|
|
هل تصح قراءة القرآن الكريم دون تحريك الشفتين؟
أ.د. يحيى جبر
الأصل (قرأ) يعني جمع وتتبع، والقراءة جمع يتحقق بالنظر في الحروف المتتابعة (فكأن العين تجمعها بذلك، وتتعقبها خرفا حرفا) هذا هو المعنى العام الأول. ولو لم يكن معه صوت.... ولكن، نحن نعلم أن الألفاظ تكتسب دلالاتها من السياق، وتتغير هذه الدلالات وفقا لما تجري به عادة العرب، وقد استخدم العرب الكلمة(قرأ) لدلالة تقع على معنى التتبع مع إظهار الصوت، سواء أكان ذلك من نص مكتوب أم محفوظ في الذاكرة... والنبي –صلى الله عليه وآله- كان أميا لا يعرف الكتابة، وعندما طلب منه جبريل عليه السلام أن يقرا، قال ما أنا بقارئ، وهذا دليل قاطع على أن القراءة تقتضي إظهار الصوت، ودليل آخر هو قول الله عز وجل (لا تحرك به لسانك لتعجل به) ما يعني أنه لا بد من تحريك اللسان بقراءة القرآن، وهذا يستدعي حدوث الصوت ولو كان ضعيفا.
ولا ننسى أن الله أمرنا بأن نرتل القرآن... وهذا يقتضي إظهار الصوت،، وفي هذا ما يشير إلى أن الكلمة (قرأ) استقرت من بعد للدلالة على تتبع المكتوب أو المحفوظ باللسان_ والعين_
لكن؛ هل لمن يقرأ دون إظهار الصوت أجر على ذلك؟ فأقول نعم؛ له أجر المتدبر، ولكن أجره يزداد إن كان مع إظهار الصوت... ولو توقف ليتدبر ويتأمل.
وهناك من قال: إن الملكين يسجلان الأجرلمن يظهر الصوت بالقراءة، فإذا سها، فالله لا يضيع أجره، وهذا ما ورد في تفسير قوله تعالى (وما كان ربك نسيّا) أي لا ينسى أن يجزيه على ما قرأ ولو دون إظهار الصوت... إذًن؛ ما أمرنا الله به هو أن نرتل... بالصوت... أما إن قرأنا سرا فهناك أجر التأمل والتدبر، ولم يعده العلماء في القراءة... قراءة القرآن الكريم على وجه الخصوص
والقراءة أنواع منها القراءة الصامتة وقراءة الاستماع ولمن أراد زيادة يمكنه أن يطلع على بحثي (قراءة الاستماع- مجلة التربية، قطر، وهذا رابطها http://blogs.najah.edu/staff/yahya-jaber/article/article-84 )
|
|
|
|
|