للاطلاع على محتويات الإعلان أنقر هنا  
صحيفة دولية تهتم باللغة العربية في جميع القارّات
تصدر برعاية المجلس الدولي للغة العربية

  دعوة للمشاركة والحضور           المؤتمر الدولي العاشر للغة العربية           موقع الجمعية الدولية لأقسام العربية           الموقع الجديد الخاص بالمؤتمر الدولي للغة العربية           الباحث العربي: قاموس عربي عربي           راسلنا         
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة

أهداب ذكريات الأردن

أ. محمد مغناجي

 "سمر عمّان"
دخلنا الأردن"عمان" من طريق قناة "الزرقاء" الذابلة العينين ثم وصلنا إلى
وسط البلد التي تكسو ها غبراء التاريخ والحياة كنت وصديقي الأستاذ محمد
بودية   18-12-2010 م
شوارع أبو النصير، وعمان القديمة،  العبدلي ووسط البلد وشارع الهاشمي
وشارع الحسين جبل الحسن، وشارع الملكة رانية كلها لوّحت بيدين بيضاوين،
تحمل منديلا شاميا دافئا وتنظر بجفنين داعجين، كما أن الشآم الذهبية
تركناها تمشط شعرها على سواحل الابتهاج  بقدوم الحسن، وترقص ساحاتها
الزهرية للقمر العاشق الجميل والأعين الحور الودودات، وجدنا عمانَ مساءً
كأنها امرأة تعكس صور الفتنة السّماوية، تخاصر درعا، نصيب، وتطبع عمان
على شبكية القلب وحبال المقل الواهجة نبضها الأزرق، الجبائن جنائن كأنها
مرسومة بالبياض كيف ستكون الصباح؟ هل تشرق زهرة في القلب حينما نراها
كأنها تخنقنا ثم تمسح دمعنا، وترد استيحاشا كاد يحرق الأعصاب، هذا ما
تمنّيناه أن نلج قلعة الرغدان أو مداخل الحسيني الرمادية الضاربة في
الوحشة وعبوس الأحجار ، وتكلمت شفتاها بائحتين باللاّ محدود، أرعدت فوق
السواحل الحجرية أشجارها وتعرت لنا والليل يسلم رداءه البلوريّ ما أروعها
عمان ليلا، وهل أخطأ محمود درويش حين قال بيروت ليلا؟

الصّنو المفقود:
سيأتي صنوي الذي  اصطحب الرحلة هل جميل ما كتبت عمان على حدائق العجب، أو
خطت دمشق من قبلها على جفوة الإحساس كأنها لبان رءوم أكاد يغشى عليّ من
الوجد، مسجد في حارة الروح وشارع شعبي قديم، ذكرتني  كل الشوارع بيروت،
بسكرة، نخلة أغمضت جفنيها على سيدي عقبة، لما تراوحت مآذن الأردن
الهاشمية، ولاح ريقها المضيء، تبدى المجسد العتيق، مسجد الفاتح عقبة،
أرخى الصباح أمواجه الهوائية الباردة، وتنفست حصون الحنين كلها، لم يعد
ما أستنشقه سوى أحرفي، أودعت سر هده الذات التي تجو هره في بحر السؤال،
ما متعة المياه دون سفر؟إلى أين، ومتى؟رغم صعابه الجمة، ومخاطره التي
تحتويها عجلات المسافات رغم أن به معنى خفيا لا نهائيا، يرقد السفر في
نواة الجسد، كلما سافرت ترتاح، تستظل شجرة بفكرة، كما قال توفيق الحكيم
نترك عطرنا المجنون على مشاعر النخل والسكان، نستنسخ صورنا الجميلة
والقبيحة الصادقة والكاذبة على ضمير المدينة التي احتضنتنا لثوان ثم مضت،
 إنه السر الحقيق والأبدي السفر، المتحرك الثابت في عين التعبير
والترحال...

فستان الصباح:
عمان الصبح، الزهور تحمل إلينا عسل الوقت، والثواني تساقط رطبا جنيا،
يتنفسنا عمق الحضارة الإسلامية  الصافي، روائح مقام شعيب عليه السلام ،
تأتينا من كل نحلة جناحها شمس العرب الجميلة ومن كل نفث دار بنية اللون
والفراشات تفتح أحضانها البنفسجية لانتقاء القلوب من أماكنها أيهدا البحر
الميت البحر الكبير أشجار الغور التي كأنها تيجان حجرية تزهر بها جدائل
الأردن شمعدانات التعميدات، كل الشعوب تطوف بعتبتك كل البشر يلونون
مناديل النداء الشفاف، لكنها ترتحل على تاريخ آخر، هذا اللوح المحفوظ في
سقوف القدر، تترك الصباح والمساء والورد والشمس والفرح والحب والشهوة
وسنبلة توشّع حقل الفؤاد ضحى، وتعود عتبات الأمل من جديد تعانق أنفسنا
الماضية في طريقتها ودربها، وديارنا الطفولية.
العطور غريبة، كمعابد الرومان والإغريق، الروائح التي تطلع من ألبسة
المارة في عمان لها شكل طيوب الخزامى البرية، ونحن مازلنا نرى نرى أنفسنا
في مرآتها اللوزية الفاتنة، بلاد زهرة ديك الجن، وأسطورة السوسن البيضاء.

التعليقات
الأخوة والأخوات

نرحب بالتعليقات التي تناقش وتحلل وتضيف إلى المعلومات المطروحة عن الموضوعات التي يتم عرضها في الصحيفة، ولكن الصحيفة تحمل المشاركين كامل المسؤولية عن ما يقدمونه من أفكار وما يعرضون من معلومات أو نقد بناء عن أي موضوع. وكل ما ينشر لا يعبر عن الصحيفة ولا عن المؤسسات التي تتبع لها بأي شكل من الأشكال. ولا تقبل الألفاظ والكلمات التي تتعرض للأشخاص أو تمس بالقيم والأخلاق والآداب العامة.

الاسم
البلد
البريد الالكتروني
الرمز
اعادة كتابة الرمز
التعليق
 
   
جميع الحقوق محفوظة © 2024
المجلس الدولي للغة العربية