنـوس
أسلـم    السمكـة    أقْدُوحْ    القـدح
وقد تأتي الهمزة مضمومة مثل : أوشّن : الذئب ، أو مكسورة مثل : إخَفْ : الرأس.
    التثنيـة : لا توجد صيغة التثنية في اللّغة الأمازيغية، وهذا شبيه بالعامية الجزائرية ...، وفي حالة ما إذا ثنيّ الاسم أضيف له (سنت) أي اثنان مثل : "سنت إيركازن" أي رجلان .
    الجمـع  : ينقسم الجمع في العربية إلى ثلاثة أقسام (مذكر ، مؤنث، وجع تكسير)، وهي الحالة ذاتها في قواعد اللغة الأمازيغية، حيث نلمس تشابها في صياغته، فالجمع المذكر السالم فيها تكون علامته النون، أو الألف والنّون أو الواو والنون، ونلاحظ هنا أنّ علامة المثنى والجمع المذكر في العربية هي نفسها علامة الجمع في الأمازيغية، مثال ذلك :
أركـاز  إفـاون.              (الرجل - الرجال).
أفّـاو     أفـاون.    (الضياء - الأضواء).
ئِفـري  ئِفـران.             (الغـار - الغيران).
ئِتـري  ئِثـران.             (النجم - النجوم).
ؤُدَم     ؤدمـان.    (الوجه - الوجوه).
أما علامة جمع المؤنث فهي متحدة قد تكون شبيهة بالمذكر (ون) مثل : تيط : العين الباصرة تجمع على (تيطاون)  ، ويتشابه جمع التكسير مع اللغة العربية بصيغة المختلفة، مثل : أغْبَالو : العين الجارية تجمع على (إِغْبُولاَ).
    المبني للمعلوم والمبني للمجهول : يصاغ المبني للمجهول في الأمازيغية بإضافة (إ) أو بإضافة السابقة (تُو)، وهي تقابل الضّمة في العربية الدالة على المجهولية مثال ذلك :
- إزطَّـا   إيتُوزطَّا (طَحَن / طُحِن)
- يوكـر  إِيُوكر (سَرَق / سُرق).
    الأفعـال : الأفعال في البربرية كالأفعال في العربية منها الثنائي والثلاثي ، المجردة والمزيدة : والرباعي ؛ مثال ذلك الأفعال المجردة الآتيـة :
    يَطَسْ : نـام (جذره ثنائي طس).
    إكـرَّزْ : حرث (جذره ثلاثي كرز).
    إكركب : دحرج (جذره رباعي كركب)  .
أما الأفعال المزيدة فهي تكون بزيادة الشدة أو زيادة أحرف أخرى بغرض التكثير أو المبالغة، وهذا شبيه بقواعد العربية نوضحه بالأمثلة الآتية    :


الفعل المجرد    مـدلـوله    الفعل المـزيد    مـدلـوله
ئِسَّنْ     عَلِـم    ئِسيسَّن    علَّـم
ئِرْوَل    هـرب    ئِسَّرْول    هـرَّب
ئِنكَرْ    قـام    ئِسَّنكر    أقـام
ئكشَمْ    دخـل    ئِسَكشَمْ    أدخـل
نلاحظ زيادة السين للفعل المزيد إما بصياغته على فعّل أو أفعل وهو المقابل العربي.
كما يلاحظ القارئ للغة الأمازيغية أو سماعها، ظهور بعض الصّيغ الصرفية البارزة في أغلب ألفاظها من ذلك ( أفعيل، وأفعال، وأَفعُول) ، فهي دائما مستفتحة بالألف.
فصيغة (أَفْعَالْ) مثلا نجدها بكثرة في أسماء الأماكن، مثل : الأوراس، الأبيار، أدرار ؛ فالأوراس تعني بلاد الأرز ذو اللّون الأشقر، أما لفظة أبيار فهي أمازيغية من (Irdhen) بمعنى موطن القمح، و أدرار تعني الجبل، وتنطق (Adhrer)، وكذلك (Arguez) الذكورة.
وقد فسّر الباحث 'عبد الحميد زوزو' ذلك وأرجع دلالات هذه الكلمات إلى القوة والصلابة والشدة وهذا لأنّ هذه الألفاظ البربرية فيها حرف الراء اللّينة أو المشدّدة لهذا رأى تقاربا دلاليا بين كلمتي (أوراس / أرّيس) ففسّرهما قائلا : « الواقع أن لفظتي أوراس وأرّيس القريبتين من بعضهما من حيث النّطق ومن حيث الموقع الجغرافي تعملان ما يوحي بمعنى الحيوانات غير الأليفة والمتوحشة وخصوصا منها الأسد » . ليصل أخيرا إلى نتيجة مؤداها أن أوراس تعني الجبل أو الغابة المأهولة بالأسود ذات الجلدة الصّهباء، وهذا يعني أن الكلمة تدل على اسم مكان.
إن دليلنا على أن هذه الصيغة (أفعال) هي عربية هو اتفاق دلالتها على المكان مع من أشار إليه البكري في القرن الخامس الهجري (ت 487هـ)، حيث أورد كلمات كثيرة كلها عربية تدل على أماكن  من ذلك :
أحْجَاءْ : اسم موضع.
أحْجَار : جمع حجر ، موضع كثير الحجارة.
أحراضْ : ماء بالمدينة.
أحقاف : قيل جبل بالشام، قبر هود بحضر موت .
أخْراب : موضع ما بين مصر والمدينة.
أخْراص : موضع بِتهامة
كما أن البكري أشار في معجمه أيضا إلى صيغة (أفعيل) التي جاءت على وزنها (أرّيس) التي قال عنها : « بئر بالمدينة معروفة » . لنخلص إلى أنّ هذه الصّيغ المذكورة آنفا كلها عربية أصيلة، وحتى (أفعول) ذكر عثمان سعدي إلى أنها لا تزال موجودة في اليمن إلى يومنا هذا مما يزيد من صحة التأكيد على عروبة الأمازيغية.
ب/ التقاطع بين العربية والأمازيغية في المستوى التأصيلي :
إنّه من خلال استطلاع اللّغتين العربية والأمازيغية نجد بعض الكلمات التي تشترك في الأصول العربية فاستقينا بعضها من معجم الجذور العربية للباحث عثمان سعدي، وأخرى من المعجم العربي الأمازيغي لصاحبه محمد شفيق ندرجها في الجدول الآتي :

الكلمة الأمازيغية    الأصـل العــربي    الكلمة الأمازيغية    الأصـل العــربي
تَافِيّـاوت    مجمع الناس في حزن وهو المأتم قال عنها شفيق مشتقة من أتمم ، ونرى غير ذلك بل هي من الوفاة، وقد حدث قلب بين أصواتها    بَتَّكْ    قطّع، بتك الشيء قطعه
بيـر    من المادة (بأر) بمعنى بئر .    أفيغَـرْ    ثعبان، الفاغر في العربية دويبة تعض
إليّ    بمعنى ابنتي، عربية من الإلّ القرابة، بالعامية ولية أنثى.    تَـاجَرَّارْثْ    الجرّار، الحلقة التي تسحب أو تجر المواد أو الماء.
مانْرَاكْ    ما نراك أين أنت ؟    إنُّوغب    جشع، النّغب الابتلاع
تَـاوْسَا    الجلوة : هدية العريس للعروس يوم الزفاف. في العربية أسا : أعطى والهدية عطية.    جمعـه    الجمعة : عربية
تاربيعت     جماعة صغيرة من الناس في العربية : الربع : جماعة الناس    جـوم    أسفل الشيء في العربية المجمُّ : مستقر الماء.
غـاشي    جمهور، عربية : الغاشية الزوار والأصدقاء ينتابونك .    إخطـا     تجنب ، تخطّـاه
تُمَهْبِلْتْ    من أصابه خلل في عقله، جن.    أجهرور    صوت الرجل الغشن جَهُوريُّ :  في العربية الصوت العالي.
رابعا : انسجام لغوي أم انسجام اجتماعي ؟
أثبتت الدّراسة من خلال الطروحات المقدمة سابقا أن الانسجام اللّغوي بين العربية والأمازيغية يظهر بشكل قوي على مستوى بناء القواعد من جهة، وعلى مستوى أصول الكلمات من جهة ثانية، ونستثني في ذلك بعض الكلمات ذات الأصول الأجنبية مثل كلمة : (أكـروجوُّ) التي تعني الوجع في العنق فهي من الكلمة الفرنسية (gorge )، لأنّه بالعربية يسمع (الإجْل) ولا علاقة بين الكلمتين وغيرها كثير، ونظنها كلمات مستحدثة ظهرت بعد الاستعمار حيث يوجد الشبيه بها في اللهجة الجزائرية عموما مثل (كارطابل)، توافق الفرنسية (Cartable)...، باله : يعني مجرفة.
ماذا عن الانسجام الاجتماعي ؟ الواقع المعيش يقول أنّ هذا الانسجام نادر جدا وسببه الرئيس انعدام التواصل اللغوي بين متكلمي العربية والأمازيغية، رغم أن البرلمان قد صادق سنة 1998م على قانون تعميم استعمال اللغة الأمازيغية، إلا أن الواقع لا يترجم هذه الحقيقة، وهذا ما جعل مسؤولا على اللغة العربية مثل 'محمد العربي ولد خليفة' يؤكد أن المسألة اللغوية في الجزائر « تُطرح من موقف سياسي وتوجه إيديولوجي ومن النادر أن تحظى بدراسات مسعية للمعجمية والرصيد المتداول، ومسارد الكلمات وحقولها الدلالية من الوجهة الاجتماعية، وتواترها الصّوتي فيها وأسباب استعمال مفردات دون أخرى حسب المناطق ... » ، وقد أصاب الباحث فيما دعا إليه لأنّ الأمازيغية لا تحظى بدراسة معمقة في الجزائر، وهذا الخلل سيؤدي لا محالة إلى وجود تنافر بين أبناء الوطن الواحد وهذا ما لا يجب أن يكون.
الزاوية الثانية من الإشكالية تكمن في أنّ الجزائري لم يهجر الأمازيغية فحسب -رغم ظهور ألفاظ أمازيغية في كل العاميات الجزائرية- بل هجر العربية اللغة الأم حيث أضحت عامية الجزائريين هجينا على شاكلة (créole) المتداولة في الجزر الأمريكية، حيث إننا نجد كل اللاّفتات الدعائية الموضوعة على المحلاّت التجارية وغيرها مدوّن بالفرنسية (Pizzeria)، (Bijouterie) رغم سياسة التعريب المطبقة في الجزائر، فالفرد الجزائري فوق القانون دائما، وهذا يدلل ربّما على عدم وجود توازن نفسي فيما يتعلق بمسألة الهويّة، لأنّ الارتباك في التعبير والجمع بين كل هذا الكم من اللّغات إنما يدلل على حالة نفسية معينة، لأنّ همّ الفرد الجزائري الوحيد هو خلق لغة تواصلية للتفاهم، ولا يهمه أن يحافظ على العربية أو على الأمازيغية لأنّه ليس معنيا بهما وهنا نتساءل من المعنى بهذه المسؤولية إذن ؟ كما أن هذا الفرد الجزائري قد نجح بامتياز في توصيل بعض الكلمات من لغته الجديدة إلى خارج الوطن، كقوالب لغوية جديدة تعبّر عن جزائريته مثل : (كيف كيف) بمعنى (سيّان)، أو بزّاف (كثير)، أو مشوي (مشوي)، حيطيست ... وغيرها التي دخلت القاموس الأكاديمي الفرنسي من خلال جاليتنا في فرنسا.
و من العقد اللغوية التي تعرقل الانسجام اللّغوي داخل الجزائر، إحساس الأمازيغيين بأن لغتهم (لغتنا) أرقى وأجود وأكثر أصالة من العربية، وهذا يجعلهم يتكبرون ويترفعون بها في المجالس عندما يتحدثون بها فيما بينهم مع إقصاء العربي من نظرهم الذي لن يفقه شيئا مما يقولون أليست هذه عقدة لغوية ؟ كيف يتحقق الانسجام الاجتماعي بهكذا سلوكات غير واعية ؟
أظن أن الجزائريين بحاجة إلى (مصالحة لسانية) وهو المصطلح الذي قال به رئيس المجلس الأعلى للغة العربية (محمد العربي ولد خليفة في إحدى حواراته مع جريدة الخبر)، لأنّ العربية قادرة على تحقيق الانسجام الاجتماعي بين الجزائريين، كما أن السلطة السياسية أسست مجموعة من العقد النفسية لأن المختصين في إصلاح المنظومة التربوية لا يفهمون بعضهم البعض.
وختام هذه الدراسة نلخصها في التوصيات الآتية من أجل خلق هذا الانسجام الاجتماعي :
1.    يجب فتح آفاق للدارسين كي يقدموا دراسات سوسيولغوية تقف عند تحديد طبيعة اللّغة المتكلمة لدى الجزائريين.
2.    تعميم تدريس الشاوية والقبائلية والميزابية والطوارقية في كل ربوع الوطن فمن غير المعقول أن يتحاور جزائريان ولا يفهم أحدهما الآخر إلا بوجود وسيط هو الفرنسية، أو فتح مدارس خاصة لهذا الشأن حتى تكون العملية اختيارية أكثر منها إجبارية.
3.    الدعوة إلى إنشاء مراكز بحوث لغوية، تناقش فيها المسائل اللغوية بعيدا عن العاطفة والسياسة بكل موضوعية.
4.    اللّغة هي السلطة الرمزية و المعنوية وعنوان الهوية في كل مجتمع، بها يهمّش خارج خارطة التاريخ ، وبها يحدد قنوات الترقية الاجتماعية.
5.    نوصي بعقد مؤتمر دولي أو مغاربي حول الأمازيغية حتى نستمع لكل وجهات النّظر، وهذا سيساعدنا على خلق سياسة لغوية مضبوطة في الجزائر وفي الدول المجاورة المعنية بالأمازيغية.






قائمة المصادر والمراجع
 
1. أحمد بن سودة : الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والأندلس، دار الأمير للثقافة والعلوم بيروت، ط1، 1995م.
2. أحمد درّاج : الاتجاهات المعاصرة في الدراسات اللسانية، مكتبة الآداب، القاهرة، ط1، ص 2009م.
3. أديب عبد الله النّوايسة : المعجم الشامل للقبائل العربية والأمازيغية، دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع، ط1، 2007م، ج1.
4. البكري الأندلسي، أبو عبيد الله عبد الله بن عبد العزيز : معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تح : جمال طلبة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1998م، ج1.
5. بوزياني الدّراجي : القبائل الأمازيغية أدوارها مواطنها أعيانها، دار الكتاب العربي، القبة، الجزائر، (د.ط)، 2007م.
6. حلمي خليل : مقدمة لدراسة فقه اللّغة، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، د.ط، 2003م.
7. رمضان عبد التواب : فصول في فقه العربية، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط6، 1999م.
8. عبد الحميد زوزو : الأوراس إبّان فترة الاستعمار الفرنسي (التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، 1837-1939، دار هومة، الجزائر د.ط، 2009م، ج1.
9. عثمان سعدي : الأمازيغ عرب عاربة وعروبة الشمال الإفريقي عبر التاريخ، 1996م.
10. عثمان سعدي : عروبة الجزائر عبر التاريخ، الشركة الوطنية للنشر، الجزائر، (د.ط)، 1982م.
11. عثمان سعدي : معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية (البربرية)، منشورات مجمع اللغة العربية، طرابلس، ط1، 2007م.
12. محمد رشدي الجندي : تاريخ الشعوب القديمة، دار الكتاب، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 1963م.
13. محمد شفيق : المعجم العربي الأمازيغي، أكاديمية المملكة المغربية ، الرباط، د.ط، 1990م، ج1.
14. محمد العربي ولد خليفة : المسألة الثقافية وقضايا اللسان والهوية، منشورات ثالة الأبيار، الجزائر، 2007م.

جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية